اختيار محمد عمران رئيساً للجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام بمجلس الشيوخ وياسر جلال وكيلاً
في تطور برلماني مهم شهده مجلس الشيوخ المصري، أُعلِن عن تشكيل هيئة مكتب لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام، وذلك بناءً على إعلان المستشار عصام فريد، رئيس المجلس، خلال الجلسة العامة التي عُقدت يوم 2 أكتوبر 2023. وقد أسفرت هذه التشكيلات عن تولي الدكتور محمد عمران، المعروف بخبراته الواسعة في المجال الاقتصادي والتنظيمي، منصب رئيس اللجنة. كما شهدت اللجنة اختيار الفنان القدير ياسر جلال وكيلاً أول لها، والدكتور أيمن حامد الشريف وكيلاً ثانياً، بينما تولى الأستاذ أحمد سيد أحمد عبد اللطيف مهام أمانة السر. تأتي هذه التعيينات في سياق إعادة تشكيل لجان المجلس مع بداية دور انعقاد جديد، مما يبرز أهمية هذه اللجنة في المشهد الثقافي والإعلامي والسياحي المصري.
خلفية وأهمية لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام
يُعد مجلس الشيوخ الغرفة الثانية للبرلمان المصري، ويعمل إلى جانب مجلس النواب لتعزيز الحياة التشريعية والسياسية في البلاد. تأسس المجلس بهدف تقديم المشورة والدراسة في القضايا ذات الأهمية الوطنية، والمساهمة في صياغة السياسات العامة. تتألف لجانه النوعية من خبراء وأعضاء متخصصين في مختلف المجالات، بهدف ضمان فعالية الأداء التشريعي والرقابي. تعتبر اللجان البرلمانية هي القلب النابض لعمل المجلس، حيث تتم فيها دراسة مشروعات القوانين والقرارات والاقتراحات قبل عرضها على الجلسة العامة للتصويت.
تكتسب لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام تحديداً أهمية خاصة في بلد مثل مصر، الذي يمتلك تاريخاً ثقافياً عريقاً ودوراً محورياً في صناعة الإعلام والفنون على مستوى المنطقة، ويُعتبر مقصداً سياحياً عالمياً بآثاره وتراثه الغني. تُناط باللجنة مسؤولية معالجة التشريعات والقضايا المتعلقة بالسياسات الثقافية، تنظيم الإعلام، دعم الفنون، حماية التراث، وتطوير قطاع السياحة الذي يمثل ركيزة اقتصادية مهمة. تهدف اللجنة إلى مراجعة القوانين ذات الصلة واقتراح تعديلاتها، وتقديم رؤى حول كيفية تنمية هذه القطاعات بما يتوافق مع الرؤية الاستراتيجية للدولة.
الشخصيات الرئيسية والخبرات المتنوعة في التشكيل الجديد
تثير التعيينات الجديدة اهتماماً خاصاً نظراً للتنوع البارز في خلفيات أعضاء هيئة مكتب اللجنة، مما يشير إلى مقاربة شاملة ومتعددة الأبعاد في إدارة ملفات الثقافة والإعلام والسياحة والآثار:
- الدكتور محمد عمران (رئيساً للجنة): يتمتع بخبرة تنظيمية وإدارية كبيرة، حيث شغل سابقاً منصب الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للرقابة المالية (FRA). هذه الخلفية، وإن كانت تبدو للوهلة الأولى بعيدة عن المجال الثقافي والإعلامي البحت، إلا أنها تضفي على رئاسة اللجنة بُعداً تنظيمياً وإشرافياً قوياً. يُنتظر أن يساهم الدكتور عمران بخبرته في الحوكمة، الرقابة، والإدارة الرشيدة لضمان فعالية عمل اللجنة وتنفيذ رؤيتها بأسلوب منهجي، خاصة في قطاعات مثل تنظيم الإعلام وتمويل المشروعات الثقافية والسياحية.
- الفنان ياسر جلال (وكيلاً أول للجنة): يمثل إضافة قيمة للجنة بصفته فناناً وممثلاً بارزاً في المشهد الفني المصري. حضوره يضمن تمثيلاً مباشراً لوجهات نظر المبدعين والفنانين، ويسهم في فهم أعمق لاحتياجات الصناعة الثقافية والتحديات التي تواجهها. يمكن أن يساعد في سد الفجوة بين صناع السياسات والممارسين الفعليين للفن والإعلام، ويقدم رؤية عملية لتطوير التشريعات التي تدعم الإبداع وتحمي حقوق الفنانين.
- الدكتور أيمن حامد الشريف (وكيلاً ثانياً للجنة): يضيف بعداً تخصصياً آخر للجنة، من خلال خبرته التي تتناسب مع طبيعة عمل اللجنة الشاملة لقطاعات الثقافة والسياحة والآثار والإعلام.
- الأستاذ أحمد سيد أحمد عبد اللطيف (أميناً للسر): يتولى المهام الإدارية والتنظيمية لضمان سير عمل اللجنة بسلاسة وفعالية، وتوثيق مداولاتها وقراراتها.
الأهمية الاستراتيجية لهذه التعيينات والتوقعات المستقبلية
تعكس هذه التشكيلات حرص مجلس الشيوخ على تشكيل لجان تجمع بين الخبرة الإدارية والتنظيمية والتمثيل الفعلي للقطاعات التي تخدمها هذه اللجان. يُنتظر من لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام في تشكيلها الجديد أن تضطلع بدور محوري في عدة مجالات رئيسية تخدم الأهداف الوطنية:
- تطوير التشريعات الشاملة: مراجعة وتعديل القوانين المتعلقة بالإعلام، الفنون، حقوق الملكية الفكرية، وحماية الآثار، بما يواكب التطورات التكنولوجية والتحديات الحديثة، ويسهم في تنشيط الحركة السياحية.
- دعم الصناعات الإبداعية والسياحية: اقتراح آليات لدعم الفنانين والمبدعين والمؤسسات الثقافية، وتذليل العقبات أمام نمو هذه الصناعات الحيوية، وتوفير بيئة جاذبة للاستثمار السياحي والثقافي.
- تعزيز الهوية الثقافية والتراث: حماية التراث الثقافي المصري والترويج له عالمياً، ودعم المبادرات التي تعزز الانتماء الثقافي لدى الأجيال الجديدة.
- تنظيم المشهد الإعلامي: المساهمة في وضع أطر تنظيمية تضمن حرية الإعلام ومسؤوليته، وتعالج قضايا مثل الأخبار المزيفة والتحديات الرقمية، بما يحافظ على المهنية والمصداقية.
تُظهر هذه التعيينات استراتيجية واضحة تهدف إلى إضفاء طابع منهجي وتنظيمي على عمل اللجنة، مع الحفاظ على صلة قوية بالواقع الفني والثقافي والسياحي من خلال تمثيل الفنانين والخبراء. يعتبر هذا التوازن أساسياً لضمان أن تكون السياسات والتشريعات الصادرة عن اللجنة واقعية وقابلة للتطبيق وتخدم المصالح العليا للثقافة والإعلام والسياحة والآثار في مصر، بما يعزز مكانتها الإقليمية والدولية.