افتتاح سوق سيفتي المفتوح ضمن فعاليات مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي
في خطوة تعزز من الأبعاد الاقتصادية والثقافية لمهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، شهدت مدينة السلام، شرم الشيخ، يوم الخامس من نوفمبر الجاري انطلاق فعاليات سوق سيفتي المفتوح. يُعد هذا السوق إضافة نوعية للمهرجان، ويهدف إلى توفير منصة حيوية للابتكار والإبداع، جامعاً بين الثقافة والفن وريادة الأعمال في مكان واحد. وقد جرى الافتتاح بحضور لفيف من الشخصيات الثقافية والفنية وممثلي صناعة المسرح من مختلف الدول المشاركة، إلى جانب الحرفيين والفنانين الذين يعرضون أعمالهم.

سوق سيفتي المفتوح: منصة للإبداع وريادة الأعمال
يُعد سوق سيفتي المفتوح مبادرة فريدة تهدف إلى توفير مساحة حيوية للحرفيين، والفنانين التشكيليين، والمصممين، ورواد الأعمال الشباب لعرض منتجاتهم وإبداعاتهم أمام جمهور واسع ومتنوع. لا يقتصر دور السوق على كونه نقطة بيع فحسب، بل يتجاوز ذلك ليصبح ملتقى للتبادل الثقافي والتجاري، حيث يتيح للمشاركين فرصة للتشبيك وبناء علاقات مهنية مع نظرائهم والجمهور.
تتنوع المعروضات في سوق سيفتي المفتوح لتشمل مجموعة واسعة من المنتجات التي تعكس الفن والإبداع، وتتضمن:
- المنتجات اليدوية والفنية: من الحرف التقليدية إلى الأعمال الفنية المعاصرة.
- تصاميم الأزياء والمجوهرات: عروض لمصممين شباب يقدمون أحدث ابتكاراتهم.
- المنتجات البيئية والمستدامة: التركيز على الأعمال الصديقة للبيئة والتي تعزز مفهوم الاستدامة.
- الكتب والمطبوعات المستقلة: دعم للمبدعين في مجال النشر.
- ورش العمل التفاعلية: جلسات تعليمية وتدريبية لتعزيز المهارات الإبداعية للمشاركين والزوار.
يهدف السوق بصفة أساسية إلى دعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة، وتشجيع ريادة الأعمال بين الشباب، وفتح قنوات تسويقية جديدة للمواهب الصاعدة التي قد لا تجد فرصاً كافية في الأسواق التقليدية. كما يسعى إلى تعزيز فكرة الاقتصاد الإبداعي كرافد أساسي للتنمية.
مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي: سياق الحدث
تأتي هذه المبادرة ضمن فعاليات الدورة الـثامنة من مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، الذي يُقام سنوياً في مدينة شرم الشيخ. يُعتبر المهرجان من أهم الملتقيات الثقافية والفنية في المنطقة، حيث يجمع فرقاً مسرحية، ومخرجين، وممثلين شباب من مختلف القارات، بهدف تبادل الخبرات، وعرض أحدث الإنتاجات المسرحية، وتعزيز الحوار الثقافي بين الشعوب.
لطالما كان المهرجان منارة لدعم المسرحيين الشباب وتقديم أعمالهم المبتكرة، كما أنه يساهم في إثراء الحياة الثقافية في مصر والمنطقة. يركز المهرجان على القضايا الشبابية والفنية المعاصرة، ويقدم ورش عمل ومحاضرات متخصصة إلى جانب العروض المسرحية المتنوعة، مما يجعله حدثاً شاملاً يجمع بين التعلم والمشاهدة والاحتفاء بالفن.
التكامل بين الثقافة والاقتصاد: رؤية مستقبلية
يعكس دمج سوق سيفتي المفتوح ضمن فعاليات المهرجان رؤية استراتيجية لتوسيع نطاق تأثير الأحداث الثقافية لتشمل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية. هذا التكامل يتيح للجمهور والمشاركين فرصة استكشاف جوانب متعددة للإبداع، تتجاوز خشبة المسرح لتشمل الفنون التطبيقية والصناعات الإبداعية.
من خلال توفير مساحة تجارية للابتكار، يساهم السوق في خلق فرص دخل للفنانين والحرفيين، ويعزز من قيمة المنتجات الثقافية كسلع قابلة للتسويق. كما يرسخ فكرة أن الفن ليس مجرد تعبير جمالي، بل يمكن أن يكون محركاً اقتصادياً فاعلاً، وداعماً للتنمية المستدامة، خاصة في سياق يهدف إلى تمكين الشباب ودمجهم في سوق العمل الإبداعي.
حضور لافت وآمال مستقبلية
شهد الافتتاح حضوراً مميزاً من قبل العديد من صناع المسرح، والفنانين، والإعلاميين، بالإضافة إلى الزوار المهتمين بالمنتجات اليدوية والفنية. وقد أعرب المنظمون عن تفاؤلهم بنجاح السوق في تحقيق أهدافه، مؤكدين على أهمية مثل هذه المبادرات في دعم الحراك الثقافي والاقتصادي.
يتطلع المنظمون إلى أن يصبح سوق سيفتي المفتوح إضافة سنوية دائمة للمهرجان، وأن يتطور ليصبح منصة رائدة للابتكار والإبداع في المنطقة، مما يسهم في جعل شرم الشيخ ليست فقط وجهة سياحية عالمية، بل مركزاً ثقافياً واقتصادياً رائداً يحتضن المواهب ويعزز من التبادل الحضاري.





