الأهلي يفرط في نقطتين ثمينتين بتعادل سلبي أمام الشباب في دوري روشن
في مواجهة اتسمت بالحماس والإثارة التكتيكية ضمن منافسات دوري روشن السعودي للمحترفين، فرّط النادي الأهلي في فرصة تحقيق فوز مهم واكتفى بالتعادل السلبي بدون أهداف أمام ضيفه نادي الشباب. أقيمت المباراة مؤخراً على أرضية ملعب الأمير عبد الله الفيصل بجدة، وشهدت سيطرة شبه كاملة من أصحاب الأرض، لكنها اصطدمت بتنظيم دفاعي محكم من لاعبي "الليث الأبيض" وبراعة حارس مرماهم.

تفاصيل المباراة وأبرز أحداثها
بدأ الأهلي اللقاء بضغط هجومي مكثف منذ الدقائق الأولى، معتمداً على تحركات ثلاثيه الهجومي المكون من النجم الجزائري رياض محرز، والبرازيلي روبرتو فيرمينو، والفرنسي آلان سان ماكسيمان. استحوذ الفريق الأهلاوي على الكرة في معظم فترات الشوط الأول، محاولاً اختراق الدفاعات الشبابية المنظمة التي قادها المدرب إيغور بيسكان بفعالية كبيرة. ورغم الفرص العديدة التي أتيحت للأهلي، فإن اللمسة الأخيرة غابت عن لاعبيه، مما أبقى الشباك نظيفة.
من أبرز لحظات المباراة كانت في الشوط الثاني، حيث ظن الأهلاويون أنهم نجحوا في فك شفرة الدفاعات الشبابية عندما تمكن لاعب الوسط الإيفواري فرانك كيسييه من تسجيل هدف. لكن فرحة الجماهير لم تدم طويلاً، حيث تدخلت تقنية الفيديو المساعد (VAR) وألغت الهدف بداعي وجود تسلل في بداية اللعبة، لتعود المباراة إلى نقطة الصفر.
- سيطرة أهلاوية: سيطر الأهلي على مجريات اللعب بنسبة استحواذ عالية، لكنه عجز عن ترجمة هذه السيطرة إلى أهداف حقيقية.
- صلابة دفاعية للشباب: قدم فريق الشباب أداءً دفاعياً قوياً ومنظماً، ونجح في إغلاق المساحات أمام هجوم الأهلي.
- تألق حراس المرمى: برز حارس مرمى الشباب، الكوري الجنوبي كيم سيونغ-غيو، في التصدي لعدة محاولات خطيرة، بينما لم يختبر حارس الأهلي، السنغالي إدوارد ميندي، بشكل كبير نظراً لقلة هجمات الشباب.
- هدف ملغي: شكل قرار إلغاء هدف كيسييه نقطة تحول في المباراة، حيث زاد من إحباط لاعبي الأهلي وجماهيرهم.
التأثير على ترتيب الدوري
يمثل هذا التعادل نتيجة محبطة للنادي الأهلي في مسعاه للمنافسة على صدارة الدوري. فقدان نقطتين على أرضه وأمام جماهيره يزيد من صعوبة مهمته في اللحاق بفرق المقدمة، خاصة في ظل المنافسة الشديدة هذا الموسم. يُنظر إلى النتيجة على أنها خطوة إلى الوراء بالنسبة لفريق المدرب ماتياس يايسله، الذي كان يأمل في مواصلة سلسلة الانتصارات.
على الجانب الآخر، تعتبر النقطة التي حصل عليها نادي الشباب ثمينة للغاية. فالخروج بنتيجة إيجابية من ملعب صعب وأمام خصم يمتلك كوكبة من النجوم العالميين يعد نجاحاً للفريق ويساهم في تعزيز موقعه في وسط جدول الترتيب، ويمنحه دفعة معنوية كبيرة للمباريات القادمة.
خلفية وأهمية المواجهة
تاريخياً، تحمل مواجهات الأهلي والشباب طابعاً خاصاً وتعتبر من "الكلاسيكيات" في الكرة السعودية. ودخل الأهلي المباراة وهو في وضع فني ومعنوي أفضل نسبياً، مدعوماً بصفقاته العالمية الكبرى خلال فترة الانتقالات الصيفية، بينما يسعى الشباب إلى استعادة توازنه وتقديم أداء يليق بتاريخه. النتيجة تعكس الواقع التكتيكي للمباراة، حيث نجح تكتيك الشباب الدفاعي في تحييد القوة الهجومية الضاربة للأهلي، مما يطرح تساؤلات حول حاجة الفريق الأهلاوي لإيجاد حلول هجومية متنوعة عند مواجهة فرق تعتمد على التكتلات الدفاعية.





