موقع "ديفانس لاين" يكشف تفاصيل جديدة حول مقتل رئيس أركان الحوثيين الغماري

كشفت تقارير حديثة، أبرزها ما نشره موقع "ديفانس لاين" مؤخراً، عن تفاصيل مغايرة للرواية الرسمية بشأن مقتل رئيس أركان جماعة الحوثيين، اللواء زكريا يحيى الشامي، المعروف باسم الغماري. ففي الوقت الذي أعلنت فيه الجماعة في يناير 2021 أن وفاته جاءت نتيجة إصابته بفيروس كورونا المستجد، تشير المعلومات الجديدة إلى أن الغماري قد لقي حتفه في ظروف أكثر تعقيداً، ربما على خلفية صراعات داخلية أو تصفية حسابات.

خلفية عن الغماري ومكانته

يُعد الغماري من الشخصيات العسكرية البارزة والمحورية في صفوف جماعة الحوثيين منذ نشأة الحركة. شغل منصب رئيس هيئة الأركان العامة، وهو منصب رفيع يعكس دوره القيادي في التخطيط والإشراف على العمليات العسكرية للجماعة في الحرب الدائرة باليمن. وقد اكتسب خبرة عسكرية طويلة، وعُرف بقربه من القيادات العليا للحوثيين، مما جعله جزءاً لا يتجزأ من القرار العسكري والأمني للحركة. وقد ارتبط اسمه بالعديد من المعارك والاستراتيجيات التي خاضتها الجماعة ضد القوات الحكومية والتحالف العربي، مما يبرز أهمية أي معلومات تتعلق بوفاته.

الرواية الرسمية والحاجز الأمني

عند إعلان وفاة الغماري في يناير 2021، سارعت جماعة الحوثيين إلى تأكيد أنه توفي إثر مضاعفات صحية ناجمة عن إصابته بكوفيد-19، وذلك ضمن موجة من الوفيات بين شخصيات قيادية حوثية أُرجعت أسبابها إلى الوباء. لطالما أحاط الغموض بوفيات القادة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وكثيراً ما كانت الرواية الرسمية تفتقر إلى التفاصيل الدقيقة، مما يفتح المجال للتكهنات والتقارير الاستقصائية التي تسعى لملء الفراغات وكشف الحقائق الخفية.

كشف "ديفانس لاين" لتفاصيل مغايرة

وفقاً لما أورده موقع "ديفانس لاين"، وهو منصة متخصصة في الشؤون العسكرية والاستخباراتية، فإن وفاة الغماري لم تكن طبيعية كما زعمت الرواية الحوثية. وتذهب التفاصيل الجديدة إلى أن الغماري تعرض للتصفية، أو قُتل في مواجهة أو حادث داخلي، وليس بسبب المرض. وتشير بعض هذه التقارير إلى أن الوفاة قد تكون نتيجة لاشتباكات أو تصفيات داخلية مرتبطة بخلافات على السلطة أو قضايا فساد، أو حتى نتيجة عدم الولاء لبعض القيادات العليا. وقد ذكرت بعض المصادر، التي استند إليها "ديفانس لاين"، أن الغماري ربما قُتل في أواخر عام 2020، قبل فترة وجيزة من الإعلان الرسمي عن وفاته، وأن إعلان كورونا كان غطاءً لإخفاء الأسباب الحقيقية. هذه التفاصيل، إن صحت، تكشف عن طبيعة معقدة للصراعات الخفية داخل الحركة، والتي قد لا تظهر على السطح بشكل مباشر.

دلالات وتداعيات الكشف

إن الكشف عن تفاصيل مغايرة لسبب وفاة شخصية بحجم الغماري له دلالات عميقة على المشهد اليمني وعلى بنية جماعة الحوثيين الداخلية. فإذا كانت وفاته ناتجة عن صراعات داخلية، فهذا يشير إلى وجود انشقاقات أو خلافات حادة ضمن القيادة الحوثية، مما قد يؤثر على تماسكها ووحدة قرارها. كما أن هذا النوع من الأخبار يمكن أن يعكس سياسات تصفية أو إقصاء داخلية تستهدف الشخصيات التي قد تُعتبر تهديداً أو منافساً لقيادات أخرى. بالنسبة للمراقبين، يمثل هذا الكشف نافذة على الجانب الخفي من الصراع، حيث لا تقتصر المعركة على الجبهات الخارجية فحسب، بل تمتد لتشمل صراعات نفوذ داخلية قد تكون أكثر فتكاً أحياناً.

تؤثر مثل هذه الأحداث على معنويات المقاتلين ومستقبل القيادة العسكرية للجماعة، وقد تثير تساؤلات حول مدى استقرار الجبهة الداخلية للحوثيين في ظل استمرار الحرب. كما أنها تسلط الضوء على تحديات التحقق من المعلومات في مناطق الصراع، حيث تتعدد الروايات وتُحجب الحقائق لدواعٍ سياسية أو أمنية.

خاتمة

في الختام، يُقدم كشف موقع "ديفانس لاين" عن تفاصيل جديدة حول مقتل الغماري رؤية مختلفة تماماً عن الرواية السائدة. هذه المعلومات، التي تحتاج إلى تدقيق وتحقق مستقل، تسلط الضوء على احتمالية وجود أبعاد خفية لوفاة أحد أبرز قادة الحوثيين، مما يفتح الباب أمام فهم أعمق للديناميكيات الداخلية للحركة المسلحة وتأثير ذلك على مسار النزاع في اليمن. يبقى اليقين غائباً في ظل الضبابية التي تحيط بمثل هذه الأحداث في مناطق النزاع، لكن هذه التقارير تظل ذات أهمية بالغة للمحللين والمتابعين للشأن اليمني.