أزمة الأهلي الدفاعية تؤرق توروب قبل مواجهة المصري
وجد المدرب الدنماركي ييسبر توروب، الذي تولى الإدارة الفنية للنادي الأهلي في أواخر عام 2018، نفسه في مواجهة تحدٍ كبير منذ اللحظات الأولى لمهمته، حيث شكلت المشاكل الدفاعية التي يعاني منها الفريق صداعًا حقيقيًا. وتزايد هذا القلق بشكل ملحوظ مع اقتراب موعد المواجهة الهامة ضد فريق المصري البورسعيدي في الدوري الممتاز، وهو فريق عُرف بقوته الهجومية، مما وضع الخط الخلفي للأهلي تحت اختبار صعب في فترة حرجة من الموسم.

خلفية الأزمة الدفاعية
جاء تعيين توروب في أعقاب فترة صعبة عاشها النادي، وتحديدًا بعد خسارة نهائي دوري أبطال أفريقيا أمام الترجي التونسي تحت قيادة المدرب السابق باتريس كارتيرون. ورث المدرب الدنماركي فريقًا يعاني من تراجع في الروح المعنوية وثغرات واضحة في التنظيم الدفاعي. وقد تجلت هذه المشكلة بوضوح في إحصائيات الفريق، حيث استقبلت شباك الأهلي عددًا كبيرًا من الأهداف في مبارياته الأولى بالدوري، وكان الهدف الذي سكن شباكه في مباراته ضد بتروجت هو الهدف رقم 13 في رصيده، وهو رقم مرتفع لا يتناسب مع فريق بحجم الأهلي ينافس على اللقب.
يمكن تلخيص المشاكل الدفاعية التي واجهها الفريق في عدة نقاط أساسية، والتي عمل توروب على دراستها لإيجاد حلول سريعة:
- الأخطاء الفردية المتكررة: عانى عدد من المدافعين الأساسيين من هفوات كلفت الفريق أهدافًا مؤثرة في عدة مباريات.
- غياب الانسجام: كان هناك نقص واضح في التفاهم والتواصل بين قلبي الدفاع والظهيرين، مما خلق مساحات استغلها المنافسون.
- عدم الاستقرار في التشكيل: أدت الإصابات والغيابات إلى تغييرات مستمرة في الخط الخلفي، مما حال دون الوصول إلى تشكيل دفاعي ثابت ومتجانس.
- الضعف في الكرات الثابتة: شكلت الركلات الركنية والضربات الحرة خطرًا دائمًا على مرمى الفريق، مما كشف عن سوء في التمركز والرقابة.
تحدي مواجهة المصري البورسعيدي
لم تكن مواجهة المصري البورسعيدي مجرد مباراة عادية في جدول الدوري، بل مثلت اختبارًا حقيقيًا لقدرة توروب على معالجة الخلل الدفاعي. ففريق المصري كان يمتلك في تلك الفترة خط هجوم قويًا ولاعبين يمتازون بالسرعة والمهارة، وقادرين على استغلال أقل الأخطاء الدفاعية. هذا الأمر وضع ضغطًا إضافيًا على مدرب الأهلي الجديد، الذي كان مطالبًا بتقديم حلول عملية وفورية لتجنب اهتزاز الشباك مجددًا والحصول على نتيجة إيجابية تعيد الثقة للفريق وجماهيره.
أهمية المباراة وتأثيرها
كانت هذه المباراة بمثابة مفترق طرق مبكر في مسيرة توروب مع الأهلي. فالفوز أو الخروج بنتيجة إيجابية مع أداء دفاعي صلب كان سيعزز من ثقة اللاعبين في فكره التكتيكي ويمنحه دفعة معنوية كبيرة في بداية مشواره. على الجانب الآخر، كان أي تعثر جديد، خاصة مع استمرار الأخطاء الدفاعية، سيزيد من حدة الانتقادات والضغوط عليه وعلى لاعبيه، خصوصًا وأن جماهير الأهلي لم تكن لتقبل باستمرار تراجع الأداء والنتائج بعد خيبة الأمل الأفريقية.





