الرئيس الكولومبي يندد باعتقال مدير مستشفى كمال عدوان ويتعهد بتكريمه
أدان الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو بشدة اعتقال مدير مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة، الدكتور حسام أبو صفية، على يد القوات الإسرائيلية في وقت سابق، مؤكداً أن "جريمته الوحيدة كانت إنقاذ حياة الأطفال". وفي تصريح لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي، تعهد الرئيس بيترو بتكريم الطبيب الفلسطيني، مما يضيف بعداً جديداً لموقف كولومبيا المتصاعد ضد العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة.

تفاصيل تصريحات الرئيس بيترو
في منشور له نُشر أواخر شهر مايو 2024، سلط الرئيس الكولومبي الضوء على قضية الدكتور أبو صفية، الذي اعتقلته القوات الإسرائيلية خلال اقتحامها للمستشفى في ديسمبر 2023. وذكر بيترو أن الطبيب الفلسطيني تعرض للتعذيب خلال فترة اعتقاله التي استمرت لأيام. وأكد الرئيس أن الذنب الوحيد الذي يمكن أن يُنسب إلى الدكتور أبو صفية هو "قيامه بواجبه المهني والإنساني في علاج الأطفال المرضى والجرحى" داخل المستشفى الذي كان يعمل به. واختتم بيترو تصريحه بوعد واضح بتكريم الطبيب، دون أن يحدد طبيعة هذا التكريم أو موعده، لكنه يعكس الدعم القوي الذي تقدمه إدارته للقضية الفلسطينية.
خلفية اعتقال الدكتور أبو صفية
تعود وقائع الحادثة إلى ديسمبر 2023، عندما حاصرت القوات الإسرائيلية مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة لعدة أيام، قبل أن تقتحمه. خلال هذه العملية، تم اعتقال العشرات من الكوادر الطبية والإدارية، ومن بينهم مدير المستشفى الدكتور حسام أبو صفية. بررت إسرائيل آنذاك عمليتها بوجود مزاعم عن استخدام المستشفى لأغراض عسكرية من قبل الفصائل الفلسطينية، وهي اتهامات نفتها الكوادر الطبية وإدارة المستشفى بشكل قاطع.
بعد فترة من الاعتقال، أُفرج عن الدكتور أبو صفية وعدد من زملائه، ليكشفوا عن تفاصيل الظروف القاسية التي مروا بها. وفي شهادات متعددة، تحدثوا عن تعرضهم لسوء المعاملة والتحقيق تحت ضغط، فضلاً عن حرمانهم من أبسط الحقوق الأساسية أثناء الاحتجاز.
شهادة الطبيب بعد الإفراج
عقب إطلاق سراحه، روى الدكتور حسام أبو صفية تفاصيل مروعة عن فترة اعتقاله. وأفاد بأنه تعرض للتعذيب والتنكيل على أيدي الجنود الإسرائيليين، حيث تم إجباره مع زملائه على خلع ملابسهم في البرد القارس، وتُركوا لساعات طويلة مكبلين ومعصوبي الأعين. وأكد أن التحقيقات كانت تهدف إلى انتزاع اعترافات بوجود نشاط عسكري داخل المستشفى، وهو ما نفاه بشكل تام، مشدداً على أن المستشفى كان يؤدي وظيفته الطبية فقط لخدمة المدنيين، خاصة الأطفال.
الموقف الكولومبي وانعكاساته
تأتي تصريحات الرئيس بيترو في سياق موقف سياسي واضح ومناهض لإسرائيل اتخذته حكومته منذ بدء الحرب على غزة. فقد كانت كولومبيا من بين الدول الأكثر انتقاداً للعمليات العسكرية الإسرائيلية، وبلغ هذا الموقف ذروته في أوائل مايو 2024، عندما أعلن الرئيس بيترو قطع العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل مع إسرائيل، واصفاً حكومتها بأنها "ترتكب إبادة جماعية".
يمثل التعهد بتكريم الدكتور أبو صفية خطوة رمزية إضافية تؤكد على تضامن كولومبيا مع الشعب الفلسطيني، وتحديداً مع الكوادر الطبية التي تعمل في ظروف بالغة الصعوبة والخطورة في قطاع غزة. كما يعزز هذا الموقف من مكانة كولومبيا كصوت بارز في أمريكا اللاتينية يدعو إلى محاسبة إسرائيل على أفعالها ويدعم الحقوق الفلسطينية على الساحة الدولية.





