الأمطار الغزيرة تودي بحياة 23 شخصاً في المكسيك وتتسبب في فيضانات مدمرة
ضربت أمطار وفيضانات كارثية الساحل الجنوبي للمكسيك، وتحديداً ولاية غيريرو، مما أسفر عن مقتل 23 شخصاً على الأقل وفقدان العشرات في حصيلة أولية أعلنتها السلطات. جاءت هذه الكارثة نتيجة وصول إعصار "أوتيس"، الذي اشتدت قوته بشكل مفاجئ وغير متوقع ليتحول إلى عاصفة من الفئة الخامسة، وهي أقوى فئة على مقياس الأعاصير، مما ترك السكان والسلطات مع وقت محدود للاستعداد لمواجهة قوته التدميرية الهائلة.

تفاصيل الكارثة وقوة الإعصار
في أواخر شهر أكتوبر الماضي، تحول إعصار "أوتيس" في غضون 12 ساعة فقط من عاصفة استوائية إلى إعصار كارثي، في ظاهرة وصفتها الأرصاد الجوية بأنها "سيناريو كابوسي". ضرب الإعصار اليابسة بالقرب من مدينة أكابولكو الساحلية الشهيرة، مصحوباً برياح تجاوزت سرعتها 260 كيلومتراً في الساعة وأمطار غزيرة أدت إلى فيضانات واسعة النطاق وانهيارات أرضية. هذا التطور السريع أربك نماذج التنبؤ الجوي وجعل عمليات الإخلاء المنظمة شبه مستحيلة، مما ساهم في تفاقم حجم المأساة.
حجم الدمار والآثار المباشرة
خلّف الإعصار دماراً هائلاً في أكابولكو، التي تعتمد بشكل كبير على السياحة. تحولت واجهاتها البحرية وفنادقها الفاخرة إلى هياكل مدمرة، كما لحقت أضرار جسيمة بالبنية التحتية الحيوية. شملت الآثار المباشرة ما يلي:
- تدمير أو إلحاق أضرار بالغة بآلاف المنازل والمباني التجارية، بما في ذلك ما يقرب من 80% من فنادق المدينة.
 - انقطاع كامل للتيار الكهربائي وخدمات الاتصالات والإنترنت عن مئات الآلاف من السكان لعدة أيام.
 - إغلاق المطار الدولي والموانئ والطرق الرئيسية، مما أدى إلى عزل المدينة وصعوبة وصول المساعدات.
 - نقص حاد في مياه الشرب والغذاء والوقود، مما أثار مخاوف من أزمة إنسانية واسعة النطاق.
 
الاستجابة الحكومية وجهود الإنقاذ
أعلنت الحكومة المكسيكية حالة الطوارئ ونشرت آلاف الجنود وعناصر الحرس الوطني للمساعدة في جهود الإنقاذ والإغاثة. وأشرف الرئيس المكسيكي، أندريس مانويل لوبيس أوبرادور، على عمليات الاستجابة، متعهداً بتقديم الدعم الكامل للمتضررين وإعادة بناء المدينة. ومع ذلك، واجهت السلطات انتقادات بشأن بطء الاستجابة في الساعات الأولى للكارثة، وعزا المسؤولون ذلك إلى حجم الدمار الذي أعاق الوصول إلى المناطق المنكوبة. وتركزت الجهود الأولية على إجلاء السياح العالقين، وفتح الطرق، وإعادة الخدمات الأساسية تدريجياً، وتوزيع المساعدات الإنسانية على السكان.
الأهمية والسياق الأوسع
تُسلط كارثة إعصار "أوتيس" الضوء على التحديات المتزايدة التي يفرضها تغير المناخ، حيث يحذر العلماء من أن ارتفاع درجة حرارة المحيطات قد يؤدي إلى زيادة وتيرة تكوّن العواصف سريعة التكثف، مما يقلل من فعاليات أنظمة الإنذار المبكر. كما تمثل الكارثة ضربة اقتصادية قاسية لقطاع السياحة في المكسيك، حيث يتوقع أن تستغرق عملية إعادة بناء أكابولكو سنوات وتكاليف باهظة. وتظل هذه المأساة تذكيراً صارخاً بمدى ضعف المناطق الساحلية المكتظة بالسكان أمام الظواهر الجوية المتطرفة.





