الاتحاد التنزاني لكرة القدم يقيل المدرب حميد سليمان قبيل كأس الأمم الأفريقية
أعلن الاتحاد التنزاني لكرة القدم (TFF) اليوم عن قرار مفاجئ يقضي بإقالة مدرب المنتخب الوطني الأول، حميد سليمان، من منصبه. يأتي هذا الإعلان قبيل شهر واحد فقط من انطلاق نهائيات كأس الأمم الأفريقية المرتقبة، والتي من المقرر أن تستضيفها المغرب في الفترة ما بين 21 ديسمبر/كانون الأول و18 يناير/كانون الثاني المقبلين. يُلقي هذا التغيير الدراماتيكي على رأس الجهاز الفني بظلاله على استعدادات المنتخب التنزاني للبطولة القارية، ويطرح تساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذه الخطوة المتأخرة وتأثيرها المحتمل على أداء الفريق.

خلفية القرار وتاريخ المنتخب التدريبي
تُعد إقالة المدربين قبيل البطولات الكبرى ظاهرة ليست بالغريبة في عالم كرة القدم، إلا أن توقيتها هذا يثير الدهشة بالنظر إلى قرب موعد انطلاق كأس الأمم الأفريقية. تاريخياً، لم يكن للمنتخب التنزاني حضور دائم في نهائيات كأس الأمم الأفريقية، وعادة ما تُعتبر كل مشاركة إنجازاً وطنياً يستلزم إعداداً دقيقاً واستقراراً فنياً. يأتي هذا القرار في سياق شهد فيه المنتخب التنزاني سلسلة من التغييرات في الجهاز الفني خلال الفترة الماضية، مما يعكس حالة من عدم الاستقرار الإداري والفني.
في مطلع العام الجاري، وتحديداً خلال مشاركة المنتخب التنزاني في كأس الأمم الأفريقية 2023 (التي أقيمت في ساحل العاج مطلع عام 2024)، شهدت العارضة الفنية تبدلاً اضطرارياً. كان المدرب الجزائري عادل عمروش يقود المنتخب، لكنه أقيل من منصبه بسبب تصريحات مثيرة للجدل طالت المغرب، مما أسفر عن إيقافه من قبل الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف). حينها، تولى حميد سليمان، الذي كان يشغل منصب مساعد المدرب، مهمة قيادة الفريق بشكل مؤقت خلال البطولة. قاد سليمان المنتخب في ما تبقى من مباريات البطولة، وقدم أداءً اعتبره البعض مرضياً في ظل الظروف الصعبة. هذه التجربة منحته فرصة لإثبات قدراته، وجعلته في موقع المسؤولية.
بعد انتهاء كأس الأمم الأفريقية 2023، ظل مستقبل القيادة الفنية للمنتخب التنزاني محل تكهنات، قبل أن يتم الإعلان عن تعيين مدرب جديد. يشير قرار إقالة سليمان الآن إلى أن الاتحاد التنزاني كان يسعى لتحقيق نتائج أفضل أو لتغيير في التوجه الفني العام قبيل التحدي القاري الكبير القادم. هذه التغييرات المتكررة تضع ضغوطاً كبيرة على اللاعبين والإدارة، وتُلقي بظلال من عدم اليقين على استراتيجيات الفريق طويلة الأمد.
تداعيات الإقالة المباشرة وتحديات الاستعداد
يعتبر توقيت إقالة المدرب حميد سليمان قبيل شهر واحد من بطولة بهذا الحجم قراراً محفوفاً بالمخاطر. عادة ما تتطلب الاستعدادات لبطولة كبرى انسجاماً كاملاً بين اللاعبين والجهاز الفني، وتطبيقاً لخطط تكتيكية مدروسة. إن رحيل المدرب في هذه المرحلة الحرجة يعني اضطرار الاتحاد للبحث عن بديل بشكل عاجل، مع ضيق الوقت المتاح أمامه لتولي المسؤولية والتعرف على اللاعبين ووضع بصمته الفنية. من أبرز التداعيات المباشرة لهذا القرار:
- اضطراب الخطط التكتيكية: قد يضطر المدرب الجديد إلى البدء من الصفر في وضع استراتيجيات اللعب، مما قد يؤثر على الأداء الجماعي للفريق.
- تأثير على الروح المعنوية للاعبين: قد يشعر اللاعبون بعدم الاستقرار، خاصة أولئك الذين بنوا علاقة وثقة مع المدرب المقال.
- ضيق الوقت للإعداد: الشهر المتبقي بالكاد يكفي للمدرب الجديد للتعرف على الفريق وإجراء تغييرات جوهرية قبل خوض غمار المنافسة القارية.
- ضغوط إضافية على الاتحاد: يتعين على الاتحاد التنزاني اتخاذ قرار سريع وحكيم بشأن البديل، مع الأخذ في الاعتبار الخبرة والقدرة على تحقيق الانسجام في فترة وجيزة.
الآمال المعلقة والتطلع للمستقبل
بالرغم من التحديات الجمة التي يفرضها هذا القرار، تظل الآمال معلقة على قدرة المنتخب التنزاني على تجاوز هذه المرحلة وتقديم أداء مشرف في كأس الأمم الأفريقية. سيتطلب الأمر من الاتحاد التنزاني لكرة القدم ليس فقط تعيين مدرب جديد بسرعة، بل أيضاً توفير كل الدعم اللوجستي والمعنوي للجهاز الفني الجديد واللاعبين. يجب أن يكون البديل قادراً على تجميع الصفوف، وبث روح الثقة في نفوس اللاعبين، وتقديم رؤية واضحة وملموسة يمكن تطبيقها في وقت قياسي.
تُعد كأس الأمم الأفريقية فرصة ذهبية للمنتخب التنزاني لإثبات وجوده على الساحة القارية وكسب تقدير الجماهير. لذا، فإن قرار إقالة حميد سليمان يضع الاتحاد التنزاني أمام اختبار حقيقي لقدرته على إدارة الأزمات واتخاذ القرارات الصائبة في أصعب الأوقات. ستكون الأنظار كلها موجهة نحو التطورات القادمة في قيادة المنتخب، ومدى قدرته على الاستعداد بشكل فعال للبطولة المرتقبة في المغرب.





