الأنظار تتجه نحو كأس العرب 2025 في قطر وسط ترقب لإعلان التفاصيل الرسمية
تتصاعد حالة الترقب في الأوساط الكروية العربية مع اقتراب الموعد المتوقع لإقامة النسخة الثانية من بطولة كأس العرب تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، والتي من المرجح أن تستضيفها دولة قطر مجدداً في أواخر عام 2025. ورغم عدم صدور إعلان رسمي حتى الآن يحدد تفاصيل البطولة ومواعيدها النهائية، فإن النجاح الكبير الذي حققته نسخة 2021 يغذي الآمال بعودة هذا المحفل الكروي الهام الذي يجمع منتخبات المنطقة في منافسة قوية.
خلفية البطولة والنجاح اللافت لنسخة 2021
شكلت بطولة كأس العرب التي أقيمت في قطر عام 2021 نقطة تحول تاريخية للمسابقة، حيث نُظمت للمرة الأولى تحت إشراف الفيفا بشكل كامل، مما منحها زخماً دولياً واعترافاً رسمياً. وقد اعتبرت البطولة بروفة تشغيلية ناجحة لمرافق ومنشآت كأس العالم 2022، حيث أتاحت للجنة المنظمة اختبار الملاعب والبنية التحتية والخطط اللوجستية على نطاق واسع.
شهدت البطولة مشاركة 16 منتخباً عربياً بعد مرحلة تصفيات أولية، وقدمت مستويات فنية عالية وحضوراً جماهيرياً كبيراً، خاصة في الأدوار الإقصائية. وتُوّج المنتخب الجزائري باللقب بعد فوزه في المباراة النهائية على نظيره التونسي، في نسخة تميزت بأجوائها الحماسية وتقاربها الثقافي بين الجماهير العربية التي توافدت إلى الدوحة.
التفاصيل المتوقعة للنسخة القادمة
بناءً على تصريحات سابقة لرئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، الذي أبدى رغبته في استمرارية البطولة لتصبح حدثاً منتظماً على أجندة كرة القدم الدولية، تشير التوقعات إلى أن الإعلان الرسمي عن نسخة 2025 قد يصدر في الأشهر المقبلة. من المرجح أن تحافظ البطولة على نفس الإطار الزمني، حيث تقام في شهري نوفمبر وديسمبر، مستفيدة من الأجواء المناخية المثالية في قطر خلال هذه الفترة.
أما فيما يتعلق بنظام المشاركة، فمن المتوقع أن يتبع نموذجاً مشابهاً لنسخة 2021، والذي قد يتضمن:
- تأهل مباشر للمنتخبات الأعلى تصنيفاً في تصنيف الفيفا.
- إقامة دور تمهيدي أو تصفيات للمنتخبات الأقل تصنيفاً لحسم المقاعد المتبقية.
- تقسيم المنتخبات المتأهلة إلى أربع مجموعات، يتأهل منها صاحبا المركز الأول والثاني إلى الأدوار الإقصائية.
وتعد هذه الآلية ضرورية لضمان مشاركة واسعة من مختلف أنحاء الوطن العربي مع الحفاظ على مستوى تنافسي عالٍ في النهائيات.
الأهمية المتجددة للبطولة
تكتسب بطولة كأس العرب أهمية كبرى على عدة مستويات. فعلى الصعيد الفني، توفر للمنتخبات العربية فرصة نادرة للاحتكاك والتنافس في بطولة عالية المستوى خارج إطار التصفيات القارية أو نهائيات كأس العالم. كما تمنح اللاعبين المحليين منصة لإبراز مواهبهم على الساحة الدولية.
من الناحية الإستراتيجية، تمثل البطولة استثماراً ناجحاً لدولة قطر التي تسعى لترسيخ مكانتها كعاصمة عالمية للرياضة، مستفيدة من الإرث الكبير الذي خلفه تنظيم مونديال 2022. وبالنسبة للفيفا، تساهم البطولة في تعزيز شعبيته وتفاعله مع قاعدة جماهيرية ضخمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما أنها تملأ فراغاً في روزنامة البطولات الدولية في السنوات التي لا تشهد إقامة كأس العالم أو البطولات القارية الكبرى.
وفي الختام، يبقى الجمهور الرياضي العربي في انتظار الإعلان الرسمي الذي سيحدد مصير كأس العرب 2025، مع آمال عريضة بأن تكرر البطولة نجاح نسختها السابقة وتعود لتجمع شمل العرب على المستطيل الأخضر.
