إيطاليا تتصدر فن صناعة البينسا عالمياً مع انتشار واسع لأكثر من 7000 بينسيريا

صدر حديثاً بتاريخ 30 أكتوبر، دليل "أفضل 50 بينسيريا في العالم" في نسخته الأولى الذي كشف عن هيمنة إيطاليا على فن صناعة "البينسا" الفريدة. تشير التقديرات إلى وجود أكثر من 7000 منشأة متخصصة في تحضير البينسا ("بينسيريا") حول العالم، وتفخر إيطاليا بكونها موطناً لحوالي 5000 منها. هذا الانتشار الواسع يؤكد المكانة المتنامية للبينسا كرمز للتميز في المطبخ الإيطالي الأصيل، ليس فقط على المستوى المحلي ولكن عالمياً أيضاً.

ما هي البينسا؟

البينسا ليست مجرد طبق عادي، بل هي تجسيد للتقاليد الطهوية العميقة لمنطقة لاتسيو في إيطاليا. تتميز عن البيتزا التقليدية بعجينتها الفريدة، التي تُصنع من مزيج خاص من دقيق القمح والصويا والأرز. هذا المزيج، بالإضافة إلى عملية التخمير الطويلة التي تستمر عادةً من 48 إلى 72 ساعة، يمنح البينسا قواماً خفيفاً وهشاً، ويجعلها سهلة الهضم بشكل ملحوظ. شكلها البيضاوي المميز هو أيضاً إحدى سماتها البارزة، والتي تميزها بصرياً عن الأشكال الدائرية الأكثر شيوعاً. بفضل هذه الخصائص الفريدة، تم الاعتراف بالبينسا كمنتج زراعي غذائي تقليدي، مما يؤكد على أصالتها وأهميتها الثقافية في المشهد الطهوي الإيطالي.

الدليل العالمي "أفضل 50 بينسيريا في العالم"

جاء إطلاق دليل "أفضل 50 بينسيريا في العالم"، الذي أعدته شركة بريس فود، ليسلط الضوء على أفضل الأماكن التي تقدم هذه الوجبة المميزة. يهدف الدليل إلى وضع معيار مشترك للجودة والأصالة في صناعة البينسا، مما يساعد على الحفاظ على تقاليدها وضمان حصول المستهلكين على تجربة حقيقية. تم الكشف عن نتائج الدليل في احتفال أقيم في روما، حيث حظي باهتمام كبير من عشاق الطعام والنقاد على حد سواء.

تصدرت بينسيريا دا روبرتا في مدينة ليتشي الإيطالية قائمة أفضل "بينسيريا" على مستوى العالم، محققةً بذلك أعلى التقديرات لجودتها الاستثنائية. تلتها في المرتبة الثانية لا بينسا دي أنطون من فرنسا، مما يبرز التوسع الدولي لجودة البينسا الإيطالية، وفي المرتبة الثالثة جاءت لا براتولينا في روما، مؤكدة على جودة العاصمة الإيطالية في تقديم هذه الوجبة. بالإضافة إلى التصنيفات، قدم الدليل جوائز خاصة، منها جائزة "أفضل صانع بينسا لهذا العام" (Pinsaiolo of the Year) وجائزة "أفضل بينسا" (Best Pinsa)، لتكريم الأفراد والمنشآت التي تتميز بمهاراتها وابتكارها في هذا المجال.

الأهمية والتأثير

إن النمو المطرد في عدد "البينسيريا" حول العالم، وتصدّر إيطاليا لهذا الفن، يعكسان أكثر من مجرد ظاهرة طهوية؛ إنهما يشيران إلى عمق التأثير الثقافي والاقتصادي للمطبخ الإيطالي. يساهم هذا الانتشار في تعزيز التراث الغذائي الإيطالي ويقدم منتجاً فريداً يختلف عن البيتزا الأكثر شهرة. بالنسبة لمنطقة لاتسيو، التي تعتبر موطن البينسا الأصلي، يمثل هذا الاعتراف العالمي دعماً كبيراً للمنتجين المحليين والحرفيين الذين يحافظون على الوصفات التقليدية. كما أن الدليل يشجع على المنافسة الصحية بين "البينسيريا" ويدفع نحو الابتكار مع الحفاظ على الجودة والأصالة. يرفع هذا التقدير من مكانة البينسا في عيون المستهلكين حول العالم، ويشجعهم على استكشاف هذا الجانب المميز من فنون الطهي الإيطالية.

آفاق مستقبلية

مع استمرار البينسا في حصد الإعجاب والانتشار العالمي، فإن هذا التقدير الدولي يعزز مكانة إيطاليا في صدارة المشهد العالمي للأغذية التقليدية عالية الجودة. من المتوقع أن يشهد فن صناعة البينسا مزيداً من النمو والابتكار، مدعوماً بمثل هذه الأدلة المرجعية التي تضمن الحفاظ على معايير الجودة وتوفر تجربة طعام إيطالية أصيلة وغنية للملايين في كل زاوية من زوايا العالم.