الجيش الإسرائيلي يؤكد: الرفات المستلم من غزة لا يخص أياً من الأسرى
أعلن الجيش الإسرائيلي، بناءً على تقارير من إذاعته الرسمية، أن نتائج الفحص الشرعي لمجموعة من الرفات التي تم تسلمها مؤخراً من قطاع غزة أثبتت أنها لا تعود لأي من الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس. وأكدت المؤسسة الأمنية في إسرائيل أن هذا الموقف لا يُعتبر خرقاً للاتفاقيات أو خداعاً متعمداً من جانب حماس، مما يشير إلى تعقيدات عمليات تحديد الهوية في خضم الصراع الدائر.

تفاصيل الفحص وتحديد الهوية
عقب تسلم الرفات، تم نقلها على الفور إلى المعهد الوطني للطب الشرعي في إسرائيل (أبو كبير) لإجراء سلسلة من الفحوصات المعقدة والدقيقة. تضمنت هذه الإجراءات تحليلات الحمض النووي (DNA) ومقارنتها بالعينات المرجعية المأخوذة من عائلات الأسرى والمفقودين الإسرائيليين. وبعد اكتمال التحاليل، خلص الخبراء إلى نتيجة قاطعة تفيد بعدم وجود أي تطابق بين الرفات وهوية أي من الأسرى المعروفين لدى السلطات الإسرائيلية، سواء كانوا مدنيين أم عسكريين.
الموقف الإسرائيلي الرسمي من الحادثة
على الرغم من حساسية الموقف، خصوصاً بالنسبة لعائلات الأسرى، فإن البيان الرسمي الصادر عن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية اتخذ نبرة حذرة. فبدلاً من توجيه اتهامات لحماس بالخداع، أوضحت المصادر أن الأمر قد يكون ناتجاً عن خطأ في تحديد الهوية في الميدان بقطاع غزة، حيث تتكدس الجثث ويصعب التعرف عليها بسبب ظروف الحرب. ومن الاحتمالات الأخرى التي طرحتها وسائل إعلام إسرائيلية أن الرفات قد تعود لمقاتلين فلسطينيين، وتم تسليمها عن طريق الخطأ. هذا الموقف الرسمي يهدف على ما يبدو إلى تجنب تصعيد التوترات التي قد تؤثر سلباً على مسارات التفاوض الهشة والمستمرة بشأن صفقة تبادل محتملة.
السياق العام للأحداث
تأتي هذه التطورات في سياق الحرب المستمرة بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، والتي اندلعت في أعقاب هجوم حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023. وتُعد قضية الأسرى الإسرائيليين في غزة من أكثر القضايا حساسية وتعقيداً، حيث تشكل محوراً رئيسياً لأي مفاوضات تهدف إلى وقف إطلاق النار. وتتوسط أطراف دولية، وعلى رأسها قطر ومصر، في محادثات غير مباشرة بين الجانبين للتوصل إلى اتفاق يضمن إطلاق سراح الأسرى مقابل الإفراج عن معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية ووقف العمليات العسكرية.
الأهمية والتداعيات المحتملة
تسلط هذه الحادثة الضوء على الصعوبات اللوجستية والإنسانية الهائلة التي تواجه جميع الأطراف في التعامل مع قضية المفقودين والقتلى. فمن ناحية، تعيش عائلات الأسرى في حالة من القلق المستمر، وتنتظر أي معلومة قد تؤكد مصير أبنائها. ومن ناحية أخرى، تبرز الواقع المعقد لعمليات البحث والتعرف على الجثامين في مناطق النزاع الكثيف. إن قرار إسرائيل بعدم اعتبار الأمر "خرقاً" من جانب حماس قد يُقرأ على أنه محاولة للحفاظ على قنوات الحوار مفتوحة وعدم السماح لحادثة فردية بعرقلة الجهود الأوسع الرامية إلى التوصل إلى صفقة شاملة. كما يعكس ذلك إدراكاً بأن الأخطاء في تحديد الهوية واردة في ظل الفوضى التي تخلفها الحرب.





