الأندية السعودية تنفق 1.86 مليار دولار في 3 فترات انتقالات صيفية
كشف تقرير حديث أن الأندية السعودية ضخت استثمارات مالية ضخمة في سوق الانتقالات الدولية الصيفية على مدى السنوات الثلاث الماضية، ليتجاوز إجمالي إنفاقها 1.86 مليار دولار أمريكي. يأتي هذا الإنفاق المذهل كجزء من استراتيجية طموحة تهدف إلى رفع مستوى كرة القدم المحلية وجذب الأنظار العالمية نحو الدوري السعودي للمحترفين.

خلفية الاستثمار الكروي السعودي
بدأ هذا التوجه المالي الكبير منذ صيف عام 2023، مع إطلاق مشروع استقطاب اللاعبين الكبار الذي قادته مؤسسات استثمارية عملاقة، على رأسها صندوق الاستثمارات العامة. يهدف هذا المشروع إلى تحويل الدوري السعودي إلى واحد من أقوى الدوريات عالمياً، وذلك من خلال ضم نجوم كرة القدم العالميين البارزين.
تأتي هذه المبادرة ضمن رؤية المملكة 2030، التي تسعى إلى تنويع مصادر الدخل الوطني، تعزيز جودة الحياة، وتطوير قطاعات حيوية مثل الرياضة. وقد تم تصميم هذه الاستراتيجية لتشمل الجوانب الرياضية والاقتصادية والاجتماعية، بهدف خلق بيئة رياضية مزدهرة تجذب الاستثمارات وتولد فرصاً جديدة.
شهدت المسابقة نفسها "انفتاحاً" ملحوظاً، حيث تم تعديل بعض اللوائح وتوفير دعم مالي غير مسبوق للأندية، خاصة تلك التي أصبحت مملوكة لصندوق الاستثمارات العامة (الهلال، النصر، الاتحاد، الأهلي). وقد مكن هذا الدعم الأندية من الدخول بقوة في مفاوضات مع لاعبين كانوا في السابق خارج نطاق إمكانياتها المالية، مما أحدث تحولاً جذرياً في ديناميكية سوق الانتقالات العالمية.
تأثيرات الإنفاق الضخم على سوق الانتقالات
كان للإنفاق السعودي تأثير مضاعف على سوق الانتقالات الدولية. فبينما كان يُنظر إلى الدوري السعودي في السابق على أنه وجهة للاعبين في نهاية مسيرتهم المهنية، أصبح الآن منافساً قوياً للأندية الأوروبية الكبرى في جذب المواهب، حتى في أوج عطائها.
من أبرز الصفقات التي شهدتها هذه الفترة:
- انتقال النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى النصر، والذي كان الشرارة الأولى لتدفق النجوم.
- انضمام الفرنسي كريم بنزيما والبرازيلي نيمار جونيور إلى الاتحاد والهلال على التوالي.
- استقطاب لاعبين بارزين مثل ساديو ماني، رياض محرز، روبرتو فيرمينو، ونجولو كانتي إلى أندية مختلفة.
لم يقتصر الأمر على اللاعبين، بل امتد ليشمل المدربين ذوي الخبرة العالمية، مما رفع من جودة المنافسة التكتيكية والفنية في الدوري. وقد أدت هذه الاستثمارات إلى زيادة ملحوظة في قيمة حقوق البث التلفزيوني للدوري السعودي، واهتمام إعلامي عالمي غير مسبوق.
التقرير المالي ودلالاته
تستند هذه الأرقام إلى تقرير "ميركاتو الشرق - السعودية صيف 2025"، والذي صدر مؤخراً كجزء من سلسلة التقارير المالية الرياضية التي تنتجها صحيفة "الشرق". يحمل هذا التقرير الرقم 11 في السلسلة، مما يشير إلى منهجية مستمرة في تتبع وتحليل الأوضاع المالية للرياضة في المنطقة.
يوضح التقرير أن إجمالي الإنفاق الذي بلغ 1.86 مليار دولار يمثل مجموع ما أنفقته الأندية السعودية على صفقات ضم اللاعبين من خارج المملكة في فترات الانتقالات الصيفية الثلاث الأخيرة (على الأرجح تشمل صيف 2022، 2023، 2024 أو 2023، 2024، 2025 حسب تاريخ إصدار التقرير). هذا المبلغ يعكس حجم الالتزام المالي غير المسبوق لدعم كرة القدم السعودية.
يُعد هذا الإنفاق مؤشراً قوياً على الطموح السعودي لتثبيت مكانته كقوة كروية صاعدة، ليس فقط في آسيا ولكن على الساحة العالمية. ويتوقع الخبراء أن يستمر هذا التوجه في المدى المنظور، مع التركيز على بناء دوري مستدام وقادر على المنافسة على أعلى المستويات.
الرؤية المستقبلية والتحديات
على الرغم من النجاحات الأولية في جذب النجوم وزيادة الاهتمام بالدوري، فإن التحديات لا تزال قائمة. تشمل هذه التحديات ضمان الاستمرارية المالية، تطوير المواهب المحلية جنباً إلى جنب مع استقطاب النجوم الأجانب، وتحقيق التوازن بين الإنفاق الضخم والعائدات المستدامة.
يسعى المشروع السعودي إلى تجاوز مجرد شراء اللاعبين، ليصل إلى تطوير البنية التحتية الرياضية، وتحسين مستوى الأكاديميات، ورفع مستوى الإدارة الاحترافية للأندية. هذا الاستثمار الشامل يهدف إلى بناء منظومة كروية متكاملة قادرة على الإنتاج والتنافس على المدى الطويل.
يتابع المجتمع الرياضي العالمي عن كثب تطورات الدوري السعودي، حيث أصبحت استراتيجية المملكة في قطاع الرياضة محط أنظار الجميع، ليس فقط لضخامة الأموال، بل لما قد تحمله من تغييرات في خارطة كرة القدم العالمية.





