الأرصاد الجوية تحدد ثلاثة عوامل رئيسية لتشكل الشبورة المائية الكثيفة أبرزها المرتفع الجوي
أوضحت الهيئة العامة للأرصاد الجوية في مصر، خلال الأيام القليلة الماضية، الأسباب العلمية وراء ظاهرة الشبورة المائية الكثيفة التي شهدتها مناطق متفرقة من البلاد، خاصة في الساعات المتأخرة من الليل والصباح الباكر. وأكدت الهيئة أن تكوّن هذه الشبورة، التي قد تصل إلى حد الضباب وتؤدي إلى انخفاض حاد في مستوى الرؤية الأفقية، يعود إلى تزامن ثلاثة عوامل جوية رئيسية تعمل معًا لتهيئة الظروف المثالية لتشكلها.

العوامل العلمية المتكاملة لتكوّن الشبورة
فسرت الهيئة أن فهم هذه الظاهرة يتطلب النظر إلى مجموعة من الظروف المتكاملة التي تسيطر على الغلاف الجوي خلال فترات معينة من العام، لا سيما في فصلي الخريف والشتاء. وتتمثل هذه العوامل فيما يلي:
- سيطرة مرتفع جوي سطحي: يُعد العامل الأول والأساسي هو وجود مرتفع جوي على سطح الأرض. يعمل هذا المرتفع على استقرار طبقات الهواء وحدوث هدوء تام في سرعات الرياح. هذا الهدوء يمنع تقلب الهواء وتشتت بخار الماء، مما يجعله يتركز في الطبقات القريبة من السطح.
- ارتفاع كبير في نسب الرطوبة: يتزامن مع المرتفع الجوي وجود كتل هوائية غنية ببخار الماء، مما يؤدي إلى ارتفاع نسب الرطوبة في طبقات الجو السفلى لتتجاوز في كثير من الأحيان نسبة 90%. هذه الرطوبة العالية توفر المادة الخام الأساسية، وهي بخار الماء، اللازمة لعملية التكثف.
- التبريد الإشعاعي لسطح الأرض: خلال ساعات الليل الطويلة وتحت سماء صافية يوفرها المرتفع الجوي، يفقد سطح الأرض حرارته بشكل سريع عبر عملية التبريد الإشعاعي. نتيجة لذلك، تبرد طبقة الهواء الملامسة لسطح الأرض بشكل ملحوظ حتى تصل إلى نقطة الندى، وهي درجة الحرارة التي يتكثف عندها بخار الماء ليتحول إلى قطرات مائية دقيقة تظل عالقة في الهواء، مكونة بذلك الشبورة المائية.
التأثيرات والتحذيرات المتعلقة بالسلامة العامة
تكمن أهمية هذه التوضيحات في تأثير الشبورة المباشر على السلامة العامة، حيث إنها تؤدي إلى انخفاض الرؤية الأفقية بشكل كبير على الطرق، خاصة الطرق السريعة والصحراوية والزراعية والقريبة من المسطحات المائية. وفي بعض الحالات، قد تنعدم الرؤية تمامًا، مما يشكل خطرًا كبيرًا على حركة المرور.
وبناءً على هذه الظروف، تصدر الهيئة العامة للأرصاد الجوية تحذيرات مستمرة للمواطنين وقائدي المركبات. وتنسق مع الإدارة العامة للمرور التي قد تتخذ إجراءات احترازية، مثل إغلاق بعض الطرق مؤقتًا حتى تحسن الرؤية مع شروق الشمس. وتتضمن التوصيات عادةً ضرورة القيادة بحذر شديد، وتهدئة السرعة، واستخدام مصابيح الشبورة، والحفاظ على مسافة أمان كافية بين المركبات لتجنب الحوادث.
خلفية الظاهرة وتوقيتها
أشارت الهيئة إلى أن هذه الظاهرة ليست بالأمر الجديد، بل هي سمة مناخية متكررة خلال فترات الانتقال بين الفصول، وتزداد وتيرتها مع الدخول في فصل الشتاء. وتبدأ الشبورة في التكون عادةً في الساعات المتأخرة من الليل وتستمر حتى الساعات الأولى من الصباح، ثم تبدأ في التلاشي تدريجيًا مع ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض بفعل أشعة الشمس، مما يؤدي إلى تبخر قطرات الماء وعودة الرؤية إلى طبيعتها.





