الركلات الثابتة: ثغرة دفاعية مزمنة تكلف الأهلي الكثير
برزت أزمة الكرات الثابتة كواحدة من أبرز نقاط الضعف التي يعاني منها دفاع النادي الأهلي المصري خلال الفترة الأخيرة، حيث تحولت إلى مصدر قلق متزايد للجهاز الفني والجماهير على حد سواء. فقد استقبلت شباك الفريق أهدافاً مؤثرة من مواقف ثابتة، مما كلفه نقاطاً ثمينة في سباق المنافسة على الألقاب المحلية والقارية وأثار تساؤلات حول الحلول التكتيكية المتبعة.

تفاصيل الأزمة وتكرار الأخطاء
خلال الأسابيع القليلة الماضية، تجلت المشكلة بشكل واضح في عدد من المباريات الحاسمة، حيث استقبل الفريق ما لا يقل عن أربعة أهداف مؤثرة من ركلات ركنية أو حرة مباشرة. لم تقتصر هذه الأهداف على منافس بعينه، بل تكررت أمام فرق مختلفة بأساليب لعب متنوعة، وهو ما يؤكد أن المشكلة تكمن في المنظومة الدفاعية للفريق الأحمر أكثر من كونها مجرد صدفة. تضمنت الأخطاء سوء تمركز من المدافعين، وفشلاً في فرض الرقابة اللصيقة على مهاجمي الخصم، بالإضافة إلى تردد في التعامل مع الكرات العرضية داخل منطقة الجزاء.
تحليل فني للأسباب الجذرية
يرجع المحللون الرياضيون هذه الثغرة إلى مجموعة من العوامل الفنية والتكتيكية المتداخلة. فبينما يعتمد الفريق على استراتيجيات دفاعية معينة، ظهرت بعض العيوب التي يستغلها المنافسون بفاعلية. من أبرز هذه الأسباب:
- مشاكل في الرقابة: سواء بالاعتماد على الرقابة الفردية أو الرقابة المساحية، بدا أن هناك خللاً في التطبيق، مع وجود مساحات فارغة يستغلها الخصوم أو تفوق المهاجمين في الكرات الهوائية على المدافعين.
- دور حارس المرمى: على الرغم من خبرة حارس المرمى محمد الشناوي، فقد وجهت له بعض الانتقادات في حالات معينة بسبب تردده في الخروج من مرماه للسيطرة على الكرات العالية، مما يضع عبئاً إضافياً على قلبي الدفاع.
- ضعف التركيز: لوحظ أن بعض الأهداف تأتي في أوقات حاسمة من المباريات، مما يشير إلى احتمال وجود انخفاض في مستوى التركيز لدى اللاعبين في التعامل مع هذه المواقف التي تتطلب انتباهاً كاملاً.
- غياب التفاهم: في بعض الأحيان، يظهر عدم وجود تفاهم واضح بين المدافعين وحارس المرمى حول من هو المسؤول عن تشتيت الكرة، مما يؤدي إلى ارتباك يستغله الفريق المنافس.
التأثير على مسيرة الفريق
لم تكن هذه الأهداف مجرد أرقام تُضاف إلى سجلات المباريات، بل كان لها تأثير مباشر على نتائج الفريق. في بعض الحالات، أدت إلى خسارة نقاط كانت في المتناول، حيث حولت تقدماً إلى تعادل أو تعادلاً إلى هزيمة. هذا الأمر يكتسب أهمية خاصة في ظل المنافسة الشرسة في الدوري المصري الممتاز وكذلك في الأدوار المتقدمة من دوري أبطال أفريقيا، حيث يمكن لهدف واحد من كرة ثابتة أن ينهي مشوار فريق بأكمله في البطولة.
البحث عن حلول
من جانبه، يواجه الجهاز الفني بقيادة المدرب السويسري مارسيل كولر ضغوطاً متزايدة لإيجاد حلول سريعة وفعالة لهذه المشكلة. وتشير التقارير إلى تكثيف التدريبات المخصصة للتعامل مع الكرات العرضية والثابتة، مع التركيز على تحسين تمركز اللاعبين وتوزيع المهام الدفاعية بوضوح. يظل التحدي الأكبر هو ترجمة هذه الحلول التدريبية إلى أداء قوي ومتماسك على أرض الملعب في المباريات المقبلة، لاستعادة الصلابة الدفاعية التي طالما تميز بها النادي الأهلي.





