إسرائيل تؤكد أن الجثث المستلمة من غزة ليست للرهائن وحماس توضح ملابسات التسليم
أعلن الجيش الإسرائيلي في وقت متأخر من يوم الجمعة، 1 ديسمبر 2023، أن ثلاث جثث تم تسلمها من قطاع غزة في وقت سابق من اليوم نفسه لا تعود لأي من الرهائن المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية. جاء هذا الإعلان في خضم الهدنة الإنسانية المؤقتة، وأثار تساؤلات حول هوية الجثامين والظروف التي أحاطت بعملية التسليم، وهو ما سارعت حركة حماس إلى توضيحه.

التفاصيل الأولية والإعلان الإسرائيلي
وفقاً لبيان صادر عن الجيش الإسرائيلي، تم نقل الجثامين الثلاثة التي سلمتها حركة حماس عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى المركز الوطني للطب الشرعي (أبو كبير) في إسرائيل لإجراء الفحوصات اللازمة. وبعد عملية فحص وتحليل دقيقة، أكد المسؤولون أن هويات أصحاب الجثامين لا تتطابق مع أي من الرهائن الذين تم الإبلاغ عن احتجازهم في غزة منذ هجوم السابع من أكتوبر.
لم يقدم الجانب الإسرائيلي أي تفاصيل إضافية حول هوية الجثامين أو الكيفية التي سيتم التعامل بها معها، لكن الإعلان جاء ليقطع الشكوك حول ما إذا كانت تعود لرهائن تم الإعلان عن مقتلهم في وقت سابق.
توضيح حركة حماس
في المقابل، قدمت حركة حماس روايتها للأحداث، مؤكدة أنها لم تدّعِ أبداً أن هذه الجثث تعود لرهائن إسرائيليين. وأوضح القيادي في الحركة، باسم نعيم، أن الحركة كانت قد أبلغت الوسطاء بأنها تبحث عن جثامين ثلاثة رهائن من عائلة بيباس، الذين قالت الحركة في وقت سابق إنهم قُتلوا في قصف إسرائيلي على غزة.
وأضاف نعيم أنه خلال عمليات البحث في المنطقة المستهدفة، عثرت عناصر الحركة على ثلاث جثث مجهولة الهوية. ونظراً لعدم القدرة على تحديد هويتها في ظل الظروف الميدانية الصعبة، قررت الحركة تسليمها للجانب الإسرائيلي. وبحسب تصريحات حماس، فإن الهدف من هذه الخطوة كان "قطع الطريق على ادعاءات العدو" بأن الحركة ترفض تسليم الجثامين، وإثبات جديتها في التعامل مع هذا الملف الإنساني في إطار الهدنة.
السياق: هدنة هشة ومفاوضات معقدة
جاء هذا التطور خلال الساعات الأخيرة من الهدنة الإنسانية التي استمرت لمدة سبعة أيام بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة. وشملت الهدنة تبادل عشرات الرهائن الإسرائيليين والأجانب بأعداد أكبر من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، بالإضافة إلى السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
كان ملف المفقودين وجثامين القتلى جزءاً من المباحثات غير المباشرة بين الطرفين، حيث يمثل تحديد مصيرهم تحدياً كبيراً بسبب القصف المكثف والدمار الواسع في القطاع. وتعكس هذه الحادثة حالة انعدام الثقة العميقة بين الطرفين، والحرب الإعلامية الموازية التي يسعى فيها كل طرف إلى فرض روايته للأحداث.
الأهمية والتداعيات
تبرز هذه الواقعة التعقيدات الشديدة التي تواجه جهود تحديد مصير الرهائن والقتلى في غزة. كما تسلط الضوء على الصعوبات اللوجستية والفنية في التعرف على الجثامين في منطقة نزاع نشطة. بالنسبة للعائلات الإسرائيلية، زاد الإعلان من حالة القلق والترقب بشأن مصير ذويهم، بينما استخدمته حماس لإظهار تعاونها النسبي في إطار شروط الهدنة.
انتهت الهدنة بعد فترة وجيزة من هذا الحدث، وعادت العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، مما عقد بشكل أكبر أي جهود مستقبلية للبحث عن مفقودين أو التوصل إلى اتفاق جديد لتبادل الأسرى والرهائن.





