الأهلي يحقق فوزاً صعباً على إيغل نوار في الظهور الأول لـ توروب
شهدت ملاعب كرة القدم الأفريقية حدثاً رياضياً بارزاً تمثل في مواجهة فريق الأهلي المصري، أحد عمالقة القارة وأكثرها تتويجاً، لنظيره إيغل نوار البوروندي. هذه المباراة، التي كانت جزءاً من ذهاب الدور التمهيدي لبطولة دوري أبطال أفريقيا 2019-2020، أقيمت في العاشر من أغسطس لعام 2019. حملت المواجهة أهمية مضاعفة؛ إذ مثلت الظهور الرسمي الأول للمدرب الجديد للنادي الأهلي في ذلك الوقت. وعلى الرغم من أن التقارير المحلية والدولية أشارت إلى توليه المهمة تحت اسم رينيه فايلر، فإن المسمى الذي ورد في سياقات سابقة هو توروب، والذي كان نقطة اهتمام جماهيري لترقب بصماته الأولى مع الفريق.

جرت أحداث المباراة على أرض ملعب “الأمير لويس رواغاسوري” بالعاصمة البوروندية بوجومبورا. كان الأهلي يدخل اللقاء كمرشح قوي للفوز بحكم تاريخه العريق وخبرة لاعبيه في المحافل القارية. ومع ذلك، لم تكن مهمته سهلة على الإطلاق؛ فقد أظهر فريق إيغل نوار روحاً قتالية عالية وتنظيماً دفاعياً محكماً، مستفيداً من عامل الأرض والجمهور لتقديم أداء تنافسي فاجأ الكثيرين. هذا الأداء جعل الفوز الأهلي يبدو صعباً ومجهوداً كبيراً، وهو ما يعكس التحديات المتزايدة التي تواجه الأندية الكبرى في الأدوار التمهيدية للبطولات الأفريقية.
سير المباراة وأبرز الأحداث
بدأ اللقاء بحذر من الجانبين، مع محاولات متبادلة لبسط السيطرة على منطقة المناورات. الأهلي، بقيادة مدربه الجديد، سعى لفرض إيقاعه المعتاد، لكنه واجه صلابة دفاعية من الفريق البوروندي. ظلت النتيجة سلبية لفترة طويلة من الشوط الأول، مما زاد من الضغط على لاعبي الأهلي لإيجاد ثغرات في دفاع الخصم. جاء الانفراج في الوقت المناسب ليتمكن الأهلي من تسجيل هدفه الأول قبل نهاية الشوط.
- تقدم الأهلي: سجل الظهير الأيسر التونسي علي معلول الهدف الأول للأهلي من ركلة جزاء حاسمة، مما منح فريقه دفعة معنوية كبيرة.
- تعزيز التقدم: في الشوط الثاني، عزز لاعب خط الوسط حمدي فتحي تقدم الأهلي بتسجيل الهدف الثاني، ليمنح فريقه هامش أمان مؤقتاً.
- رد إيغل نوار: لم يستسلم الفريق البوروندي، وتمكن من تقليص الفارق عن طريق لاعبه إلفيس نغنداكومانا، الذي سجل هدفاً أضفى المزيد من الإثارة على الدقائق الأخيرة من المباراة. هذا الهدف جعل الأهلي ينهي اللقاء بفوز صعب بنتيجة هدفين مقابل هدف وحيد.
الأهمية والتداعيات الفنية
تكمن أهمية هذه المباراة في كونها الاختبار الحقيقي الأول للمدرب الجديد (رينيه فايلر). كان الجميع يترقب كيف سيتعامل مع الضغوط الأفريقية وكيف ستظهر بصماته التكتيكية على أداء الفريق. الفوز الصعب، وإن لم يكن مقنعاً بالكامل على الصعيد الفني، إلا أنه كان مهماً للغاية لتحقيق هدف التأهل وبناء الثقة في بداية مشوار طويل ومليء بالتحديات. كما أظهرت المباراة أن الأهلي لا يزال يمتلك القدرة على تحقيق الفوز في الظروف الصعبة، وهو ما يعتبر سمة أساسية لأي فريق يطمح للفوز بلقب قاري.
من جانب آخر، قدم فريق إيغل نوار أداءً مشرفاً، مما يعكس تطوراً ملحوظاً في كرة القدم الأفريقية، حيث لم تعد الفرق الصغيرة صيداً سهلاً للكبار. هذا الأداء، على الرغم من الخسارة، ترك انطباعاً إيجابياً حول قدرة الفريق البوروندي على التنافس.
ما بعد المباراة: طريق نحو اللقب
على الرغم من الصعوبات التي واجهها الأهلي في مباراة الذهاب، إلا أنه تمكن من تأكيد تفوقه بشكل قاطع في لقاء الإياب الذي أقيم في القاهرة. في مباراة العودة، قدم الأهلي أداءً هجومياً قوياً وحقق فوزاً كبيراً بنتيجة أربعة أهداف نظيفة، ليتأهل بذلك بمجموع المباراتين (6-1) إلى الدور التالي من البطولة. هذا الأداء القوي في الإياب خفف من حدة القلق الذي قد يكون تولد بعد مباراة الذهاب الصعبة، وأكد على قدرة الفريق على التكيف والتحسن تحت قيادة المدرب الجديد. المضي قدماً في البطولة، واصل الأهلي مسيرته بنجاح باهر حتى توج بلقب دوري أبطال أفريقيا في تلك النسخة، محققاً لقبه التاسع في تاريخه، ليؤكد هيمنته الأفريقية. كانت تلك البداية الصعبة أمام إيغل نوار مجرد عقبة أولى تم تجاوزها بنجاح، وساهمت في صقل شخصية الفريق على طريق تحقيق المجد القاري.





