الرئيس السيسي يؤكد: مصر مهد الفن العالمي
في تصريحٍ يعكس الفخر العميق بالتراث الحضاري المصري، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن أرض مصر هي المنبع الذي شهدت الدنيا على ثراها ميلاد الفن الأصيل. جاء هذا التأكيد خلال كلمة ألقاها الرئيس السيسي بمناسبة افتتاح المتحف المصري الكبير، وهو الصرح الثقافي الضخم الذي يُتوقع أن يصبح قبلة للزوار والباحثين عن تاريخ مصر العريق وإبداعاتها الفنية الخالدة.

سياق التصريح وأهميته
يأتي تصريح الرئيس في سياق حدثٍ ثقافي بارز يتمثل في افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يُمثل مشروعًا قوميًا وحضاريًا يعزز مكانة مصر على خريطة السياحة الثقافية العالمية. هذا المتحف ليس مجرد مبنى لعرض الآثار، بل هو بمثابة نافذة تُطل منها الأجيال الجديدة والعالم أجمع على إرث حضارة عمرها آلاف السنين، والتي قدمت للبشرية إسهامات لا تُحصى في مختلف مجالات المعرفة والفن. يؤكد الرئيس السيسي من خلال هذا التصريح على أن الفن المصري لم يكن مجرد جزء من حضارة، بل كان جوهرها وعلامتها الفارقة التي ألهمت حضارات أخرى ووضعت الأسس للعديد من الفنون اللاحقة.
مصر مهد الحضارة والفن عبر العصور
لطالما عُرفت مصر بأنها من أقدم وأغنى الحضارات البشرية، وقد تجلى إبداعها الفني في شتى صوره عبر العصور. فمنذ آلاف السنين، شهدت أرض النيل ولادة أشكال فنية مُذهلة لا تزال تُثير الدهشة والإعجاب حتى اليوم. يمكن تلخيص الإسهامات الفنية لمصر القديمة فيما يلي:
- النحت والعمارة: تُعد الأهرامات والمعابد الشاهقة مثل الكرنك والأقصر، وتماثيل الفراعنة والآلهة، شواهد حية على براعة المصريين في فنون النحت والعمارة الضخمة، حيث كانت التماثيل جزءًا لا يتجزأ من الممارسات الدينية والجنائزية.
- الرسم والنقش: زين المصريون القدماء جدران مقابرهم ومعابدهم برسومات ونقوش بديعة تصور حياتهم اليومية، معتقداتهم الدينية، وأحداثهم التاريخية، مُستخدمين ألوانًا طبيعية احتفظت برونقها لآلاف السنين.
- الفنون التطبيقية: برع المصريون في صناعة الحلي الذهبية والمجوهرات الدقيقة، الأواني الفخارية، الأثاث، والمنسوجات، مُظهرين حرفية عالية وذوقًا فنيًا رفيعًا في تفاصيل أعمالهم.
- الأدب والموسيقى: لم يقتصر الفن على الجانب البصري، بل امتد ليشمل الأدب في صورة نصوص دينية وأدبية، والموسيقى التي كانت تُصاحب الاحتفالات والطقوس المختلفة.
تجاوزت هذه الفنون حدود مصر لتُؤثر في حضارات البحر الأبيض المتوسط والشرق الأدنى، وتُصبح جزءًا لا يتجزأ من التراث الفني العالمي.
دلالات التصريح وتأثيره الثقافي
يحمل تصريح الرئيس السيسي دلالات عميقة تتجاوز مجرد الإشارة إلى تاريخ مصر الفني. إنه تأكيد على:
- الهوية الوطنية: يُعزز التصريح من الشعور بالهوية الوطنية والفخر بالماضي العظيم، ويُذكّر الأجيال الحالية بأهمية الحفاظ على هذا الإرث وتنميته.
- القوة الناعمة: تُعد الثقافة والفن من أهم أدوات القوة الناعمة للدولة. فمن خلال التأكيد على ريادة مصر الفنية، يُرسخ الرئيس صورتها كمركز إشعاع ثقافي وحضاري قادر على التأثير والإلهام عالميًا.
- رسالة للعالم: يوجه التصريح رسالة واضحة للمجتمع الدولي حول مكانة مصر كحارسة لتراث إنساني فريد، ويدعو إلى تقدير هذا الدور والتعاون في حماية الآثار ونشر الوعي بقيمتها.
- دعم للسياحة: في سياق افتتاح المتحف المصري الكبير، يُساهم هذا التأكيد في تعزيز جاذبية مصر كوجهة سياحية ثقافية رئيسية، تُقدم للزوار تجربة غنية وعميقة في أحضان الفن والتاريخ.
التطورات الحديثة وجهود الحفاظ على التراث
تُبذل جهود حثيثة على المستويين الحكومي والمجتمعي في مصر للحفاظ على هذا الإرث الفني العظيم وتطويره. لا يقتصر الأمر على بناء المتاحف العملاقة مثل المتحف المصري الكبير، بل يشمل أيضًا:
- مشاريع الترميم والصيانة للآثار والمعابد المنتشرة في ربوع البلاد.
- الكشف عن اكتشافات أثرية جديدة تُضيف فصولًا مثيرة لقصة مصر الفنية.
- إطلاق مبادرات ثقافية وفنية حديثة تُشجع على الإبداع المعاصر وتُعزز الصلة بين الماضي والحاضر.
- الاستثمار في تعليم الأجيال الجديدة وتدريب الأثريين والمرممين المتخصصين.
هذه الجهود تُؤكد على التزام الدولة بحماية كنوزها الفنية وضمان استمرارية دور مصر كمركز رائد للفن والثقافة.
في الختام، يُشكل تصريح الرئيس السيسي تذكيرًا قويًا بأن مصر ليست مجرد دولة ذات تاريخ عريق، بل هي قلب نابض للإبداع الفني الذي انطلق من أرضها ليُضيء دروب الحضارة الإنسانية. ويُعتبر افتتاح المتحف المصري الكبير تتويجًا لهذه الرؤية، ومَعلمًا يُبرز للعالم أجمع القيمة الخالدة للفن المصري.





