أحمد الغندور "الدحيح" يكشف في احتفالية "مصر وطن السلام": تدمير خط بارليف بالمياه فاق قوة القنابل الجوية بخمسة أضعاف
في إطار احتفالية "مصر وطن السلام" التي شهدت حضورًا رفيع المستوى، بما في ذلك الرئيس عبد الفتاح السيسي، ألقى صانع المحتوى الشهير أحمد الغندور، المعروف بلقبه "الدحيح"، كلمة محورية سلط فيها الضوء على حقائق تاريخية مذهلة تتعلق بحرب أكتوبر المجيدة. وقد أثار الغندور اهتمامًا واسعًا بتأكيده أن عملية تدمير خط بارليف الدفاعي باستخدام المياه كانت ذات تأثير أقوى بخمسة أضعاف من استخدام القنابل الجوية التقليدية.

خلفية الاحتفالية وأهميتها
تعتبر احتفالية "مصر وطن السلام" منصة وطنية تهدف إلى ترسيخ قيم السلام والوحدة والتذكير بالإنجازات المصرية على مر العصور، سواء في ميادين السلام أو النصر. وقد شكلت هذه الفعالية، التي أقيمت مؤخرًا، مناسبة لاستعراض جوانب من التاريخ المصري الحافل بالبطولات، مع التركيز على دور مصر المحوري في المنطقة والعالم. يأتي حضور شخصيات بارزة مثل الرئيس السيسي ليؤكد على الأهمية الرسمية والشعبية لهذا الحدث في تشكيل الوعي الجمعي وتعزيز الانتماء الوطني.
أحمد الغندور "الدحيح" ومنظوره الخاص
يُعرف أحمد الغندور، أو "الدحيح"، بكونه مقدم محتوى تعليمي وثقافي يتمتع بشعبية هائلة، حيث يتخصص في تبسيط المفاهيم العلمية والفلسفية المعقدة لجمهور عريض. إن مشاركته في احتفالية بهذا الحجم وتقديمه لرؤية تحليلية لحدث تاريخي عسكري، يمنح النقاش بعدًا جديدًا. فبدلاً من السرد التقليدي، يقدم الغندور منظورًا يعتمد على التفكير النقدي وتحليل الفعالية والابتكار، وهو ما يتناسب مع منهجه في إثارة الفضول والتفكير لدى جمهوره.
تفاصيل الادعاء: تدمير خط بارليف بالمياه
كانت تصريحات الغندور حول تفوق تدمير خط بارليف بالمياه على القنابل الجوية بخمسة أضعاف بمثابة إعادة تسليط الضوء على إحدى أبرز فصول العبقرية العسكرية المصرية. فـخط بارليف كان سلسلة من التحصينات الدفاعية الإسرائيلية المنيعة، التي امتدت على طول الضفة الشرقية لقناة السويس، واعتبرتها إسرائيل خط الدفاع الأخير الذي لا يُقهر بعد حرب عام 1967. كان الخط يتكون من سواتر ترابية ضخمة يصل ارتفاعها إلى 20 مترًا، ومخازن محصنة، وخنادق، ونقاط مراقبة. كان الهدف منه هو منع أي عبور مصري لقناة السويس وصد أي هجوم محتمل.
في السادس من أكتوبر عام 1973، بدأت حرب التحرير، وكان التحدي الأكبر أمام القوات المصرية هو كيفية اختراق هذا الخط الدفاعي الضخم في أسرع وقت ممكن وبأقل خسائر. هنا تجلت الابتكارية المصرية في التفكير خارج الصندوق، حيث تم تطوير خطة تعتمد على استخدام مضخات مياه ذات قوة دفع عالية، تعمل على ضخ ملايين الأمتار المكعبة من المياه في السواتر الترابية الضخمة للخط. هذه المضخات، التي كان بعضها ذو منشأ ألماني ومصممة لمكافحة الحرائق، أثبتت فعاليتها المذهلة في إحداث فجوات واسعة في السواتر الترابية خلال ساعات قليلة، مما سمح للقوات المصرية بعبور القناة واختراق الخط بنجاح.
عندما يذكر الغندور أن تدمير الخط بالمياه كان أقوى بخمسة أضعاف من القنابل الجوية، فهو لا يشير إلى القوة التدميرية الانفجارية الخام، بل إلى المزيج الفعال من:
- السرعة والكفاءة: تمكنت المياه من فتح ثغرات في الخط في غضون ساعات قليلة، وهو ما كان سيستغرق أيامًا أو أسابيع من القصف الجوي المتواصل وبتكلفة أعلى بكثير.
- المفاجأة التكتيكية: لم يتوقع الجانب الإسرائيلي على الإطلاق استخدام هذه الطريقة الفريدة وغير التقليدية، مما أدى إلى عنصر المفاجأة وانهيار دفاعاتهم النفسية والمعنوية بسرعة.
- التكلفة الاقتصادية: كانت تكلفة استخدام المضخات والمياه أقل بكثير من شن حملات قصف جوي مكثفة وواسعة النطاق، التي تتطلب استخدام عدد كبير من الطائرات والذخائر.
- الفعالية اللوجستية: أدت المياه إلى تآكل السواتر الترابية بشكل فعال، مما سهل مرور الدبابات والمعدات الثقيلة، في حين أن القصف الجوي قد يخلف حفرًا ودمارًا يعيق حركة التقدم.
- التأثير النفسي: كان انهيار خط بارليف بهذه السهولة بعدما صُوِّر كحصن لا يُقهر، ضربة قاصمة لمعنويات العدو، وعزز من ثقة الجندي المصري بقدرته على تجاوز المستحيل.
الأهمية والتأثير الاستراتيجي
لقد كان نجاح عملية تدمير خط بارليف بالمياه نقطة تحول حاسمة في حرب أكتوبر 1973. فقد مهد هذا الاختراق الطريق للقوات المصرية لعبور قناة السويس وتثبيت أقدامها على الضفة الشرقية، مما غير موازين القوى في المنطقة وأثر بشكل عميق على مجريات الصراع العربي الإسرائيلي. لم يكن الأمر مجرد إنجاز عسكري، بل كان رسالة واضحة عن قدرة الإرادة المصرية على الابتكار والتخطيط الدقيق وتنفيذ المهام المستحيلة.
تظل قصة تدمير خط بارليف بالمياه رمزًا للإبداع العسكري والوطنية، وتأكيدًا على أن التفكير غير التقليدي يمكن أن يتفوق على القوة النارية الهائلة. إن تذكير أحمد الغندور بهذه الحقيقة خلال احتفالية "مصر وطن السلام" يعزز من قيمة الابتكار في تحقيق الأهداف الكبرى، ويقدم للأجيال الجديدة درسًا في العزيمة والذكاء الاستراتيجي الذي لا يزال صداه يتردد حتى اليوم، مؤكدًا أن السلام الحقيقي ينبع من قوة قادرة على حماية ذاتها وتاريخها.





