التويد يتصدر موضة خريف 2025: أناقة كلاسيكية لا غنى عنها
مع اقتراب موسم خريف 2025، يتوقع خبراء الموضة أن يعود قماش التويد ليحتل صدارة المشهد، مؤكداً مكانته كعنصر أساسي في عالم الأناقة الراقية. هذا النسيج متعدد الاستخدامات والعابر للزمن ليس مجرد صيحة عابرة، بل يتجه ليكون الاتجاه المهيمن، مقدماً مزيجاً فريداً من السحر التراثي والأناقة العصرية. يبرز التويد بقدرته على المزج بين الدفء والمتانة والمظهر الفخم، ما يجعله خياراً مثالياً لأجواء الخريف القادمة.
خلفية تاريخية: من المرتفعات الاسكتلندية إلى عالم الموضة
تعود أصول قماش التويد إلى المرتفعات الاسكتلندية في القرن الثامن عشر، حيث كان يُنسج يدوياً من صوف الغنم ليكون قماشاً متيناً ومقاوماً للظروف الجوية القاسية. صُمم في البداية لملابس العمال والمزارعين، وكانت كثافة نسجه توفر دفئاً استثنائياً وحماية ضد البرد والرطوبة. يُعتقد أن اسم «تويد» جاء عن طريق الخطأ، حيث كان يُطلق عليه في الأصل «تويل» (Tweel) وهو مصطلح اسكتلندي يعني نسيج التويل، ولكن تم ربطه بنهر تويد الشهير في المنطقة.
تطور التويد وأيقونته: بصمة كوكو شانيل
لم يقتصر مسار التويد على كونه قماش عملي؛ فقد تحول بفضل شخصيات مؤثرة إلى رمز للأناقة الراقية. من أبرز هذه الشخصيات المصممة الأسطورية كوكو شانيل في منتصف القرن العشرين. لقد قامت شانيل بثورة في استخدام التويد، حيث حولته من نسيج تقليدي ذو طابع ذكوري إلى قماش فاخر للمرأة العصرية، مصممة منه بدلات نسائية أيقونية أصبحت علامة فارقة في تاريخ الموضة. أظهر استخدامها المبتكر للتويد، والذي غالباً ما كان يدمج ألواناً وتركيبات مختلفة، إمكاناته في تحقيق الأناقة والراحة في آن واحد، رسّخت بذلك مكانته في عالم الأزياء الفاخرة.
لماذا التويد لخريف 2025؟
يشير محللو الموضة ومتنبئو الاتجاهات إلى عودة قوية للتويد في مجموعات خريف 2025. ينبع هذا الاهتمام المتجدد من عدة عوامل رئيسية: الرغبة المتزايدة في امتلاك قطع استثمارية خالدة، وتقدير الحرفية اليدوية، والتحول الأوسع نحو الأقمشة ذات الملمس الغني والدافئ. يقوم المصممون بإعادة تفسير التويد بقصات عصرية، وألوان غير متوقعة، ونسج أخف وزناً، مما يجعله قابلاً للتكيف مع مناسبات متنوعة تتجاوز الإعدادات الرسمية التقليدية. كما أن التركيز على الملابس المتينة وطويلة الأمد يتوافق مع المناقشات الحالية حول ممارسات الموضة المستدامة، مما يضفي بعداً إضافياً لأهميته.
أبرز صيحات التويد وطرق تنسيقه في خريف 2025
لخريف 2025، من المتوقع أن يندمج التويد في مجموعة واسعة من الملابس. ستبقى سترات البلايزر الكلاسيكية المصنوعة من التويد عنصراً أساسياً، ولكنها ستظهر بتصاميم محدثة مثل القصات الفضفاضة أو القصيرة. ستتميز المعاطف، من المعاطف الطويلة ذات التصميم الهندسي إلى المعاطف القصيرة المريحة (peacoats)، بأنسجة تويد بارزة. كما ستقدم التنانير والفساتين، خاصة تلك ذات القصات على شكل حرف A أو المستقيمة، خيارات راقية ومريحة في آن واحد. قد تشمل الإكسسوارات مثل الحقائب والقبعات أيضاً لمسات من التويد، لتضيف لمسة من الملمس الأنيق لأي إطلالة. تتيح الطبيعة متعددة الألوان للنسيج سهولة تنسيقه مع الألوان المحايدة والزاهية، مما يوفر مرونة كبيرة لخزانة الملابس العصرية.
في جوهره، يمثل التويد في خريف 2025 أكثر من مجرد صيحة عابرة؛ إنه احتفاء بالأسلوب الدائم والجودة والقدرة على التكيف. إن هيمنته المتوقعة تؤكد مكانته كقطعة فنية وعملية لا غنى عنها، تربط بسلاسة بين التراث الكلاسيكي والأناقة المعاصرة.





