شهدت الأوساط الكروية المصرية في مطلع عام 2024 أزمة حادة تتعلق بمباراة دوري الجمهورية للشباب (مواليد 2003) بين فريقي الأهلي وبيراميدز، والتي أثارت جدلاً واسعاً واستدعت تعليقاً حاسماً من الاتحاد المصري لكرة القدم. وقد وصفت تعليقات الاتحاد ما حدث بأنه "سلوك لا يليق بالكرة المصرية"، في إشارة إلى الأحداث التي صاحبت المباراة وتداعياتها.

اتحاد الكرة يعلق على أزمة الأهلي وبيراميدز في دوري الجمهورية ويصفها بـ"سلوك لا يليق بالكرة المصرية"
تدور فصول الأزمة حول مباراة حاسمة ضمن منافسات دوري الجمهورية للشباب تحت 21 عامًا (مواليد 2003)، حيث كان من المقرر أن تجمع بين قطبي الكرة المصرية الأهلي وبيراميدز. هذه الفئة العمرية تُعد رافداً مهماً للمواهب الصاعدة واللاعبين الذين يتأهبون للانضمام إلى الفريق الأول، مما يجعل المنافسة فيها شديدة الأهمية والحساسية.
خلفية الأزمة وتفاصيلها
تكمن جذور الأزمة في قرار فريق بيراميدز بعدم خوض المباراة المقررة أمام الأهلي. وفقاً للتقارير المتداولة وتصريحات مسؤولي النادي، جاء هذا القرار احتجاجاً على ما اعتبروه تلاعباً في موعد المباراة وتحديد ملعبها، إضافة إلى اعتراضات سابقة تتعلق بتحكيم بعض المباريات وما وصفوه بعدم تكافؤ الفرص في إدارة المسابقة. وقد أكد مسؤولو بيراميدز أنهم قدموا شكاوى رسمية للاتحاد المصري لكرة القدم بهذا الشأن قبل المباراة، لكن لم يتم الاستجابة لمطالبهم، مما دفعهم إلى اتخاذ موقف الانسحاب كإجراء تصعيدي.
في المقابل، تمسك النادي الأهلي بموقفه القانوني، حيث حضر فريقه إلى الملعب في الموعد المحدد لخوض المباراة، التزاماً باللوائح والتعليمات الصادرة عن الاتحاد. ومع عدم حضور فريق بيراميدز، اعتبر الأهلي فائزاً بالمباراة بقرار إداري، وفقاً للوائح التي تمنح الفريق الحاضر نقاط المباراة في حال غياب المنافس.
موقف الاتحاد المصري لكرة القدم
لم تمر الأزمة دون تعليق من الاتحاد المصري لكرة القدم. حيث أعرب مسؤولو الاتحاد، ممثلين في لجان المسابقات المختلفة، عن استيائهم الشديد من الأحداث. وجاء التعليق بأن ما حدث "لا يليق بالكرة المصرية" ليؤكد على أن مثل هذه السلوكيات، سواء بالانسحاب من المباريات أو الاحتجاجات التي تؤثر على سير المسابقات، لا تتناسب مع القيم الرياضية ولا تعكس الصورة الحضارية التي يسعى الاتحاد لإبرازها عن الكرة المصرية. وقد شدد الاتحاد على أن الهدف من دوريات الشباب هو تنمية المواهب وتوفير بيئة تنافسية صحية، بعيداً عن أزمات الاحتجاج والانسحاب.
وأكد الاتحاد على تطبيق اللوائح المنظمة للمسابقة بكل حزم على جميع الأندية دون استثناء، مشيراً إلى أن أي فريق يتخلف عن خوض مباراة يعتبر منسحباً وتطبق عليه العقوبات المقررة، والتي تشمل خسارة المباراة واحتساب النقاط للفريق المنافس، بالإضافة إلى غرامات مالية محتملة وربما خصم نقاط أخرى في حال تكرار المخالفة.
تداعيات الأزمة وتأثيرها
تجاوزت تداعيات هذه الأزمة مجرد خسارة النقاط لفريق بيراميدز. فقد سلطت الضوء على عدة قضايا مهمة في منظومة كرة القدم المصرية، أبرزها:
- الالتزام باللوائح: أظهرت الأزمة أهمية التزام الأندية باللوائح المنظمة للمسابقات، بغض النظر عن الاعتراضات التي قد تكون لديهم.
 - دور التحكيم: عادت قضية التحكيم في مباريات الشباب لتتصدر النقاشات، حيث يطالب البعض بتطوير مستواها لضمان العدالة وتجنب الأخطاء المؤثرة.
 - المنافسة الشريفة: شدد العديد من الخبراء على ضرورة الحفاظ على روح المنافسة الشريفة بين الأندية، حتى في الفئات العمرية الصغيرة، لغرس القيم الرياضية الصحيحة.
 - العلاقات بين الأندية: تعكس مثل هذه الأزمات أحياناً التوترات القائمة بين الأندية الكبرى، والتي تمتد لتؤثر على مسابقات الشباب.
 
هذه الأزمة، وغيرها من الحوادث المشابهة التي قد تتكرر في مسابقات الناشئين والشباب، تؤكد على الحاجة المستمرة لمراجعة وتطوير آليات إدارة المسابقات، وتطبيق اللوائح بحزم وشفافية لضمان العدالة ومنع أي سلوكيات قد تضر بسمعة كرة القدم المصرية وتعيق تقدمها.





