أزمة مستحقات بنتايج: الزمالك أمام مهلة جديدة لتفادي شكوى رسمية
يواجه نادي الزمالك المصري تحديًا جديدًا يتعلق بملف مستحقات لاعبيه المحترفين، حيث منحت إدارة النادي مهلة إضافية من قبل اللاعب المغربي محمود بنتايج لسداد الجزء المتبقي من مستحقاته المالية المتأخرة. يأتي هذا التطور في سياق يثير تساؤلات حول الاستقرار المالي للنادي، وإمكانية تعرضه لعقوبات جديدة من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في حال عدم الالتزام بالموعد النهائي.

خلفية الأزمة ومطالبات اللاعب
انضم المدافع المغربي محمود بنتايج إلى صفوف نادي الزمالك قادمًا من نادي الرجاء البيضاوي خلال فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة، وكان ذلك في صفقة أثارت اهتمامًا واسعًا. ومنذ انضمامه، تراكمت لـ بنتايج مستحقات مالية تشمل جزءًا من مقدم العقد وراتبه الشهري. ورغم حصول اللاعب على دفعة جزئية من مستحقاته خلال الأسبوع الماضي، لا يزال هناك مبلغ كبير مستحق، ينتظر اللاعب تسديده بالكامل خلال الأيام القليلة المقبلة وفقًا للمهلة المتفق عليها.
أكد مصدر مقرب من اللاعب أن بنتايج، عبر وكيله، قد لوّح بإمكانية تقديم شكوى رسمية ضد نادي الزمالك لدى الفيفا، في حال عدم التزام الإدارة بسداد المستحقات المتبقية في الموعد الجديد. ويتمسك اللاعب بحقوقه المالية بشدة، مشيرًا إلى التزاماته الأسرية والمعيشية التي تعتمد على هذه الأموال. هذه الخطوة ليست مجرد تهديد، بل هي إجراء قانوني شائع للاعبين الذين يواجهون تأخرًا في الحصول على أجورهم، وقد تكون له تداعيات وخيمة على النادي.
تداعيات محتملة على نادي الزمالك
تعتبر قضية المستحقات المتأخرة للاعبين من أخطر المشاكل التي تواجه الأندية، خاصة تلك ذات الشعبية الكبيرة مثل الزمالك. تاريخ النادي حافل بتجارب سابقة مع عقوبات الفيفا المتعلقة بهذا الشأن، والتي كلفته حظرًا من القيد لأكثر من فترة انتقالات، فضلًا عن غرامات مالية كبيرة. وفي حال إقدام محمود بنتايج على تقديم شكوى رسمية وتأكيد الفيفا لحقه في الحصول على المستحقات، فإن الزمالك قد يواجه سيناريوهات متعددة تشمل:
- حظر القيد: وهو الإجراء الأكثر شيوعًا، ويمنع النادي من تسجيل لاعبين جدد لفترة أو فترتين انتقاليتين، مما يؤثر بشكل مباشر على قدرته التنافسية وتدعيم صفوفه.
 - غرامات مالية: يتم فرض غرامات كبيرة على الأندية المخالفة، وقد تتزايد مع مرور الوقت وعدم السداد.
 - خصم نقاط: في بعض الحالات الأكثر خطورة أو تكرارًا، قد يقرر الفيفا خصم نقاط من رصيد النادي في مسابقات الدوري المحلي أو القارية، وهو ما يمكن أن يعصف بطموحاته في المنافسة على الألقاب.
 - تأثير على سمعة النادي: تؤثر هذه القضايا سلبًا على سمعة النادي في الأوساط الكروية العالمية، مما يصعب عليه استقطاب لاعبين متميزين في المستقبل.
 
إن تكرار مثل هذه الأزمات يثير قلق الجماهير بشأن الإدارة المالية للنادي وقدرته على الوفاء بالتزاماته. كما يؤثر بشكل مباشر على استقرار الفريق وروح اللاعبين المعنوية، حيث قد تتسرب الأنباء عن مشاكل المستحقات إلى داخل غرفة الملابس، مما يؤثر على تركيز اللاعبين وأدائهم في الملعب.
جهود الإدارة الحالية والخطوات المتوقعة
تأتي هذه المهلة الجديدة في وقت تحاول فيه إدارة نادي الزمالك الحالية معالجة العديد من الملفات المالية الشائكة، والتي ورثتها عن إدارات سابقة. وقد بذلت الإدارة جهودًا لرفع حظر القيد السابق وسداد جزء كبير من ديون مستحقة للاعبين وأندية أخرى. ومع ذلك، لا تزال التحديات قائمة، ويبدو أن السيولة المالية تمثل عائقًا رئيسيًا في بعض الأحيان.
من المتوقع أن تسعى إدارة الزمالك جاهدة لتأمين المبلغ المتبقي لـ محمود بنتايج قبل انتهاء المهلة المحددة، وذلك لتفادي تصعيد الأزمة إلى الفيفا. قد يشمل ذلك البحث عن مصادر تمويل عاجلة، أو إعادة جدولة بعض المدفوعات الأخرى، أو حتى محاولة التفاوض مع اللاعب ووكيله على حلول مرنة في اللحظات الأخيرة. القضية لا تتعلق فقط بالمبلغ المالي المستحق لبنتايج، بل تتعداه لتشمل استراتيجية النادي المالية بشكل عام وكيفية تعامله مع التزاماته التعاقدية.
مستقبل بنتايج والزمالك
إن حل هذه الأزمة سريعًا سيكون له تأثير إيجابي على اللاعب، الذي سيتمكن من التركيز على مسيرته الكروية دون ضغوط مالية، وعلى النادي الذي سيتفادى المزيد من العقوبات والمشاكل القانونية. يعتبر محمود بنتايج أحد اللاعبين الأساسيين في تشكيلة الفريق، والحفاظ على رضاه واستقراره أمر حيوي لأداء الفريق. ومع ذلك، إذا لم يتم حل المشكلة في الوقت المناسب، فقد يؤدي ذلك إلى توتر العلاقة بين اللاعب والنادي، وربما دفعه للبحث عن خيارات أخرى لمستقبله الكروي، وهو ما لن يكون في مصلحة الزمالك الذي استثمر في ضم اللاعب.
تترقب الأوساط الرياضية بفارغ الصبر تطورات هذا الملف خلال الأيام القليلة المقبلة، لمعرفة ما إذا كانت إدارة الزمالك ستنجح في تسوية مستحقات محمود بنتايج وتفادي شبح العقوبات الدولية، أم أن النادي سيجد نفسه مرة أخرى في مواجهة تحدٍ كبير من الفيفا.





