الأهلي يوضح أسباب انسحابه من القمة: تجاهل المطالب ومخالفة اللوائح
أعلن النادي الأهلي المصري بشكل رسمي عن انسحابه من مباراة القمة التي كانت مقررة ضد غريمه التقليدي نادي الزمالك يوم الثلاثاء، 25 يونيو 2024، ضمن منافسات الدوري المصري الممتاز. جاء القرار بعد اجتماع لمجلس إدارة النادي برئاسة محمود الخطيب، حيث أكد النادي في بيان رسمي أن قراره نهائي ويأتي نتيجة عدم تلبية مطالبه التي تم تقديمها سابقًا إلى رابطة الأندية المصرية المحترفة، والتي يعتبرها النادي ضرورية لضمان مبدأ تكافؤ الفرص ونزاهة المنافسة.

خلفية الأزمة ومطالب الأهلي
بدأت الأزمة تتصاعد عقب مباراة الأهلي مع نادي فاركو، حيث عبر النادي عن استيائه الشديد من الأخطاء التحكيمية المتكررة وسوء تنظيم جدول مباريات الدوري. وعلى إثر ذلك، أصدر الأهلي بيانًا رسميًا حدد فيه أربعة مطالب أساسية كشرط لاستكمال مشاركته في مباريات الدوري، مؤكدًا أنه لن يخوض أي مباراة في الدور الثاني قبل أن تستكمل جميع الفرق الأخرى مبارياتها المؤجلة من الدور الأول.
تلخصت مطالب النادي الأهلي في النقاط التالية:
- استكمال مباريات الدور الأول: إصرار النادي على ضرورة لعب جميع الفرق لمبارياتها المؤجلة من الدور الأول أولًا، وذلك لضمان تحقيق العدالة وتكافؤ الفرص بين جميع الأندية المتنافسة.
- جدول زمني محدد: المطالبة بإعلان جدول كامل ومحدد للمباريات المتبقية في الدوري حتى نهاية الموسم، وتحديد مواعيد دقيقة وثابتة لها.
- التحقيق في الأخطاء التحكيمية: دعوة لجنة الحكام إلى التحقيق في الأخطاء التي اعتبرها النادي مؤثرة في نتائج مبارياته الأخيرة، واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم تكرارها.
- لجنة محايدة لإدارة المسابقة: تشكيل لجنة محايدة من خارج رابطة الأندية واتحاد الكرة لإدارة المباريات المتبقية من عمر الدوري، بهدف ضمان نزاهة المنافسة.
أسباب الانسحاب الرسمية
أرجع مجلس إدارة الأهلي قراره بالانسحاب إلى سببين رئيسيين تم التلميح إليهما في وسائل الإعلام بعبارات مثل "عدم الرد" و"لائحة لم تطبق". فعليًا، شعر النادي بأن رابطة الأندية المصرية المحترفة لم تتعامل بجدية مع مطالبه المشروعة ولم تقدم ردًا شافيًا أو حلولًا عملية للأزمة. واعتبر الأهلي أن تجاهل هذه المطالب يمثل استمرارًا لحالة الفوضى الإدارية التي تؤثر سلبًا على المسابقة.
أما فيما يخص "اللائحة التي لم تطبق"، فقد أشار النادي إلى أن عدم الالتزام بالترتيب الطبيعي للمباريات ولعب المؤجلات أولًا يعد خرقًا لمبدأ العدالة الرياضية واللوائح التنظيمية التي يجب أن تحكم المسابقة. وأكد الأهلي أن موقفه لا يستهدف نادي الزمالك، بل هو احتجاج على المنظومة ككل، ويهدف إلى إصلاح المشاكل الهيكلية التي تعاني منها إدارة الكرة المصرية.
العقوبات ورد فعل رابطة الأندية
عقب إعلان الأهلي انسحابه رسميًا، تصرفت رابطة الأندية وفقًا للوائح المنظمة للمسابقة. وبناءً على المادة 51 من لائحة العقوبات، قررت الرابطة اعتبار النادي الأهلي منسحبًا من المباراة، مما ترتب عليه مجموعة من العقوبات الصارمة.
شملت القرارات الرسمية ما يلي:
- اعتبار نادي الزمالك فائزًا في المباراة بنتيجة 2-0.
- خصم ثلاث نقاط إضافية من رصيد النادي الأهلي في نهاية الموسم الحالي.
- توقيع غرامة مالية على النادي الأهلي.
- إعادة النظر في ترتيب ومشاركة الفرق في البطولات الإفريقية بناءً على النتائج الجديدة.
وقد حضر فريق الزمالك وطاقم التحكيم إلى ملعب المباراة في الموعد المحدد، وانتظروا المدة القانونية قبل أن يعلن الحكم نهاية المباراة رسميًا بفوز الزمالك اعتباريًا.
تأثير الأزمة على الكرة المصرية
يمثل انسحاب الأهلي من مباراة القمة حدثًا فارقًا في موسم الدوري المصري، حيث يسلط الضوء على عمق الأزمات الإدارية والتنظيمية التي تواجهها الكرة المصرية منذ سنوات. وقد أثارت هذه القضية جدلًا واسعًا في الأوساط الرياضية والإعلامية، بين مؤيد لموقف الأهلي الذي يطالب بالإصلاح، ومعارض يرى أن الانسحاب يضر بصورة وسمعة الدوري. وتفتح هذه الأزمة الباب أمام نقاشات ضرورية حول مستقبل إدارة المسابقات المحلية وسبل تطويرها لضمان الشفافية والعدالة لجميع الأندية المشاركة.





