اعتقال عضوين من شبكة سرقة متحف اللوفر أحدهما حاول الهرب إلى الجزائر
أعلنت السلطات الفرنسية، في بيان صدر عن مكتب المدعي العام في باريس صباح اليوم، عن تحقيق تقدم كبير في قضية السطو المسلح التي استهدفت متحف اللوفر وأثارت صدمة في الأوساط الثقافية العالمية. وأكد البيان إلقاء القبض على شخصين يشتبه في انتمائهما للشبكة الإجرامية المسؤولة عن سرقة قطع مجوهرات لا تقدر بثمن، في عملية وصفت بأنها إحدى أكبر سرقات الفن في التاريخ الحديث.

خلفية سرقة القرن
تعود وقائع الحادثة إلى عدة أسابيع، حين تمكنت مجموعة من اللصوص المحترفين من اختراق الأنظمة الأمنية لمتحف اللوفر، والذي يعد من أكثر الأماكن تحصينًا في العالم. وفي عملية جريئة نفذت بدقة متناهية، استهدف الجناة جناح المجوهرات الملكية، حيث تمكنوا من الاستيلاء على مجموعة نادرة من القطع الأثرية والمجوهرات التاريخية. قدرت القيمة الأولية للمسروقات بحوالي 88 مليون يورو، إلا أن قيمتها الفنية والتاريخية تفوق هذا المبلغ بكثير، حيث إن بعض القطع تعتبر فريدة من نوعها ولا يمكن تعويضها.
أثارت السرقة حالة من الاستنفار الأمني في فرنسا وأوروبا، وأطلقت الشرطة الفرنسية، بالتعاون مع الإنتربول، عملية مطاردة واسعة النطاق لتعقب الجناة. وقد شكلت الحادثة تحديًا كبيرًا للسلطات، نظرًا للتخطيط المسبق والاحترافية العالية التي أظهرها اللصوص، مما أثار تكهنات حول تورط شبكة دولية متخصصة في سرقة الأعمال الفنية.
تفاصيل عمليات الاعتقال
جاءت الاعتقالات الأخيرة تتويجًا لجهود استخباراتية وتحقيقات مكثفة استمرت لأسابيع. وقد نفذت وحدة مكافحة الجريمة المنظمة (BRB) عمليتين متزامنتين بناءً على معلومات دقيقة.
- المشتبه به الأول: تم إلقاء القبض عليه في مداهمة فجر اليوم لمنزل في ضاحية سان دوني شمال باريس. ويعتقد المحققون أن هذا الشخص هو أحد المخططين الرئيسيين للعملية، حيث عُثر بحوزته على أدوات ومخططات يُعتقد أنها استخدمت في عملية السطو.
 - المشتبه به الثاني: تم اعتقاله في مطار شارل ديغول الدولي أثناء محاولته الصعود على متن رحلة متجهة إلى الجزائر. وتشير المعلومات الأولية إلى أنه كان مكلفًا بتهريب جزء من المسروقات إلى خارج البلاد عبر شبكات في شمال إفريقيا. وقد ساهم التعاون مع سلطات المطار في إحباط محاولة هروبه في اللحظات الأخيرة.
 
رفض مكتب المدعي العام الكشف عن هوية المشتبه بهما حفاظًا على سرية التحقيقات، لكن مصادر مقربة أشارت إلى أنهما يمتلكان سجلًا إجراميًا في قضايا السطو والسرقة المنظمة.
التحقيقات الجارية ومستقبل القضية
مع اعتقال هذين العنصرين، يدخل التحقيق مرحلة جديدة وحاسمة. يركز المحققون حاليًا على استجواب المشتبه بهما للحصول على معلومات قد تقودهم إلى باقي أفراد الشبكة، والأهم من ذلك، إلى مكان المجوهرات المسروقة. وتأمل السلطات أن يكون هذا الاعتقال هو الخيط الذي سيكشف عن الشبكة الإجرامية بأكملها، والتي يُعتقد أنها تمتد عبر عدة دول.
كما تعمل فرق التحليل الجنائي على فحص الأدلة التي تم ضبطها خلال عمليتي المداهمة، على أمل العثور على بصمات أو أدلة بيولوجية قد تربط المشتبه بهما بمسرح الجريمة بشكل قاطع. ويتوقع أن يواجه المتهمان تهمًا تشمل السطو المسلح في إطار عصابة منظمة وتكوين جمعية أشرار، وهي جرائم تصل عقوبتها إلى السجن لسنوات طويلة.
الأهمية والتداعيات
يمثل هذا التطور نجاحًا كبيرًا لأجهزة الأمن الفرنسية، ويعيد بعض الثقة في قدرتها على حماية الكنوز الثقافية للبلاد. كما يبعث برسالة قوية إلى شبكات الجريمة المنظمة بأن مثل هذه الجرائم لن تمر دون عقاب. على الصعيد الثقافي، يمنح هذا التقدم أملًا كبيرًا للمجتمع الفني والمتاحف حول العالم في إمكانية استعادة القطع المسروقة، والتي تعد جزءًا لا يتجزأ من التراث الإنساني. وتبقى الأنظار موجهة نحو باريس في انتظار ما ستكشفه الأيام القادمة من تطورات في "سرقة القرن".




