أبل تعزز استثماراتها الخضراء بإضافة 650 ميغاواط من الطاقة المتجددة
في إطار سعيها المتواصل نحو تحقيق الحياد الكربوني الشامل، أعلنت شركة أبل في أواخر أبريل 2024 عن توسيع كبير لاستثماراتها في مشاريع الطاقة المتجددة، مضيفةً أكثر من 650 ميغاواط من القدرة التوليدية الجديدة. تأتي هذه الخطوة الاستراتيجية لتعزيز التزام الشركة بالاستدامة البيئية، وتدعم عملياتها العالمية وسلسلة توريدها التصنيعية عبر مناطق متعددة، لا سيما في أوروبا وآسيا. يعكس هذا التوسع الأخير جهود أبل المستمرة في دمج حلول الطاقة النظيفة في جميع جوانب أعمالها، ويقربها خطوة أخرى من تحقيق هدفها الطموح بأن تكون محايدة للكربون بالكامل بحلول عام 2030.
خلفية عن التزام أبل البيئي
تتمتع أبل بسجل طويل من المبادرات البيئية، حيث وضعت الاستدامة في صميم استراتيجيتها التشغيلية والتجارية. منذ عام 2020، أصبحت جميع عمليات أبل العالمية، بما في ذلك المكاتب والمتاجر ومراكز البيانات، تعمل بنسبة 100% على الطاقة المتجددة، محققة بذلك الحياد الكربوني في عملياتها المباشرة. ومع ذلك، يمتد التحدي الأكبر إلى سلسلة القيمة بأكملها، والتي تشمل تصنيع المنتجات وشحنها، وهذا هو المجال الذي تركز فيه الشركة جهودها حاليًا.
أطلقت أبل برنامجًا رائدًا يسمى برنامج الطاقة النظيفة للموردين (Supplier Clean Energy Program)، والذي يهدف إلى مساعدة ودعم الموردين الرئيسيين في الانتقال إلى الطاقة المتجددة لإنتاج مكونات ومنتجات أبل. منذ إطلاق البرنامج، انضم مئات الموردين إليه، والتزموا بتشغيل أعمالهم الخاصة بأبل باستخدام الطاقة المتجددة فقط، مما أدى إلى خفض كبير في انبعاثات الكربون المرتبطة بسلسلة التوريد.
تفاصيل التوسع الأخير في الطاقة المتجددة
تتضمن الإضافة الأخيرة التي تتجاوز 650 ميغاواط مجموعة واسعة من مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في قارات مختلفة. صُممت هذه المشاريع لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة النظيفة، ليس فقط لعمليات أبل الخاصة، ولكن أيضًا لتمكين الموردين من الوفاء بالتزاماتهم المتعلقة بالطاقة المتجددة. من خلال الاستثمار المباشر في هذه المشاريع، تضمن أبل توافر مصادر طاقة مستدامة وموثوقة.
- الموقع الجغرافي: تركز الاستثمارات الجديدة بشكل كبير في مناطق حيوية مثل أوروبا وآسيا، حيث تقع العديد من قواعد التصنيع الرئيسية لأبل وموردّيها. تضمن هذه الاستراتيجية توفير الطاقة النظيفة في نقاط الاستهلاك الرئيسية.
- أنواع المشاريع: تشمل المشاريع مزيجًا من مزارع الطاقة الشمسية الكبيرة ومنشآت طاقة الرياح، التي تم اختيارها بناءً على كفاءتها وتوافر الموارد الطبيعية في كل موقع.
- الأثر المباشر: ستساهم هذه القدرة الإضافية في تجنب ملايين الأطنان من انبعاثات الكربون سنويًا، مما يدعم الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ.
هذا التوسع لا يمثل مجرد إضافة قدرة، بل هو استثمار في بنية تحتية مستدامة للطاقة، مما يعود بالنفع على المجتمعات المحلية من خلال توفير فرص عمل ودعم الاقتصادات الخضراء.
الأهمية والتأثير
تكتسب مبادرات أبل البيئية أهمية خاصة لعدة أسباب:
- الريادة في الصناعة: بكونها واحدة من أكبر الشركات في العالم، تحدد أبل معيارًا للشركات الأخرى في قطاع التكنولوجيا وما وراءه. يُشجع التزامها الثابت بالاستدامة الشركات الأخرى على تبني ممارسات مماثلة.
- التأثير على سلسلة التوريد: يُعد برنامج الطاقة النظيفة للموردين نموذجًا فعالاً لتوسيع نطاق الطاقة المتجددة عبر شبكة معقدة من الشركاء. إن مطالبتها للموردين بالتحول إلى الطاقة النظيفة له تأثير مضاعف على الصناعة بأكملها.
- مكافحة تغير المناخ: تساهم إضافة مئات الميغاواط من الطاقة المتجددة بشكل مباشر في تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة على نطاق عالمي، مما يساعد في التخفيف من آثار تغير المناخ.
- السمعة والعلامة التجارية: تعزز هذه الاستثمارات صورة أبل كشركة مسؤولة اجتماعيًا وبيئيًا، وهو أمر يزداد أهمية للمستهلكين والمستثمرين على حد سواء.
مع استمرار أبل في مسيرتها نحو هدف 2030، فإن استثماراتها في الطاقة المتجددة مثل هذه الإضافة البالغة 650 ميغاواط هي دليل ملموس على التزامها بتحويل صناعة التكنولوجيا نحو مستقبل أكثر استدامة.



