في خطوة تعكس قوة العلاقات الثنائية خلال فترة رئاسته، أكد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، خلال لقاء جمعه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في سبتمبر 2019، على دعم الولايات المتحدة الثابت لمصر وقيادتها. جاء هذا التأكيد، الذي لفت الأنظار، ليُبرز عمق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، مشدداً على أن الولايات المتحدة ستقف إلى جانب الرئيس المصري «دائماً وحتى النهاية».

كانت هذه التصريحات بمثابة إعادة تأكيد علنية لنهج إدارة ترامب تجاه مصر، والذي تميز بالبراغماتية وتركيز أقل على قضايا حقوق الإنسان مقارنة بالإدارات الأمريكية السابقة. وقد عززت هذه العلاقة، المبنية على مصالح مشتركة في مكافحة الإرهاب والاستقرار الإقليمي، من مكانة مصر كحليف رئيسي لواشنطن في منطقة الشرق الأوسط المضطربة.

خلفية العلاقة الأمريكية المصرية

تاريخياً، تُعد العلاقات بين الولايات المتحدة ومصر ركيزة أساسية للأمن والاستقرار في المنطقة، خاصة منذ اتفاقيات كامب ديفيد. لكن هذه العلاقات شهدت فترات من التوتر، خصوصاً بعد عام 2011 وما تلاه من تحولات سياسية في مصر. فقد اتخذت إدارة باراك أوباما موقفاً أكثر حذراً وانتقاداً تجاه تطورات الأوضاع الداخلية في مصر، مما أدى إلى فتور نسبي في العلاقات.

مع تولي دونالد ترامب الرئاسة في عام 2017، طرأ تحول ملحوظ في هذا النهج. فقد تبنت إدارته استراتيجية تعطي الأولوية للتعاون الأمني ومكافحة الإرهاب والاستقرار الإقليمي، وقللت من التركيز على الضغط بشأن قضايا حقوق الإنسان أو الإصلاحات الديمقراطية. أظهر ترامب إعجابه العلني بالرئيس السيسي، واصفاً إياه بـ «الزعيم القوي» القادر على تحقيق الاستقرار لبلاده والمنطقة. كان هذا التوجه بمثابة دفعة قوية للعلاقات الثنائية، ممهداً الطريق لعصر جديد من التعاون الوثيق.

تأكيد الدعم وتداعياته

جاء التأكيد الصريح على الدعم الأمريكي خلال اجتماع ثنائي عُقد في 25 سبتمبر 2019، على هامش الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. خلال اللقاء، أكد الرئيس ترامب للصحفيين على عمق العلاقة بين البلدين، قائلاً: «نحن معكم دائماً... حتى النهاية». تناولت المباحثات جوانب استراتيجية متعددة، شملت تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب، وتوسيع الروابط الاقتصادية، وبحث التحديات الإقليمية المشتركة.

فُسرت تصريحات ترامب على نطاق واسع بأنها تأييد مباشر لقيادة الرئيس السيسي، وطمأنة لمصر باستمرار الشراكة الأمريكية، وذلك في سياق وجود انتقادات دولية متنوعة تتعلق بالأوضاع الداخلية المصرية. هذا الدعم العلني كان له تأثيرات متعددة الأوجه:

تعزيز الاستقرار الجيوسياسي: تعتبر مصر حليفاً حيوياً في منطقة مضطربة، وتلعب دوراً محورياً في جهود مكافحة الإرهاب، والوساطة في النزاعات، والحفاظ على السلام الإقليمي. وقد ساهم الدعم الأمريكي القوي في تعزيز شعور مصر بالاستمرارية والثقة في مواجهة التحديات.
دعم للقيادة المصرية: بالنسبة للرئيس السيسي، عزز هذا الدعم العلني وغير المشروط من قبل رئيس الولايات المتحدة مكانته الدولية وشرعيته المحلية، مما أشار إلى ثقة خارجية قوية في إدارته.
تحول في السياسة الخارجية الأمريكية: جسدت هذه التصريحات النهج الأوسع لإدارة ترامب في الشرق الأوسط، والذي فضل التعاون مع القادة الأقوياء والمصالح الأمنية والاقتصادية على حساب التركيز التقليدي على حقوق الإنسان.
تسهيل التعاون الاقتصادي والأمني: ساعدت العلاقات السياسية القوية في استمرار المساعدات العسكرية وتبادل المعلومات الاستخباراتية، والمناقشات حول الاستثمار الاقتصادي، وكلها عناصر حاسمة لاستقرار مصر وتنميتها. وقد تجلى ذلك أيضاً في الدور الأمريكي كوسيط في قضايا إقليمية مثل ملف سد النهضة الإثيوبي.

خاتمة

لقد شكل إعلان الرئيس دونالد ترامب في سبتمبر 2019 عن دعم الولايات المتحدة الراسخ للرئيس عبد الفتاح السيسي، نقطة محورية في العلاقات الثنائية خلال فترة رئاسته. هذا الرابط القوي، الذي اتسم بالتأكيدات العلنية والمصالح الاستراتيجية المشتركة، ظل سمة مميزة للسياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط تحت إدارة ترامب، مؤكداً الأهمية الدائمة لمصر كشريك استراتيجي في تحقيق الاستقرار الإقليمي ومواجهة التحديات الأمنية المشتركة.