أوسيمين يتألق بثلاثية ويواصل مطاردة أرقام كريستيانو رونالدو القياسية
شهدت ملاعب كرة القدم الأوروبية أداءً استثنائيًا من المهاجم النيجيري فيكتور أوسيمين، نجم نادي نابولي الإيطالي، الذي سجل ثلاثية رائعة (هاتريك) خلال مباراة فريقه الأخيرة. هذا الإنجاز اللافت لم يأتِ من فراغ، بل يضعه في مسار مباشر لمطاردة بعض الأرقام القياسية الكبيرة التي يحملها أسطورة كرة القدم البرتغالية كريستيانو رونالدو، مما يضيف فصلاً جديدًا من الإثارة إلى مسيرة أوسيمين.

جاءت الثلاثية الحاسمة يوم الأحد الماضي، في مواجهة قوية ضمن منافسات الدوري الإيطالي الممتاز (ال19 من أكتوبر، 2025)، حيث قاد أوسيمين فريقه نابولي لتحقيق فوز مهم بنتيجة 4-1 على ضيفه أتالانتا. سجل أوسيمين هدفين في الشوط الأول وهدفًا ثالثًا في الشوط الثاني، عاكسًا بذلك لياقته البدنية العالية وحسه التهديفي الفطري. هذه الأهداف رفعت رصيده الشخصي في الموسم الحالي بشكل ملحوظ ووضعت اسمه في صدارة قائمة الهدافين المؤقتة للدوري.
خلفية أوسيمين وصعوده الصاروخي
منذ انضمامه إلى نابولي قادمًا من ليل الفرنسي، أثبت فيكتور أوسيمين نفسه كواحد من أخطر المهاجمين في أوروبا. بفضل سرعته الفائقة، قوته البدنية، وقدرته على إنهاء الهجمات من مختلف الزوايا، أصبح أوسيمين حجر الزاوية في هجوم فريقه. كان له دور محوري في قيادة نابولي للتتويج بلقب الدوري الإيطالي (الاسكوديتو) الموسم الماضي، حيث تصدر قائمة الهدافين وكسر العديد من الأرقام القياسية الشخصية والنادوية. يُعرف أوسيمين بأسلوبه الديناميكي في اللعب، وقدرته على الضغط على دفاعات الخصوم وإرباكها، مما يجعله تهديدًا مستمرًا أمام المرمى.
قبل نابولي، كان لأوسيمين تجارب ناجحة في الدوري البلجيكي مع شارلوروا وفي الدوري الفرنسي مع ليل، حيث أظهر لمحات من تألقه المبكر. تطوره المستمر وقدرته على التكيف مع الدوريات الكبرى جعلا منه هدفًا لأكبر الأندية الأوروبية، ولكن التزامه بنابولي وتركيزه على الأداء داخل الملعب كانا دائمًا في المقدمة.
مطاردة أرقام الأسطورة كريستيانو رونالدو
تكمن أهمية ثلاثية أوسيمين الأخيرة في أنها تقربه من معلم بارز في مسيرته المهنية، وتحديداً في مقارنته بالأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو. تُشير الإحصائيات إلى أن أوسيمين، بعمر 26 عامًا، قد وصل إلى 155 هدفًا في مسيرته الاحترافية ضمن الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى والمسابقات القارية الكبرى (دوري الأبطال والدوري الأوروبي). هذا الرقم يضعه في مقارنة مثيرة مع رونالدو الذي وصل إلى رقم مماثل في نفس العمر تقريبًا خلال سنواته الأولى مع مانشستر يونايتد وريال مدريد.
المقارنة لا تقتصر على عدد الأهداف فحسب، بل تمتد لتشمل وتيرة التهديف والتأثير على نتائج الفريق. رونالدو، المعروف بكونه أحد أكثر الهدافين غزارة في تاريخ كرة القدم، وضع معايير عالية للغاية. متابعة أوسيمين لهذه الأرقام تعكس طموحه الهائل ومكانته كأحد النجوم الصاعدين القادرين على ترك بصمة دائمة في اللعبة. على سبيل المثال، يطمح أوسيمين في تجاوز عدد الأهداف التي سجلها رونالدو في مباريات دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا قبل بلوغ 27 عاماً، وهو رقم يمثل تحدياً كبيراً.
لماذا هذا الخبر مهم؟
لا يقتصر تأثير هذا الأداء على فوز نابولي بالمباراة وحسب، بل يمتد ليشمل عدة جوانب:
- تأكيد مكانة أوسيمين: يرسخ أوسيمين نفسه كواحد من نخبة المهاجمين في العالم، ويثبت أنه ليس ظاهرة عابرة بل قوة تهديفية مستمرة.
- إثارة المنافسة الكروية: تُضيف هذه المقارنات بين الأجيال المختلفة من اللاعبين طبقة من الإثارة والشغف لعشاق كرة القدم، الذين يستمتعون بمشاهدة النجوم الحاليين وهم يتحدون إنجازات الأساطير.
- تعزيز قيمة اللاعب: الأرقام والإحصائيات لها وزن كبير في سوق الانتقالات، وأداء أوسيمين يرفع من قيمته السوقية ويجعله هدفًا رئيسيًا لأندية النخبة.
- أمل نابولي: يمنح هذا الأداء جمهور نابولي الأمل في موسم ناجح آخر، سواء في الدفاع عن لقب الدوري أو التقدم في المسابقات الأوروبية، معتمدين على براعة نجمهم النيجيري.
تحديات ومستقبل أوسيمين
على الرغم من تألقه، يواجه فيكتور أوسيمين تحديات كبيرة للحفاظ على هذا المستوى ومواصلة مطاردة الأرقام القياسية. تتضمن هذه التحديات:
- الضغط المستمر: كونه النجم الأول في فريقه ومع التركيز الإعلامي، سيكون عليه التعامل مع ضغط التوقعات العالية.
- الإصابات: لطالما كانت الإصابات عائقًا أمام العديد من اللاعبين الكبار، والحفاظ على اللياقة البدنية سيكون مفتاحًا لمسيرته.
- تطور الدفاعات: ستسعى الفرق المنافسة إلى إيجاد طرق لإيقافه، مما يتطلب منه تطوير أساليب لعبه باستمرار.
مع كل ثلاثية يسجلها، وكل هدف يضيفه إلى رصيده، يقترب أوسيمين خطوة بخطوة من ترسيخ اسمه كواحد من أعظم الهدافين في جيله، ويواصل بعزيمة وإصرار مطاردة الأرقام التي وضعها عمالقة مثل كريستيانو رونالدو، مؤكداً أن المستقبل يحمل في طياته الكثير لهذا المهاجم النيجيري الواعد. يتطلع عشاق كرة القدم لمتابعة مسيرته ومعرفة ما إذا كان سيتمكن من الوصول إلى مصاف الأساطير.





