أزمة الزمالك المالية تتفاقم: حسام المندوه يحذر من الإفلاس ويلمّح بالاستقالة
في تصريحات مثيرة للجدل، أطلق حسام المندوه، أمين صندوق نادي الزمالك المصري وعضو مجلس الإدارة، تحذيرات شديدة اللهجة بشأن مستقبل النادي المالي، مؤكداً أن الإدارة لا تتمنى وصول النادي إلى مرحلة الإفلاس، وفي الوقت ذاته لم يستبعد التفكير في الاستقالة كخيار محتمل إذا استمرت الأوضاع الراهنة. هذه التصريحات، التي جاءت في سياق تزايد المخاوف من الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها أحد أكبر الأندية في مصر وأفريقيا، تعكس حجم التحديات التي يواجهها مجلس الإدارة الحالي.

الخلفية التاريخية للأزمة
يمر نادي الزمالك بسلسلة من الأزمات المالية المتراكمة منذ سنوات عدة، والتي تفاقمت مؤخراً لتضع النادي على حافة الهاوية. وتشمل هذه الأزمات ديوناً مستحقة للاعبين ومدربين سابقين، بالإضافة إلى غرامات فرضها الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) تسببت في حرمان النادي من قيد لاعبين جدد لعدة فترات انتقالات. كما يعاني النادي من صعوبات في توفير السيولة اللازمة لتغطية المصاريف التشغيلية اليومية، ودفع رواتب الموظفين والأجهزة الفنية والإدارية، فضلاً عن مستحقات الفرق الرياضية المختلفة. هذه الديون المتزايدة وعدم القدرة على إيجاد حلول جذرية تضع ضغطاً هائلاً على كاهل الإدارة الحالية التي تسلمت النادي في ظروف بالغة التعقيد.
تفاصيل تصريحات المندوه ومخاوفه
أوضح حسام المندوه أن الوضع المالي للنادي يستدعي تدخلاً عاجلاً وحلولاً خارج الصندوق، مشيراً إلى أن الإدارة تبذل قصارى جهدها لتجنب السيناريو الأسوأ، وهو الوصول إلى مرحلة لا يمكن فيها للنادي الوفاء بالتزاماته المالية الأساسية، وهو ما يطلق عليه مجازاً «الإفلاس». وبيّن أن هذه المرحلة قد تعني توقف الأنشطة الرياضية أو بيع الأصول لسداد الديون، وهو أمر لا يتمناه أي محب للنادي. كما تطرق إلى الضغوط الهائلة التي يتعرض لها أعضاء مجلس الإدارة في ظل المطالبات المستمرة من الدائنين وعدم توفر الموارد الكافية.
وحول إمكانية الاستقالة، لم يؤكد المندوه القرار بشكل قاطع، ولكنه ألمح إلى أن هذه الفكرة قد تراود أعضاء المجلس في حال وصلت الأمور إلى طريق مسدود، ولم تتمكن الإدارة من إيجاد حلول ملموسة لإنقاذ النادي من وضعه المالي المتدهور. يُنظر إلى هذا التلميح على أنه رسالة تحذير قوية للمجتمع الزملكاوي والجهات المسؤولة بضرورة تضافر الجهود لإنقاذ القلعة البيضاء.
تداعيات محتملة على النادي
إن استمرار الأزمة المالية وتفاقمها قد يحمل تداعيات وخيمة على نادي الزمالك على عدة مستويات:
- الجانب الرياضي: قد يؤثر على قدرة النادي على الاحتفاظ بنجومه الحاليين واستقطاب لاعبين جدد، مما يضعف المنافسة على البطولات المحلية والقارية. كما يمكن أن يؤدي إلى تراجع مستوى الفرق الرياضية المختلفة.
- الجانب الإداري: قد يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار الإداري، وربما استقالات جماعية تفتح الباب أمام لجان مؤقتة، وهو ما أثبتت التجربة أنه لا يخدم استقرار النادي.
- الجانب الجماهيري: يؤثر الوضع المالي سلباً على معنويات الجماهير الزملكاوية العريضة التي تتوق لرؤية ناديها في أوج عطائه.
تعتبر تصريحات حسام المندوه دعوة صريحة للجميع، سواء من داخل النادي أو خارجه، للتحرك بجدية وسرعة لإيجاد حلول مستدامة للأزمة المالية التي تهدد كيان نادي الزمالك العريق. الإدارة الحالية تواجه تحديات غير مسبوقة، ومستقبل النادي يتوقف على مدى فاعلية الاستجابة لهذه التحذيرات.





