البحرين والمملكة المتحدة: تعزيز الشراكة في التكنولوجيا المالية قبيل منتدى مستقبل التكنولوجيا المالية 2025
المنامة، في 14 أكتوبر – أكدت مملكة البحرين والمملكة المتحدة التزامهما المشترك بتعميق التعاون في قطاع التكنولوجيا المالية، وذلك في أعقاب زيارة رفيعة المستوى قام بها وفد بريطاني إلى المنامة استمرت لثلاثة أيام. هذه الزيارة، التي جرى تنسيقها بين مجلس التنمية الاقتصادية في البحرين ووزارة الأعمال والتجارة البريطانية، تهدف إلى تعزيز تبادل المعرفة والفرص التجارية والشراكات العابرة للحدود، في خطوة تمهيدية لمنتدى مستقبل التكنولوجيا المالية 2025 المرتقب.

خلفية الشراكة الاستراتيجية
تتمتع كل من البحرين والمملكة المتحدة بموقع ريادي في مجال التكنولوجيا المالية على الصعيدين الإقليمي والعالمي. تعتبر البحرين مركزًا ناشئًا ومهمًا للابتكار المالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مدعومة ببيئة تنظيمية مرنة، منها "البيئة التجريبية التنظيمية" المبتكرة التي أطلقها مصرف البحرين المركزي، بالإضافة إلى مبادرات مثل "فينتك باي البحرين" (Bahrain FinTech Bay) التي تعد الأكبر من نوعها في المنطقة. هذه العوامل تجذب الشركات الناشئة والمستثمرين على حد سواء.
في المقابل، تعد المملكة المتحدة، وبخاصة العاصمة لندن، مركزًا عالميًا رائدًا في التكنولوجيا المالية بفضل نظامها البيئي المتطور، ودعمها للابتكار، ووجود هيئات تنظيمية متقدمة مثل هيئة السلوك المالي (FCA). لطالما جمعت البلدين علاقات تاريخية قوية، وقد تجسدت هذه العلاقات في السنوات الأخيرة عبر مبادرات متعددة تستهدف تطوير قطاعات الاقتصاد الرقمي والابتكار المالي، مما يرسخ أساسًا متينًا لهذه الشراكة الموسعة.
تفاصيل الزيارة والتطورات الأخيرة
ركزت الزيارة الأخيرة للوفد البريطاني على عدة محاور أساسية لتعزيز الشراكة الثنائية في التكنولوجيا المالية. شملت المحادثات تبادل الخبرات في تطوير الأطر التنظيمية التي تدعم الابتكار دون المساس بالاستقرار المالي، بالإضافة إلى استكشاف فرص الاستثمار المشتركة في الشركات الناشئة الواعدة في كلا البلدين. كما تم التأكيد على أهمية:
- تنمية المواهب: بحث سبل تطوير الكفاءات المتخصصة في التكنولوجيا المالية من خلال برامج تدريبية مشتركة وتبادل الخبرات بين المؤسسات التعليمية والمراكز البحثية.
 - الأمن السيبراني: مناقشة تحديات الأمن السيبراني في القطاع المالي الرقمي والتعاون في تطوير حلول مبتكرة لحماية البيانات والمعاملات.
 - تطبيقات الذكاء الاصطناعي والبلوكتشين: استعراض أحدث التطورات في مجالات الذكاء الاصطناعي وتقنية البلوكتشين وكيف يمكن استغلالها لتعزيز كفاءة وشفافية الخدمات المالية.
 
اجتمع الوفد مع كبار المسؤولين من مصرف البحرين المركزي، ومجلس التنمية الاقتصادية، والعديد من قادة الشركات والمؤسسات المالية والتقنية في البحرين، مما أتاح منصة شاملة لمناقشة التحديات والفرص وتحديد مجالات التعاون المستقبلي الملموسة. وقد تضمنت الزيارة ورش عمل تفاعلية وجلسات تعريفية ببيئة الابتكار في كلا البلدين.
الأهمية والتأثير الاقتصادي
يعد تعزيز هذه الشراكة خطوة حاسمة تحمل آثارًا إيجابية كبيرة على الصعيد الاقتصادي لكلا البلدين. بالنسبة لمملكة البحرين، ستسهم هذه الشراكة في جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى قطاع التكنولوجيا المالية، مما يخلق فرص عمل جديدة، ويعزز مكانتها كمركز إقليمي للابتكار المالي. كما تدعم هذه الجهود رؤية البحرين الاقتصادية 2030 الرامية إلى تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط.
أما بالنسبة للمملكة المتحدة، فإن تعميق التعاون مع البحرين يفتح أبوابًا جديدة للوصول إلى أسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سريعة النمو، ويسمح للشركات البريطانية بالاستفادة من موقع البحرين الاستراتيجي كبوابة للمنطقة. كما يعزز هذا التعاون مكانة المملكة المتحدة كشريك عالمي في الابتكار والتكنولوجيا، خاصة في سياق سعيها لتعزيز علاقاتها التجارية والاقتصادية بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.
الآفاق المستقبلية: منتدى مستقبل التكنولوجيا المالية 2025
تمثل هذه التطورات الأخيرة تمهيدًا مهمًا لمنتدى مستقبل التكنولوجيا المالية 2025، والذي يتوقع أن يشكل منصة عالمية لجمع قادة الفكر والابتكار وصناع القرار في القطاع المالي. من المتوقع أن يشهد المنتدى إطلاق مبادرات جديدة، وتوقيع اتفاقيات تعاون إضافية، وعرض أحدث الابتكارات في التكنولوجيا المالية. سيستعرض المنتدى التقدم المحرز في هذه الشراكة، ويحدد مسارات النمو المستقبلية، مؤكدًا على التزام البلدين المشترك بتشكيل مستقبل القطاع المالي العالمي.
يُتوقع أن تساهم هذه الشراكة الاستراتيجية في بناء نظام بيئي عالمي أكثر ترابطًا وابتكارًا في التكنولوجيا المالية، مما يعود بالنفع على المستهلكين والشركات والمؤسسات على حد سواء، ويفتح آفاقًا جديدة للنمو الاقتصادي المستدام في كلا المملكتين.