الأهلي يرفع شكوى رسمية ضد الحكم السنغالي بعد مباراة دوري أبطال إفريقيا
تقدم النادي الأهلي المصري بشكوى رسمية إلى الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) ضد الحكم السنغالي عيسى سي، الذي أدار مباراة ذهاب الدور ربع النهائي من بطولة دوري أبطال إفريقيا أمام نادي سيمبا التنزاني. جاءت هذه الشكوى، التي صدرت في 30 مارس 2024، في أعقاب المباراة التي أقيمت يوم الجمعة، 29 مارس 2024، على ملعب بنجامين مكابا الوطني في دار السلام بتنزانيا. أعرب الأهلي في شكواه عن استيائه الشديد من الأداء التحكيمي للحكم السنغالي، مشيرًا إلى سلسلة من الأخطاء والقرارات التي يرى أنها أثرت بشكل مباشر على مجريات اللقاء.

الخلفية والأحداث الرئيسية للمباراة
تعتبر مباراة الذهاب في الدور ربع النهائي من دوري أبطال إفريقيا ذات أهمية بالغة، حيث تحدد جزئيًا مسار الفريقين في البطولة الأغلى على مستوى الأندية في القارة السمراء. فاز الأهلي بالمباراة بنتيجة هدف دون رد، سجله اللاعب أحمد نبيل كوكا، ما منحه أفضلية نسبية قبل مباراة الإياب في القاهرة. ومع ذلك، لم يمر أداء الحكم عيسى سي دون جدل. شهد اللقاء العديد من اللحظات التي اعتبرها مسؤولو الأهلي والجهاز الفني مثيرة للريبة، وشملت عدم احتساب أخطاء واضحة لصالح لاعبي الأهلي، وتجاهل بعض التدخلات القوية من جانب لاعبي سيمبا، بالإضافة إلى التعامل المتساهل مع إضاعة الوقت من الفريق المضيف. الأهلي، بصفته حامل اللقب ووصيف النسخة الماضية وأكثر الأندية تتويجًا بالبطولة، يحمل على عاتقه مسؤولية كبيرة في الدفاع عن حقوقه وحماية سمعة المسابقة، مما يجعل أي قرار تحكيمي مثير للجدل محل تدقيق شديد. هذه الحادثة تأتي لتلقي بظلالها على استعدادات الفريق لمباراة الإياب الحاسمة.
تفاصيل الشكوى ومبرراتها
تضمنت الشكوى الرسمية المقدمة من النادي الأهلي تفصيلاً للعديد من الأخطاء التي ارتكبها الحكم عيسى سي. وقد ركزت إدارة الأهلي على النقاط التالية كمبررات لشكواها:
- عدم احتساب ركلات جزاء واضحة: أشار الأهلي إلى وجود أكثر من حالة تستوجب احتساب ركلة جزاء لصالحه تم تجاهلها من قبل الحكم.
- تجاهل الأخطاء العنيفة: لوحظ تغاضي الحكم عن بعض الأخطاء القوية والمتهورة من لاعبي سيمبا، والتي كان يمكن أن تستوجب بطاقات صفراء أو حمراء.
- التساهل مع إهدار الوقت: تم الإشارة إلى عدم تعامل الحكم بحزم مع محاولات لاعبي سيمبا لإضاعة الوقت، خاصة في الشوط الثاني من المباراة.
- فقدان السيطرة على المباراة: عبر الأهلي عن أن الحكم لم يتمكن من فرض سيطرته الكاملة على مجريات اللعب، مما أثر على عدالة المنافسة.
- عدم اللجوء لتقنية الفيديو (VAR): في بعض الحالات، لم يقم الحكم بالاستعانة بتقنية حكم الفيديو المساعد (VAR) لمراجعة قراراته المثيرة للجدل، على الرغم من توفرها في المباراة.
يهدف الأهلي من خلال هذه الشكوى إلى حماية حقوقه وضمان تطبيق مبادئ اللعب النظيف، وإرسال رسالة واضحة بضرورة تحسين مستوى التحكيم في المسابقات القارية.
ردود الفعل والتداعيات المحتملة
من المتوقع أن يقوم الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) بمراجعة الشكوى المقدمة من النادي الأهلي عبر لجنته الانضباطية. عادة ما تتراوح نتائج مثل هذه الشكاوى بين رفض الشكوى، أو توجيه توبيخ للحكم، أو حتى إيقافه لفترة معينة، اعتمادًا على مدى جسامة الأخطاء التي يثبت ارتكابها. ومن النادر أن تؤدي الشكاوى إلى تغيير نتائج المباريات، إلا في حالات التلاعب الواضح أو الخروقات الفادحة التي تتجاوز الأخطاء البشرية العادية. لاقت الشكوى اهتمامًا واسعًا في الأوساط الإعلامية والجماهيرية، حيث عبر العديد من المحللين الرياضيين عن تضامنهم مع موقف الأهلي، مؤكدين على أهمية التحكيم العادل في البطولات القارية. تسلط هذه الواقعة الضوء مرة أخرى على الجدل الدائر حول مستوى التحكيم في القارة السمراء، والحاجة الملحة لتطويره ليتناسب مع التطور المتسارع للعبة.
أهمية القضية وتأثيرها على كرة القدم الإفريقية
لا تقتصر أهمية شكوى الأهلي على تأثيرها المحتمل على مسار الحكم السنغالي عيسى سي فحسب، بل تمتد لتشمل النقاش الأوسع حول جودة التحكيم في بطولات كاف. يعتبر الأهلي، بصفته أحد أبرز الأندية وأكثرها تتويجًا في إفريقيا، صوته مؤثراً في الساحة الكروية. فمثل هذه الشكاوى تضغط على الاتحاد الإفريقي لاتخاذ خطوات جدية نحو تحسين كفاءة الحكام وتطبيق المعايير الدولية.
تساهم مثل هذه الأحداث في زيادة الوعي بأهمية الاستثمار في تدريب الحكام وتطويرهم، وكذلك الاستخدام الأمثل لتقنيات مثل VAR لضمان عدالة المنافسة. إن الحفاظ على نزاهة المباريات هو حجر الزاوية في بناء الثقة بين الأندية والجماهير والاتحادات الكروية، وهو ما تسعى إليه الشكوى الرسمية من النادي الأهلي.





