الأهلي يكرم حسن شحاتة بقميص يحمل اسمه ورقمه.. كواليس الزيارة التاريخية
في لفتة طيبة تعكس الروح الرياضية والقيم الأصيلة لكرة القدم المصرية، قام وفد رفيع المستوى من النادي الأهلي بزيارة للمدرب الوطني الكبير وأسطورة كرة القدم المصرية، حسن شحاتة. جاءت هذه الزيارة التي تمت في منتصف شهر نوفمبر من عام 2023، لتكريم "المعلم" بمناسبة عيد ميلاده السابع والسبعين، والاحتفاء بمسيرته الحافلة بالإنجازات والعطاء للكرة المصرية. وشهدت الزيارة تقديم قميص النادي الأهلي الرسمي له، يحمل اسمه ورقمه الخاص، في بادرة حظيت بترحيب واسع في الأوساط الرياضية.

تفاصيل الزيارة وتكريم الأسطورة
ترأس وفد النادي الأهلي رئيس النادي الأسطوري محمود الخطيب، وضمت الزيارة كلًا من أمين الصندوق خالد مرتجي وعضو مجلس الإدارة حسام غالي. وقد توجه الوفد إلى منزل الكابتن حسن شحاتة، حيث تبادلوا الأحاديث الودية واستعرضوا ذكريات كرة القدم المصرية. خلال الزيارة، قدم الخطيب وشحاتة قميص النادي الأهلي الذي حمل اسم "حسن شحاتة" ورقم 77، وهو الرقم الذي يرمز إلى عمر "المعلم" في تلك المناسبة. وقد أعرب الوفد عن تقدير النادي الأهلي الكبير لمسيرة شحاتة الحافلة، سواء كلاعب أو كمدرب، وإسهاماته التي لا تُنسى في رفع راية الكرة المصرية.
من جانبه، عبر الكابتن حسن شحاتة عن سعادته البالغة وامتنانه العميق لهذه الزيارة الكريمة من قيادات النادي الأهلي. وأكد "المعلم" أن هذه اللفتة تؤكد على عمق الروابط والعلاقات الطيبة التي تجمع أبناء الكرة المصرية، وتتجاوز انتماءات الأندية. وقد أشاد شحاتة بشخصية محمود الخطيب، واصفًا إياه بأنه قيمة وقامة رياضية كبيرة، ومؤكدًا على أن مثل هذه الزيارات تعزز من قيم الاحترام المتبادل والمودة في المشهد الرياضي المصري ككل.
خلفية تاريخية وأهمية الحدث
تكتسب هذه الزيارة أهمية خاصة نظرًا للمكانة التاريخية لكل من حسن شحاتة والنادي الأهلي. يُعد حسن شحاتة أحد أبرز رموز نادي الزمالك كلاعب، حيث حقق معه العديد من البطولات والألقاب، واعتُبر أحد أبرز المهاجمين في تاريخ النادي والكرة المصرية. ولكن إرثه الأكبر جاء كمدرب للمنتخب المصري، حيث قاد الفراعنة لإنجاز غير مسبوق بالفوز بثلاثة ألقاب متتالية لكأس الأمم الأفريقية أعوام 2006، 2008، و2010، مما جعله أيقونة وطنية لا يختلف عليها اثنان. وفي المقابل، يمثل النادي الأهلي أحد قطبي الكرة المصرية والعربية والأفريقية، ويترأسه محمود الخطيب، الأسطورة الكروية الذي يُعد رمزًا للأهلي والكرة المصرية.
غالبًا ما تتسم العلاقة بين جماهير ورموز قطبي الكرة المصرية، الأهلي والزمالك، بالتنافس الشديد والندية، التي قد تصل في بعض الأحيان إلى حد التوتر. لذا، فإن قيام وفد من النادي الأهلي، وعلى رأسه رئيسه الأسطوري، بزيارة تكريمية لرمز من رموز الزمالك بحجم حسن شحاتة، يُعد رسالة قوية ومهمة. إنها رسالة تؤكد على أن الإنجازات الوطنية والقامات الكروية التي خدمت مصر هي ملك للجميع، وتستحق التقدير والاحترام بغض النظر عن الانتماءات اللونية. هذه اللفتة تعزز من قيم الوحدة والتقدير المتبادل، وتساهم في تخفيف حدة التعصب الرياضي.
ردود الأفعال والرسائل الموجهة
لاقت الزيارة أصداء إيجابية واسعة النطاق في الأوساط الرياضية والإعلامية والشعبية. تناقلت وسائل الإعلام المصرية والعربية تفاصيل الزيارة باهتمام بالغ، وأشادت معظم التعليقات بالروح الرياضية العالية التي أظهرها النادي الأهلي. عبّر مشجعو الناديين، وحتى الجماهير المحايدة، عن سعادتهم بمثل هذه المبادرات التي تعلي من شأن الأخلاق الرياضية وتذكر بقيم التسامح والمودة.
لقد أراد النادي الأهلي من خلال هذه الزيارة أن يوجه رسالة واضحة مفادها أن تكريم الرموز الوطنية يمثل جزءًا لا يتجزأ من رسالة الأندية الكبرى. كما أنها تؤكد على أن الرياضة هي وسيلة للتقارب والتآلف وليس للفرقة. هذه المبادرة ليست مجرد زيارة بروتوكولية، بل هي تأكيد على مكانة حسن شحاتة كقامة كروية وطنية، وتقديراً لمسيرته الحافلة التي أثرت كرة القدم المصرية على مدى عقود. إنها دعوة ضمنية لجميع مكونات المنظومة الكروية لتبني قيم الاحترام والتقدير المتبادل، والتركيز على ما يجمع بدلاً من ما يفرق.
تختتم هذه الزيارة صفحة أخرى من صفحات التقدير المتبادل بين كبار القوم في الكرة المصرية، وتؤكد أن الأساطير الحقيقية تتجاوز انتماءات الأندية لتصبح ملكًا لكل الوطن ومصدر فخر واعتزاز لجميع المصريين. مثل هذه المبادرات تساهم في إثراء المشهد الرياضي وتمنح الأجيال الجديدة قدوة في الاحترام والتقدير للعمالقة الذين صنعوا تاريخ الكرة المصرية.





