البنوك المصرية تطرح شهادة ادخار بعائد 37.5% يُصرف مقدمًا بعد قرارات البنك المركزي الأخيرة
في أعقاب القرارات النقدية الهامة التي اتخذها البنك المركزي المصري خلال الفترة الأخيرة، شهد القطاع المصرفي في مصر سباقًا لإطلاق منتجات ادخارية مبتكرة لجذب السيولة وتلبية احتياجات العملاء الباحثين عن ملاذ آمن لمدخراتهم في ظل التحديات الاقتصادية. ومن أبرز هذه المنتجات، طرحت بعض البنوك شهادة ادخار جديدة لمدة ثلاث سنوات تتميز بآلية صرف غير تقليدية، حيث يحصل العميل على العائد الإجمالي البالغ 37.5% بشكل فوري ومقدم عند شراء الشهادة.

خلفية القرار وتطورات السياسة النقدية
تأتي هذه الخطوة استجابة مباشرة للتحولات الكبيرة في السياسة النقدية التي انتهجها البنك المركزي المصري لمواجهة الضغوط التضخمية وتحقيق الاستقرار في سوق الصرف. ففي اجتماع استثنائي خلال الربع الأول من عام 2024، قررت لجنة السياسة النقدية رفع أسعار الفائدة الرئيسية بواقع 600 نقطة أساس (6%) دفعة واحدة، في خطوة وصفت بأنها الأكبر منذ سنوات. كان الهدف من هذا الإجراء هو كبح جماح التضخم المرتفع، وسحب السيولة الزائدة من السوق، وجعل الجنيه المصري أكثر جاذبية للمدخرين والمستثمرين.
هذا القرار التاريخي دفع البنوك التجارية العاملة في السوق إلى مراجعة هيكل أسعار الفائدة على منتجاتها، وخاصة الأوعية الادخارية مثل شهادات الادخار والودائع، لتتماشى مع التوجه الجديد للبنك المركزي وللحفاظ على قدرتها التنافسية في جذب ودائع العملاء.
تفاصيل شهادة العائد المقدم
برزت شهادة الادخار ذات العائد المدفوع مقدمًا كأحد أبرز المنتجات التي قدمتها بنوك مثل البنك العربي الأفريقي الدولي. تهدف هذه الشهادة إلى توفير سيولة نقدية فورية للعميل، وهو ما يميزها عن الشهادات التقليدية التي توفر عائداً دورياً (شهري، ربع سنوي، أو سنوي). وتتمثل أبرز خصائصها في النقاط التالية:
- مدة الشهادة: تمتد الشهادة لفترة 3 سنوات.
 - معدل العائد الإجمالي: يبلغ العائد التراكمي عن كامل المدة 37.5% من قيمة أصل المبلغ المستثمر.
 - آلية صرف العائد: يتم صرف العائد بالكامل في اليوم التالي لتاريخ شراء الشهادة، مما يمنح العميل سيولة فورية يمكنه استخدامها.
 - استرداد أصل المبلغ: يسترد العميل قيمة الشهادة الاسمية (المبلغ الأصلي الذي استثمره) في نهاية مدة الثلاث سنوات.
 - فئات الشراء: تبدأ فئات شراء الشهادة عادةً من مبلغ محدد، مثل 5,000 جنيه مصري ومضاعفاته.
 
مثال توضيحي لحساب العائد
لفهم آلية عمل الشهادة بشكل أفضل، يمكن تطبيقها على مثال عملي. إذا قام عميل باستثمار مبلغ 100,000 جنيه مصري في هذه الشهادة، فسيحصل في اليوم التالي مباشرة على مبلغ نقدي قدره 37,500 جنيه، وهو ما يمثل العائد الإجمالي لمدة الثلاث سنوات (100,000 × 37.5%). وفي نهاية فترة الشهادة، أي بعد مرور ثلاث سنوات، يسترد العميل أصل المبلغ الذي استثمره، وهو 100,000 جنيه مصري.
التأثير على المدخرين والسوق المصرفي
تعتبر هذه الشهادة أداة استثمارية جذابة للمدخرين الذين يحتاجون إلى سيولة نقدية عاجلة دون المساس بأصل مدخراتهم. فهي تتيح لهم الحصول على مبلغ كبير مقدمًا يمكن استخدامه لتغطية نفقات طارئة، أو سداد التزامات، أو حتى إعادة استثماره في قنوات أخرى. كما أنها توفر عائدًا ثابتًا ومضمونًا في بيئة اقتصادية متغيرة.
على صعيد السوق المصرفي، تساعد هذه المنتجات البنوك على تأمين ودائع طويلة الأجل، مما يعزز من استقرارها المالي وقدرتها على تمويل مختلف القطاعات الاقتصادية. كما يعكس طرحها حدة المنافسة بين البنوك لابتكار حلول مالية تلبي الاحتياجات المتنوعة للعملاء في أعقاب التغيرات الكبيرة في أسعار الفائدة.





