استقبال حافل لأبطال العالم للشباب في المغرب بعد إنجاز تاريخي
في أجواء احتفالية مهيبة، وصلت بعثة المنتخب المغربي للشباب إلى مطار محمد الخامس الدولي بمدينة الدار البيضاء فجر اليوم الثلاثاء، عائدة من تشيلي بعد تحقيق إنجاز كروي غير مسبوق تمثل في التتويج بلقب كأس العالم للشباب تحت 20 عامًا للمرة الأولى في تاريخه. وحظي الأبطال باستقبال رسمي وشعبي حاشد، تقديراً للأداء البطولي والمستوى الرفيع الذي قدموه طوال البطولة، والذي وضع الكرة المغربية والعربية والإفريقية على قمة هرم كرة القدم العالمية للفئات السنية.

خلفية الإنجاز التاريخي
يعد هذا التتويج حدثاً فارقاً في مسيرة كرة القدم المغربية، حيث لم يسبق لأي منتخب عربي أو إفريقي الفوز بهذا اللقب المرموق. قدم أشبال الأطلس مسيرة استثنائية في البطولة التي أقيمت في تشيلي، أظهروا خلالها انضباطاً تكتيكياً عالياً ومهارات فردية لافتة وروحاً قتالية نادرة. بدأت رحلة الفريق بثقة، حيث تصدر مجموعته الصعبة التي ضمت منتخبات أوروبية وأمريكية جنوبية عريقة، ليؤكد منذ البداية أنه لم يأتِ للمشاركة فقط، بل للمنافسة على اللقب.
كان المسار نحو النهائي مليئاً بالتحديات الكبرى التي نجح الفريق في تجاوزها ببراعة. ومن أبرز محطات هذه المسيرة المظفرة:
- التغلب على منتخب بلجيكا في دور المجموعات، مما مهد الطريق لتصدر المجموعة.
 - الفوز في مباراة مثيرة على منتخب كولومبيا في دور الستة عشر بعد مباراة امتدت للأوقات الإضافية.
 - إقصاء منتخب البرازيل، أحد أبرز المرشحين للقب، من الدور نصف النهائي بركلات الترجيح بعد أداء بطولي.
 - التتويج باللقب على حساب المنتخب الأرجنتيني في مباراة نهائية حبست الأنفاس وانتهت بفوز تاريخي للمغرب.
 
تفاصيل الاستقبال في الدار البيضاء
منذ الساعات الأولى لفجر اليوم، احتشدت جماهير غفيرة من مختلف الأعمار خارج مطار محمد الخامس الدولي، حاملة الأعلام الوطنية ومرتدية قمصان المنتخب، في انتظار وصول الأبطال. وفور ظهور حافلة الفريق، تعالت الهتافات والأهازيج التي تحتفي بهذا النصر الكبير، في مشهد يعكس مدى فخر واعتزاز الشعب المغربي بهذا الجيل من اللاعبين. وقد أُقيم استقبال رسمي لأعضاء البعثة داخل المطار، بحضور شخصيات بارزة يتقدمهم رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، السيد فوزي لقجع، وممثلين عن وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة.
ردود فعل وأصداء واسعة
عقب وصوله، أعرب مدرب المنتخب عن سعادته الغامرة بهذا الإنجاز، مؤكداً أن الفوز هو ثمرة عمل دؤوب وتخطيط استمر لسنوات، وإيمان بقدرات اللاعبين الشباب. وأهدى هذا النصر إلى جلالة الملك محمد السادس وإلى كافة الشعب المغربي الذي لم يتوقف عن دعم الفريق. من جانبه، صرح قائد المنتخب أن اللاعبين شعروا بالمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقهم، وأنهم كانوا عازمين على تشريف الراية الوطنية وإسعاد الملايين من المغاربة. وقد ضجت منصات التواصل الاجتماعي بالتهاني والإشادات، حيث تصدرت وسوم مرتبطة بفوز المنتخب قائمة المواضيع الأكثر تداولاً في المغرب لساعات طويلة.
أهمية الفوز لمستقبل الكرة المغربية
لا يقتصر هذا الإنجاز على كونه لقباً رياضياً فحسب، بل يمثل دفعة معنوية هائلة وركيزة أساسية لمستقبل كرة القدم في البلاد. ويأتي هذا التتويج ليعزز السمعة الدولية للمغرب كقوة كروية صاعدة، مكملاً للإنجاز التاريخي الذي حققه المنتخب الأول في كأس العالم 2022. كما يُنظر إليه على أنه دليل ملموس على نجاح الاستراتيجيات طويلة الأمد التي تتبناها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، خاصة فيما يتعلق بالبنية التحتية وتكوين المواهب الشابة في أكاديمية محمد السادس لكرة القدم وغيرها من المراكز. ويُنتظر أن يشكل هذا الجيل الذهبي نواة المنتخب الأول في السنوات القادمة، حاملاً معه طموحات وآمالاً كبيرة لمواصلة التألق على الساحة الدولية.





