الأرصاد الجوية تجيب وتكشف حالة الطقس: هل يعود الشتاء القارس الذي لم نشهده منذ عقدين؟
شهد يوم الخميس الموافق 6 من نوفمبر 2025، إعلاناً من الهيئة العامة للأرصاد الجوية بشأن انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة وتغير في حالة الطقس، لا سيما خلال ساعات الليل المتأخرة والصباح الباكر. تزامن هذا الإعلان مع تداول واسع النطاق عبر العديد من المنصات الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي لتكهنات حول استقبال شتاء 2025-2026 سيكون الأكثر قسوة وبرودة منذ ما يقرب من عشرين عاماً مضت، مما أثار قلقاً واسعاً وتساؤلات حول دقة هذه التوقعات.

تُعد التنبؤات الموسمية المتعلقة بفصل الشتاء من الموضوعات التي تحظى باهتمام كبير، نظراً لتأثيرها المباشر على جوانب متعددة من الحياة اليومية والاقتصادية. ومع بداية كل موسم برد، تبرز التكهنات حول مدى شدة برودة الشتاء، خاصة إذا تزامنت مع إشارات أولية لتغيرات في الطقس. وفي هذا السياق، استقبل الجمهور إعلان الأرصاد عن انخفاض الحرارة ببعض القلق، مما غذى الشائعات المتداولة حول شتاء استثنائي.
تطورات التوقعات والجدل العام
لقد تزايد الحديث عن احتمالية قدوم شتاء لم تشهد البلاد مثيلاً له منذ عام 2005 تقريباً، مستندة هذه الأقاويل في الغالب إلى ملاحظات شخصية أو تحليلات غير رسمية يتم تداولها بين المستخدمين على الإنترنت. هذه الروايات أشارت إلى أن النماذج المناخية غير المعتمدة تتوقع ظروفاً جوية قاسية تتمثل في درجات حرارة متدنية للغاية وعواصف محتملة، مما دفع الكثيرين للتساؤل عن مدى استعداد البنية التحتية والمواطنين لمثل هذه الظروف.
أوضحت الهيئة العامة للأرصاد الجوية في بيانها أن الانخفاض الحالي في درجات الحرارة هو جزء من التغيرات الموسمية الطبيعية التي تشهدها البلاد مع دخول فصل الخريف واقتراب الشتاء. وأكدت الهيئة أن هذه التغيرات تستلزم اتخاذ الاحتياطات اللازمة، خاصة فيما يتعلق بالملابس وطرق التدفئة، ولكنها لم تؤكد الأنباء المتداولة حول “الشتاء الأقسى”.
رد الأرصاد الجوية وتوضيحات الخبراء
في استجابة مباشرة للتساؤلات العامة والتكهنات المتداولة، كشفت الهيئة العامة للأرصاد الجوية عن تفاصيل حالة الطقس المتوقعة خلال فصل الشتاء القادم 2025-2026. نفى المتحدث الرسمي باسم الهيئة صحة الشائعات التي تتحدث عن شتاء قارس البرودة لم يحدث منذ عقدين، مؤكداً أن التوقعات الأولية لا تشير إلى أي ظواهر جوية استثنائية خارج نطاق المتوسطات الطبيعية بشكل كبير.
- درجات الحرارة: من المتوقع أن تكون درجات الحرارة خلال الشتاء ضمن معدلاتها الطبيعية أو أعلى بقليل في بعض الفترات، مع احتمالية لتعرض البلاد لموجات برد قصيرة وعابرة، وهي سمة طبيعية للمناخ في هذه المنطقة.
- الأمطار: تشير التوقعات إلى معدلات أمطار قريبة من المتوسط الموسمي، دون وجود مؤشرات على أمطار غزيرة استثنائية قد تؤدي إلى سيول واسعة النطاق.
- الظواهر الجوية الأخرى: قد تشهد بعض المناطق تكوّن للشبورة المائية في الصباح الباكر، خاصة على الطرق الزراعية والسريعة، وهي ظاهرة متكررة في هذا الوقت من العام.
وأفاد خبراء الأرصاد بأن النماذج العددية المستخدمة في التنبؤات طويلة المدى لا تدعم فكرة “الشتاء القاسي غير المسبوق”. وأوضحوا أن تحديد مدى قسوة الشتاء يعتمد على عدة عوامل معقدة، بما في ذلك أنماط الضغط الجوي ودرجات حرارة سطح المحيط وظواهر مثل التذبذب الشمالي (NAO) وظاهرة النينو/النينيا (ENSO)، والتي لا تشير مؤشراتها الحالية إلى سيناريو برد استثنائي لهذه الدرجة.
الأهمية والتأثيرات المحتملة للتعامل مع الشائعات
تكمن أهمية هذه التوضيحات في الحد من انتشار المعلومات المغلوطة التي قد تؤدي إلى حالة من الهلع أو الاستعدادات المبالغ فيها وغير الضرورية. فالتكهنات غير المستندة إلى أسس علمية يمكن أن تسبب:
- الضغط على الموارد: قد تدفع الأسر لشراء كميات زائدة من وقود التدفئة أو الملابس الشتوية قبل الأوان.
- التأثير النفسي: يمكن أن تزيد من القلق والتوتر لدى الأفراد حول الظروف المعيشية المقبلة.
- التأثير الاقتصادي: قد تؤثر على القطاعات الحيوية مثل الزراعة والطاقة والنقل، التي تعتمد على التنبؤات الدقيقة لاتخاذ قراراتها.
لذلك، شددت الهيئة على ضرورة استقاء المعلومات من مصادرها الرسمية الموثوقة، وتجنب الانسياق وراء الشائعات المتداولة عبر منصات التواصل الاجتماعي التي لا تستند إلى بيانات علمية دقيقة. وأكدت على أن متابعة النشرات الجوية اليومية والموسمية التي تصدرها الأرصاد الجوية هي السبيل الأمثل للبقاء على اطلاع دائم وموثوق به حول حالة الطقس والتوقعات المستقبلية.
في الختام، بينما تشهد البلاد انخفاضاً طبيعياً في درجات الحرارة مع اقتراب فصل الشتاء، فإن الأرصاد الجوية تدعو إلى الهدوء وتوضح أن التكهنات حول شتاء قارس البرودة لم تشهده البلاد منذ عقدين لا أساس لها من الصحة وفقاً للبيانات العلمية المتوفرة حتى الآن. التركيز يجب أن ينصب على الاستعدادات الموسمية الاعتيادية ومتابعة التحديثات الرسمية.





