الخطيب يعلن تكليف سيد عبد الحفيظ بمسؤولية الإشراف على الكرة بالأهلي
أعلن محمود الخطيب، رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي المصري، عن إسناد مهمة الإشراف العام على نشاط كرة القدم بالنادي إلى سيد عبد الحفيظ. جاء هذا الإعلان كجزء من الرؤية الإدارية التي طرحها الخطيب لفريقه خلال فترة الانتخابات، حيث كان عبد الحفيظ ضمن قائمته الانتخابية المرشحة لعضوية مجلس الإدارة فوق السن. ويأتي هذا التكليف ليحدد ملامح الهيكل الإداري للقطاع الأبرز والأكثر حساسية في القلعة الحمراء، مؤكداً على استراتيجية الخطيب في الاعتماد على الكفاءات الأهلاوية وأبناء النادي لقيادة دفة العمل.

الخلفية والسياق الانتخابي
تعتبر كرة القدم العمود الفقري لأي نادٍ رياضي جماهيري كبير مثل النادي الأهلي، وهي المحرك الرئيسي لشعبيته ونجاحاته. لذا، فإن اختيار المسؤول عن إدارتها والإشراف عليها يحظى باهتمام بالغ من قبل الجماهير والإعلام. جاء إعلان محمود الخطيب، أحد أبرز أساطير النادي والرئيس الحالي له، عن تكليف سيد عبد الحفيظ في سياق تشكيل فريقه الإداري لقيادة النادي. كان عبد الحفيظ، لاعب الأهلي السابق وصاحب الخبرات الكبيرة في العمل الإداري بقطاع الكرة، مرشحاً ضمن قائمة الخطيب في انتخابات مجلس الإدارة التي جرت في أواخر عام 2017 (في الغالب، أو 2021 عند إعادة انتخابه)، مما يشير إلى أن هذا القرار لم يكن مجرد تعيين إداري عابر، بل كان جزءاً من برنامج انتخابي متكامل يهدف إلى إعادة هيكلة وتطوير منظومة كرة القدم.
لطالما أكد الخطيب على أهمية الاستعانة بخبرات أبناء النادي الذين تشربوا مبادئ الأهلي وقيمه. ويُعد سيد عبد الحفيظ مثالاً بارزاً لذلك، حيث تدرج في قطاعات النادي المختلفة، من لاعب ثم منسق ومساعد مدرب ومدير كرة، مما منحه فهماً عميقاً وشاملاً لاحتياجات ومتطلبات المنظومة الكروية في الأهلي. هذا الاختيار عكس ثقة الخطيب في قدرة عبد الحفيظ على التعامل مع التحديات الكبيرة التي تواجه قطاع كرة القدم.
مهام الدور وأهميته
تضمنت مهمة الإشراف على نشاط كرة القدم التي أسندت إلى سيد عبد الحفيظ مسؤوليات واسعة النطاق، تجاوزت مجرد الإدارة اليومية للفريق الأول. فقد شملت هذه المهمة الإشراف على كافة الجوانب المتعلقة بقطاع الكرة، بدءاً من تخطيط الاستراتيجيات الفنية والإدارية، مروراً بملفات التعاقدات وتقييم الأداء، وصولاً إلى التنسيق بين الفرق المختلفة بقطاع الناشئين وحتى الفريق الأول. الهدف الأساسي كان ضمان وحدة الرؤية والتوجه الفني والإداري، وتحقيق أقصى درجات التكامل بين كافة المستويات الكروية داخل النادي.
إن إسناد هذا الدور لـ عبد الحفيظ في تلك المرحلة الحساسة، خاصةً مع وجوده ضمن قائمة الخطيب الانتخابية، أضفى شرعية وتأييداً جماهيرياً واسعاً على القرار، نظراً لشعبيته الكبيرة وخبرته الطويلة التي جعلته مقبولاً لدى قطاع عريض من مشجعي الأهلي. وقد كانت هذه الخطوة بمثابة رسالة واضحة من إدارة الخطيب بأن قطاع كرة القدم سيحظى بأولوية قصوى واهتمام إداري مباشر على أعلى المستويات.
التطورات اللاحقة وتأثير القرار
بعد هذا التكليف، شغل سيد عبد الحفيظ مناصب إدارية مؤثرة داخل قطاع كرة القدم بالنادي الأهلي لسنوات عديدة، أبرزها مدير الكرة بالفريق الأول. خلال هذه الفترة، شهد النادي الأهلي حقبة ذهبية مليئة بالإنجازات على الصعيدين المحلي والقاري، حيث تُوج الفريق بالعديد من بطولات الدوري والكأس ودوري أبطال أفريقيا، ليصبح عبد الحفيظ جزءاً لا يتجزأ من هذه النجاحات. وقد عُرف عنه الانضباط الشديد والقدرة على التعامل مع الأزمات والضغوط التي تميز الأندية الكبرى.
ومع ذلك، في يوليو 2023، أعلن النادي الأهلي عن توجيه الشكر لـ سيد عبد الحفيظ على جهوده طوال السنوات الماضية، وذلك في إطار إعادة هيكلة شاملة لقطاع كرة القدم، حيث تم تعيين خالد بيبو خلفاً له في منصب مدير الكرة. هذا التغيير، الذي جاء بعد فترة طويلة من العطاء، لم يقلل من حجم الإنجازات التي حققها عبد الحفيظ خلال فترة توليه المسؤولية، بل أكد على الطبيعة المتغيرة للإدارة في عالم كرة القدم، حيث تسعى الأندية دائماً لتجديد الدماء وتطبيق رؤى جديدة لضمان استمرارية النجاح.
يمثل قرار الخطيب الأصلي بتكليف عبد الحفيظ نقطة مفصلية في تاريخ الإدارة الكروية بالأهلي، مؤكداً على الفلسفة الإدارية التي تجمع بين الاستعانة بالكفاءات المحلية والتخطيط الاستراتيجي. وقد أثبتت السنوات التي تلت هذا القرار نجاح هذه الفلسفة في تحقيق طموحات الجماهير الأهلاوية.





