اختتام الدورة الخامسة والعشرين لمهرجان الإسماعيلية الدولي للفنون الشعبية بالمسرح الروماني
في حدث ثقافي بارز يرسخ مكانة مدينة الإسماعيلية على خريطة الفعاليات الفنية الدولية، أسدل الستار مساء اليوم على الدورة الخامسة والعشرين لمهرجان الإسماعيلية الدولي للفنون الشعبية. أقيم حفل الختام المهيب على خشبة المسرح الروماني العريق بالمدينة، ليختتم بذلك أسبوعًا حافلاً بالعروض الفنية التراثية التي جمعت فنانين ومحبي الثقافة من مختلف أنحاء العالم. ويُعد هذا المهرجان، في دورته اليوبيلية الفضية، مناسبة مهمة للاحتفاء بالتنوع الثقافي والتراث الإنساني الغني، مؤكدًا على الدور المحوري للفنون الشعبية في بناء جسور التواصل بين الشعوب وتعزيز قيم التفاهم المشترك.

خلفية المهرجان
يتمتع مهرجان الإسماعيلية الدولي للفنون الشعبية بتاريخ طويل وغني يمتد لأكثر من ربع قرن، حيث انطلق في دورته الأولى بهدف أساسي هو الحفاظ على الفنون الشعبية المصرية الأصيلة وإبرازها، بالإضافة إلى استضافة الفرق الفولكلورية من دول العالم المختلفة لتقديم عروضها وتبادل الخبرات الثقافية. تأسس المهرجان ليكون منارة للتراث، ومساحة للتفاعل بين الثقافات المتنوعة التي تعكس غنى الحضارات الإنسانية. على مدار سنواته، اكتسب المهرجان سمعة مرموقة كأحد أبرز الفعاليات الفنية في المنطقة، مستقطبًا عشرات الفرق وآلاف الزوار سنويًا. وتهدف كل دورة إلى تجديد الالتزام بهذه الأهداف، مع التركيز على إدخال عناصر جديدة تواكب التطورات الفنية، مع الحفاظ على روح الأصالة التي تميزه.
فعاليات الدورة الخامسة والعشرين
شهدت الدورة الخامسة والعشرون للمهرجان هذا العام برنامجًا حافلاً ومتنوعًا، تم تصميمه ليقدم للجمهور تجربة ثقافية شاملة. على مدار الأيام الماضية، استضافت الإسماعيلية مجموعة واسعة من الفرق الفنية الشعبية، ضمت ما يزيد عن عشر دول بالإضافة إلى مشاركات مكثفة من مختلف المحافظات المصرية. وتنوعت العروض بين الرقصات الفولكلورية التقليدية، والموسيقى التراثية، والأغاني الشعبية التي تعكس قصص وحضارات كل بلد. لم تقتصر الفعاليات على المسرح الروماني فحسب، بل امتدت لتشمل عدة مسارح وميادين عامة في الإسماعيلية، مما أتاح الفرصة لأكبر عدد من الجمهور للاستمتاع بهذه الاحتفالات. كما تضمنت الدورة ورش عمل تفاعلية ومعارض للحرف اليدوية التقليدية، مما أضاف عمقًا تعليميًا وتراثيًا للحدث، وسمح للجمهور بالتعرف عن كثب على تفاصيل الصناعات الفنية الشعبية وخفاياها.
حفل الختام
توجت فعاليات المهرجان بحفل ختام بهيج أقيم مساء اليوم على المسرح الروماني، بحضور عدد من كبار المسؤولين والشخصيات العامة والفنية، بالإضافة إلى حشود جماهيرية غفيرة. افتُتح الحفل بفقرات فنية مشتركة قدمتها فرق المهرجان، جسدت روح التعاون والاندماج الثقافي التي ميزت الدورة بأكملها. وشملت الفقرات الأخيرة للمهرجان استعراضات لأبرز ما قدمته الفرق المشاركة، مع التركيز على اللحظات التي لاقت إعجابًا جماهيريًا كبيرًا. تم خلال الحفل تكريم عدد من الشخصيات التي ساهمت في إنجاح هذه الدورة والدورات السابقة للمهرجان، ووجهت كلمات الشكر والتقدير للفرق المشاركة على جهودهم في إحياء التراث. اختتم الحفل بلوحة فنية جماعية ضخمة جمعت كل المشاركين، في مشهد يعبر عن الوحدة والتنوع، وترك انطباعًا عميقًا لدى الحضور حول قوة الفن في التقريب بين الثقافات.
الأهمية والتأثير الثقافي
يحمل اختتام الدورة الخامسة والعشرين لمهرجان الإسماعيلية الدولي للفنون الشعبية دلالات عميقة تتجاوز مجرد نهاية لفعالية فنية. فالحدث يمثل تأكيدًا على التزام مصر، والإسماعيلية بشكل خاص، بالحفاظ على التراث الثقافي غير المادي وتعزيزه كجزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية والعالمية. يسهم المهرجان بفعالية في دعم السياحة الثقافية، حيث يجذب الزوار من داخل وخارج البلاد، مما ينعكس إيجابًا على الاقتصاد المحلي للمدينة. علاوة على ذلك، يلعب دورًا حيويًا في غرس قيم التسامح والتفاهم بين الأجيال الشابة، من خلال تعريفهم بجماليات التنوع الثقافي وتشجيعهم على تقدير فنون الآخرين. لقد نجحت هذه الدورة، كسابقتها، في توفير منصة فريدة للفرق الفولكلورية لتبادل العروض والخبرات، مما يثري رصيد الفنون الشعبية ويضمن استمراريتها وازدهارها في المستقبل. يظل المهرجان رمزًا للسلام والتعايش، حيث تتحدث الأجساد والأنغام لغة عالمية يفهمها الجميع، متجاوزة حواجز اللغة والثقافة.





