بتاريخ 25 أكتوبر 2023، اختتمت بنجاح ورشة تدريبية شاملة حول فن طي الورق الياباني، المعروف باسم الأوريغامي، والتي استهدفت مجموعة من السيدات. أقيمت الورشة في المركز الثقافي للمرأة، وتهدف إلى تمكين المشاركات من خلال تزويدهن بمهارات فنية فريدة، وتعزيز روح الإبداع والعمل المجتمعي.

يعتبر فن الأوريغامي، المستوحى من الكلمتين اليابانيتين "أورو" (يطوي) و"كامي" (ورق)، شكلاً فنياً عريقاً يحول الأوراق المسطحة إلى منحوتات ثلاثية الأبعاد معقدة دون الحاجة إلى القص أو اللصق. نشأ هذا الفن الدقيق في اليابان، ولا يقتصر على إنشاء أشياء جميلة فحسب، بل يُعرف أيضاً بفوائده العلاجية المتعددة؛ فهو يعزز التركيز، ويحسن مهارات حل المشكلات، وينمي التنسيق الحركي الدقيق. كما يوفر منفذاً إبداعياً ووسيلة للتعبير الثقافي، وغالباً ما يرتبط بمفاهيم الصبر والتحول.
جاءت ورشة "الأوريغامي للسيدات" كمبادرة من جمعية الأمل النسائية بالتعاون مع المركز الثقافي المحلي. كان الهدف الأساسي للمبادرة هو تزويد النساء من خلفيات متنوعة بمجموعة جديدة من المهارات، وتشجيع التطور الفني، وخلق منصة للتفاعل الاجتماعي والتمكين. على مدار ثماني جلسات مكثفة، قادتها المدربة المتميزة الأستاذة فاطمة الزهراء، تم توجيه المشاركات عبر المبادئ الأساسية لطي الورق، بدءاً من الأشكال البسيطة وصولاً إلى التصاميم الأكثر تعقيداً مثل طائر الكركي والزهور والأنماط الهندسية المعقدة. وقد تضمن المنهج أيضاً لمحات عن الأهمية التاريخية والثقافية لكل نموذج من نماذج الأوريغامي.
مثّل حفل التخريج، الذي أقيم في قاعة الاحتفالات بالمركز الثقافي للمرأة، احتفالاً نابضاً بالحياة بالإبداع والإنجاز. حضر الحفل المشاركات وعائلاتهن، وممثلون عن الهيئة المنظمة، وقادة المجتمع المحلي. تسلمت كل سيدة متخرجة شهادة تقدير لجهدها وإتقانها لتقنيات الأوريغامي. وكان أبرز ما في الحفل معرضاً فنياً رائعاً حيث عرضت المشاركات بفخر أعمالهن المنجزة. عكست هذه القطع الفنية مجموعة متنوعة من الأساليب والتعقيدات، مما جسد الذوق الفني الفريد الذي أضافته كل امرأة إلى هذا الفن. وشددت الكلمات التي ألقاها المنظمون على أهمية التعلم المستمر ودور الفن في التنمية الشخصية والمجتمعية.
لقد كان للورشة تأثير عميق على المشاركات. فإلى جانب اكتساب مهارة فنية جديدة، أفادت العديد من النساء بزيادة ثقتهن بأنفسهن، وتحسين تركيزهن، وتجديد إحساسهن بالهدف. كما أن تجربة التعلم المشتركة نسجت روابط قوية بين المجموعة، مما خلق شبكة دعم متبادلة. لا تقتصر المهارات المكتسبة على الإثراء الشخصي فحسب، بل تفتح أيضاً آفاقاً محتملة لتوليد الدخل، مثل إنشاء قطع يدوية للبيع أو حتى قيادة ورش عمل مستقبلية لتعليم فن الأوريغامي في المجتمع. وقد أعرب المنظمون عن التزامهم بمواصلة مثل هذه المبادرات، مع خطط لورش عمل متقدمة ومعارض عامة لزيادة ترويج فن الأوريغامي وتمكين المزيد من النساء من خلال التعليم الإبداعي. تؤكد هذه المبادرة على الاعتقاد بأن تعزيز المهارات الفنية يمكن أن يكون أداة قوية للتمكين الاجتماعي والاقتصادي.





