الخطيب: قرار الانسحاب من القمة جاء لترسيخ مبادئ الأهلي ووصفه بالأصعب في مسيرته
عاد الجدل المحيط بقرار النادي الأهلي الانسحاب من مباراة كأس السوبر المصري لموسم 2022-2023 إلى الواجهة مجدداً، بعد تصريحات أدلى بها رئيس النادي، محمود الخطيب، وصف فيها هذا القرار بأنه كان من أصعب المواقف التي واجهها خلال مسيرته الإدارية، مؤكداً أن الهدف الأساسي منه كان الحفاظ على مبادئ وقيم النادي الراسخة.

خلفية قرار الانسحاب
تعود تفاصيل الواقعة إلى شهر مايو 2023، عندما كان من المقرر أن يواجه النادي الأهلي، بطل الدوري، غريمه التقليدي نادي الزمالك، بطل الكأس، في مباراة كأس السوبر المصري التي كان من المزمع إقامتها في دولة الإمارات العربية المتحدة. إلا أن مجلس إدارة النادي الأهلي اتخذ قراراً مفاجئاً بالاعتذار عن عدم المشاركة في المباراة قبل أيام قليلة من موعدها.
جاء هذا القرار كخطوة احتجاجية على قرار لجنة الاستئناف بالاتحاد المصري لكرة القدم بتعليق عقوبة الإيقاف التي كانت مفروضة على لاعب الزمالك محمود عبد المنعم "كهربا". وكان اللاعب قد تعرض لعقوبة إيقاف طويلة وصلت إلى 12 مباراة بسبب أحداث سابقة، لكن قرار لجنة الاستئناف بتجميد العقوبة لحين الفصل في الطعن المقدم من نادي الزمالك أثار حفيظة إدارة الأهلي، التي اعتبرت أن هذا الإجراء يخالف اللوائح ويخل بمبدأ تكافؤ الفرص والعدالة بين الأندية المتنافسة. وبناءً على ذلك، أصدر النادي بياناً رسمياً أعلن فيه انسحابه، مشيراً إلى أن القرار يهدف إلى "الحفاظ على الحقوق وتعزيز قيم الروح الرياضية".
توضيحات الخطيب الأخيرة
في تصريحات حديثة، ألقى محمود الخطيب الضوء مجدداً على كواليس هذا القرار الصعب. وأوضح أن مجلس الإدارة وجد نفسه أمام خيارين: إما المشاركة في المباراة وتجاهل ما اعتبروه خرقاً للوائح، أو اتخاذ موقف حازم يرسخ مبادئ النادي القائمة على احترام النظم واللوائح، حتى لو كان الثمن هو التنازل عن بطولة مهمة. وأكد الخطيب أن المبادئ والقيم المؤسسية للنادي الأهلي تأتي دائماً في المقام الأول، وهي أغلى من أي لقب أو بطولة.
ووصف الخطيب الموقف بأنه كان "الأصعب" على الإطلاق، نظراً للضغوط الهائلة التي واجهها المجلس من مختلف الأطراف، سواء على المستوى الإعلامي أو الجماهيري، بالإضافة إلى التبعات المالية والإدارية للقرار. حيث ترتب على الانسحاب توقيع عقوبات على النادي الأهلي، شملت غرامة مالية وحرمانه من المشاركة في النسخة التالية من بطولة كأس السوبر، كما تم استبداله بنادي بيراميدز في مباراة 2023.
أهمية الموقف وتأثيره
تكمن أهمية هذه التصريحات في أنها تعيد تفسير حدث رياضي مثير للجدل من منظور إداري ومؤسسي. فقرار الانسحاب من مباراة قمة بين الأهلي والزمالك يُعد حدثاً نادراً واستثنائياً في تاريخ الكرة المصرية، نظراً للشعبية الجارفة للمباراة وقيمتها التسويقية والرياضية. ومن خلال إعادة طرح الموضوع، يسعى الخطيب إلى تأكيد أن قرارات إدارته لا تنطلق من حسابات الربح والخسارة الفنية فحسب، بل تستند إلى رؤية أعمق تتعلق بهوية النادي والدفاع عن حقوقه.
تأتي هذه التصريحات أيضاً في سياق يكتسب فيه الحديث عن المبادئ أهمية خاصة لدى جماهير النادي وأعضاء الجمعية العمومية، حيث يُنظر إلى رئيس النادي على أنه حامي هذه التقاليد. ويُظهر القرار، وفقاً لرواية الخطيب، استعداد الإدارة للتضحية بمكاسب قصيرة الأجل من أجل تحقيق أهداف استراتيجية طويلة الأمد تتمثل في إرساء سابقة بعدم التهاون في تطبيق اللوائح بشكل عادل على جميع الأندية.





