الأهلي يوجه خطابًا رسميًا إلى المصري البورسعيدي بشأن ترتيبات المباريات الأمنية
في تطور جديد يعكس العلاقة التاريخية المعقدة بين قطبي الكرة المصرية، النادي الأهلي والمصري البورسعيدي، أرسل النادي الأهلي خطابًا رسميًا إلى نظيره المصري البورسعيدي في وقت مبكر من الأسبوع الجاري. يهدف الخطاب إلى التأكيد على مجموعة من المطالب والتحفظات المتعلقة بالترتيبات الأمنية والتنظيمية للمواجهات المرتقبة بين الفريقين في البطولات المحلية. تأتي هذه الخطوة في سياق حرص النادي الأهلي على ضمان سلامة لاعبيه وجماهيره وبعثاته الرسمية، مستذكرًا الأحداث المؤسفة التي طالما شابت لقاءات الفريقين.

لطالما اتسمت مباريات الأهلي والمصري البورسعيدي بحساسية خاصة، تجاوزت مجرد المنافسة الرياضية لتشمل أبعادًا تاريخية وجماهيرية عميقة. تعود جذور هذه الحساسية إلى عقود مضت، وتصاعدت بشكل درامي بعد أحداث مجزرة بورسعيد عام 2012 التي راح ضحيتها العشرات من مشجعي الأهلي. منذ ذلك الحين، أصبحت قضايا الأمن والتنظيم للمباريات بين الناديين أولوية قصوى، وغالبًا ما تقام مبارياتهما في ملاعب محايدة أو بضوابط أمنية مشددة للغاية.
خلفية الخطاب ودوافعه
يأتي هذا الخطاب الرسمي للأهلي بعد فترة من الترقب وبعد جدولة بعض المباريات المقبلة بين الفريقين. وفقًا للمصادر القريبة من النادي، فإن الخطاب يتضمن عدة نقاط رئيسية تعكس مخاوف الأهلي وتوقعاته بخصوص التنظيم الأمني. من أبرز هذه النقاط:
- المطالبة بضمانات أمنية مشددة: يؤكد الخطاب على ضرورة توفير أعلى مستويات التأمين للبعثة الرسمية للنادي الأهلي، بما في ذلك اللاعبين والجهاز الفني والإداري، وضرورة تأمين طريق الوصول والمغادرة من وإلى الملعب، بالإضافة إلى تأمين غرف الملابس ومناطق الإحماء.
- تحديد الملاعب: يطالب الأهلي بضرورة إقامة المباريات في ملاعب تستوفي جميع الشروط الأمنية والتنظيمية التي تضمن سلامة الجميع، مع تفضيل الملاعب التي سبق لها استضافة مباريات حساسة بكفاءة.
- تنظيم حضور الجماهير: يشير الخطاب إلى أهمية وضع آليات واضحة وصارمة لتنظيم دخول الجماهير وخروجها، ومنع أي تجاوزات قد تحدث في المدرجات، بما في ذلك استخدام الألعاب النارية أو الهتافات المسيئة.
- التنسيق المباشر: يطلب الأهلي تفعيل قنوات تنسيق مباشرة وفعالة بين إدارتي الناديين، ومع الجهات الأمنية والاتحاد المصري لكرة القدم، لضمان سير الأمور بسلاسة وتجنب أي مفاجآت.
هذه المطالب ليست جديدة في سياق العلاقة بين الناديين، بل هي تأكيد على مبادئ ثابتة يرى الأهلي أنها ضرورية للحفاظ على الأجواء الرياضية بعيدًا عن أي توترات قد تهدد سلامة المشاركين.
تداعيات الخطاب وأهميته
يمثل هذا الخطاب أهمية كبيرة لعدة أسباب:
أولًا، يؤكد على أن قضية الأمن وسلامة البعثات ليست مجرد تفصيلات هامشية، بل هي جزء لا يتجزأ من أي حدث رياضي، خاصة في مباريات حساسة كتلك التي تجمع بين الأهلي والمصري. ثانيًا، يضع الخطاب الكرة في ملعب النادي المصري البورسعيدي والجهات المنظمة، مطالبًا إياهم باتخاذ إجراءات ملموسة وواضحة للاستجابة لهذه المخاوف. ثالثًا، يعكس الخطاب سعي الأهلي للحفاظ على حقوقه ومكانته كنادٍ كبير يمتلك قاعدة جماهيرية واسعة وتاريخًا عريقًا، مع التأكيد على أنه لن يتهاون في حماية لاعبيه وجماهيره.
من المتوقع أن يتبع هذا الخطاب نقاشات مكثفة بين الأطراف المعنية – الأهلي والمصري، والاتحاد المصري لكرة القدم، والجهات الأمنية – للتوصل إلى حلول وتفاهمات تضمن خوض المباريات القادمة في أجواء آمنة ومناسبة. قد يؤدي ذلك إلى تعديلات في أماكن إقامة بعض المباريات أو تشديد الإجراءات الأمنية بشكل غير مسبوق، بهدف منع تكرار أي حوادث مؤسفة ولضمان أن يكون التركيز الوحيد على المنافسة الشريفة داخل المستطيل الأخضر.
في النهاية، تسلط هذه المراسلات الرسمية الضوء مرة أخرى على ضرورة التعامل بحكمة ومسؤولية مع التحديات الأمنية والتنظيمية في كرة القدم المصرية، وخاصة عندما يتعلق الأمر بمباريات ذات حساسية خاصة مثل لقاءات الأهلي والمصري البورسعيدي، لضمان أن تبقى الروح الرياضية هي السائدة فوق أي اعتبارات أخرى.




