الأهلي يقترب من إتمام صفقة شتوية كبرى بعد تخفيض المطالب المالية
في تطورات حاسمة شهدتها الساعات الماضية، يقترب النادي الأهلي المصري بشكل كبير من حسم صفقة انتقال لاعب الوسط الدولي التونسي سامي العبيدي من صفوف نادي الوداد الرياضي المغربي. يأتي هذا التقدم الملفت بعد موافقة إدارة الوداد على تخفيض المقابل المادي المطلوب للتخلي عن خدمات اللاعب، مما يمهد الطريق أمام الأهلي لتعزيز صفوفه بلاعب محوري ذي خبرة دولية واسعة قبل إغلاق نافذة الانتقالات الشتوية. تُعد هذه الصفقة، في حال إتمامها، إضافة قوية للفريق الأحمر الذي يسعى لتدعيم قدراته للمنافسة على الألقاب المحلية والقارية.

الخلفية وأهمية الصفقة
يمر النادي الأهلي بفترة حافلة بالمنافسات على مختلف الجبهات، حيث يسعى جاهداً للحفاظ على صدارته في الدوري المصري الممتاز والتقدم بثبات في مسابقة دوري أبطال أفريقيا. وعلى الرغم من الأداء الجيد للفريق بشكل عام، فقد أظهرت بعض المباريات الحاجة الملحة لتعزيزات في خط الوسط، خاصة مع الضغط المتواصل للمباريات وتتابع الإصابات المحتملة والإرهاق الذي قد يطال اللاعبين الأساسيين. لطالما كانت فترة الانتقالات الشتوية فرصة ذهبية للأندية لتصحيح الأخطاء وتدعيم النقاط الضعف، والأهلي، بقيادته الفنية، يدرك تماماً أهمية استغلال هذه النافذة لتحقيق أهدافه الطموحة للموسم الحالي. تأتي أهمية التعاقد مع لاعب بحجم سامي العبيدي لتقديم حلول إضافية في بناء الهجمات، والتحكم بإيقاع اللعب، فضلاً عن قدراته الدفاعية المميزة التي ستوفر توازناً أكبر في وسط الميدان.
تفاصيل المفاوضات والتطورات الأخيرة
بدأت المفاوضات بين النادي الأهلي وإدارة الوداد الرياضي منذ أسابيع عدة، حيث أبدى الأهلي رغبة قوية في ضم سامي العبيدي، الذي تألق بشكل لافت مع فريقه في المواسم الأخيرة، وقدم مستويات ثابتة أهلته ليكون أحد أبرز اللاعبين في مركزه بالقارة السمراء. في البداية، قوبلت مطالب الوداد المالية بمبلغ 3 ملايين دولار ببعض التحفظ من جانب الأهلي، الذي رأى أن المبلغ مرتفع نسبياً بالنظر إلى الوضع الاقتصادي الراهن وقرب انتهاء عقد اللاعب خلال عام ونصف. استمرت جولات التفاوض المكثفة التي قادها مدير التعاقدات بالأهلي، أمير توفيق، بتوجيهات مباشرة من محمود الخطيب، رئيس النادي. تميزت هذه المفاوضات بالمرونة من الجانبين، ورغبة اللاعب الواضحة في الانضمام إلى القلعة الحمراء، وهو ما لعب دوراً محورياً في تقريب وجهات النظر. في نهاية المطاف، وبعد مداولات استمرت لساعات طويلة، وافقت إدارة الوداد على تخفيض المقابل المادي إلى مبلغ يقارب 2.2 مليون دولار، بالإضافة إلى بعض الحوافز المرتبطة بالأداء والمشاركات. هذا التخفيض، الذي يقارب 25% من المطالب الأولية، يمثل نقطة تحول حاسمة في الصفقة، ووفقاً لمصادر مقربة من الناديين، فإنه من المتوقع أن يخضع العبيدي للفحص الطبي خلال الأيام القليلة القادمة قبل التوقيع الرسمي على العقود التي ستمتد لأربعة مواسم.
تأثير الصفقة المتوقع على أداء الأهلي
من المتوقع أن يترك وصول سامي العبيدي بصمته الواضحة على أداء النادي الأهلي فور انضمامه. يتميز العبيدي بقدرته على اللعب في عدة مراكز بوسط الملعب، سواء كلاعب ارتكاز دفاعي (محور) أو كلاعب وسط محوري box-to-box، مما يمنح المدرب مارسيل كولر خيارات تكتيكية متعددة. تُعرف عنه دقة تمريراته، وقوته في استخلاص الكرات، ورؤيته الثاقبة في بناء الهجمات من الخلف. هذه الخصائص ستضيف عمقاً كبيراً لخط وسط الأهلي الذي يضم بالفعل لاعبين مميزين. سيؤدي هذا التعاقد إلى زيادة المنافسة الإيجابية بين اللاعبين، مما سيرفع من مستوى الأداء العام للفريق. كما أن خبرته الكبيرة في البطولات الأفريقية مع الوداد ستكون عاملاً مهماً في مسيرة الأهلي بدوري أبطال أفريقيا، حيث سيقدم إضافة نوعية في المباريات الكبيرة التي تتطلب الخبرة والهدوء تحت الضغط. سيكون العبيدي بمثابة رئة إضافية لوسط الملعب، قادراً على تغطية مساحات واسعة والمساهمة في الشقين الدفاعي والهجومي.
التحديات المتبقية
على الرغم من التقدم الكبير الذي أحرزه الأهلي في مفاوضات ضم سامي العبيدي، إلا أن هناك بعض الإجراءات الروتينية التي يجب استكمالها قبل الإعلان الرسمي عن الصفقة. تشمل هذه الإجراءات اجتياز اللاعب للفحص الطبي بنجاح، وهو أمر حيوي لضمان جاهزيته البدنية. بعد ذلك، سيتم توقيع العقود النهائية بين اللاعب والنادي، تليها إجراءات تسجيله في قوائم الفريق لدى الاتحاد المصري لكرة القدم والاتحاد الأفريقي للكرة، ليكون مؤهلاً للمشاركة في المباريات المحلية والقارية. عملية تأقلم اللاعب مع أجواء الفريق الجديد والاندماج مع زملائه والتكتيكات الفنية للمدرب تمثل تحدياً آخر، وإن كان اللاعبون الكبار عادة ما يتجاوزون هذه المرحلة بسرعة بفضل خبرتهم الاحترافية. يحرص النادي الأهلي دائماً على توفير كل سبل الراحة والاندماج للاعبين الجدد لضمان تحقيق أقصى استفادة منهم في أقصر وقت ممكن.
بهذا التطور، يؤكد النادي الأهلي على استراتيجيته الواضحة في تعزيز صفوفه بعناصر قادرة على إحداث الفارق، في إطار سعيه الدائم نحو التتويج بالبطولات ومواصلة هيمنته على كرة القدم الأفريقية والمصرية. يُنظر إلى هذه الصفقة، التي طال انتظارها، على أنها خطوة هامة نحو تحقيق الأهداف الطموحة للموسم، وتُعبر عن جدية الإدارة في تلبية احتياجات الجهاز الفني وتوفير كل ما يلزم لضمان استمرارية النجاح.





