الزمالك يشتكي مجلة الأهلي أمام المجلس الأعلى للإعلام: تفاصيل الشكوى والتداعيات المرتقبة
تقدم نادي الزمالك للألعاب الرياضية بشكوى رسمية إلى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، موجهاً إياها ضد مجلة النادي الأهلي، وذلك على خلفية محتوى اعتبره الزمالك متجاوزاً للضوابط والمعايير المهنية. تأتي هذه الخطوة في إطار الجهود الرامية لتنظيم الخطاب الإعلامي الرياضي وضمان الالتزام بقواعد المهنة والأخلاق. وقد تسلم المجلس الأعلى للإعلام، برئاسة المهندس خالد عبدالعزيز، الشكوى ليبدأ في دراستها واتخاذ الإجراءات اللازمة، مما يفتح باباً واسعاً للنقاش حول دور المؤسسات الإعلامية التابعة للأندية الكبرى.

خلفية النزاع والخطاب الإعلامي الرياضي
تعد العلاقة بين قطبي الكرة المصرية، النادي الأهلي ونادي الزمالك، تاريخياً من أكثر العلاقات الرياضية تنافساً وشغفاً، لا يقتصر هذا التنافس على المستطيل الأخضر فحسب، بل يمتد ليشمل كافة الأصعدة، بما في ذلك المنصات الإعلامية الخاصة بالناديين. لطالما لعبت المجلات الرسمية للأندية دوراً مهماً في تشكيل وعي الجماهير ونقل أخبار الفرق، إلا أن هذا الدور يتطلب التزاماً صارماً بالمعايير الصحفية والأخلاقية لتجنب تأجيج التعصب أو نشر معلومات غير دقيقة.
في مصر، يضطلع المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بمهمة الإشراف على المحتوى الإعلامي وضمان التزامه بالضوابط المهنية والأخلاقية المنصوص عليها في قوانين ولوائح الإعلام. ويشمل ذلك جميع أشكال الإعلام، بما في ذلك المطبوعات الدورية والمواقع الإلكترونية التابعة للمؤسسات الرياضية. وقد سبق للمجلس التدخل في العديد من القضايا المشابهة التي تتعلق بتجاوزات إعلامية من قبل أفراد أو مؤسسات، مؤكداً على دوره المحوري في حفظ النظام الإعلامي.
تفاصيل الشكوى المرفوعة من الزمالك
وفقاً للشكوى المقدمة، يرى نادي الزمالك أن عدد مجلة الأهلي الصادر بتاريخ 30 أكتوبر الجاري تضمن مواد إعلامية تجاوزت الحدود المقبولة. لم يتم الكشف عن تفاصيل دقيقة للمحتوى المعترض عليه بشكل علني واسع النطاق، ولكن مصادر مقربة من النادي أشارت إلى أن الشكوى تركز على عدة نقاط، منها:
- التهجم على مسؤولي النادي وإدارته بطريقة غير لائقة.
- نشر معلومات مضللة أو غير دقيقة تهدف إلى تشويه صورة نادي الزمالك.
- استخدام لغة تحريضية تزيد من حدة التعصب بين الجماهير.
- عدم الالتزام بالمبادئ الأساسية للصحافة الرياضية مثل الموضوعية والحيادية.
الشكوى، التي تقدمت بها الإدارة القانونية لنادي الزمالك، طالبت المجلس الأعلى للإعلام بفتح تحقيق فوري في الواقعة واتخاذ الإجراءات التأديبية اللازمة ضد مجلة النادي الأهلي ومسؤوليها، بما يضمن عدم تكرار مثل هذه التجاوزات مستقبلاً. النادي أكد في شكواه على أهمية الحفاظ على الروح الرياضية واحترام المنافسين، حتى في ظل التنافس الشديد.
دور المجلس الأعلى للإعلام والإجراءات الأولية
بعد تلقيه الشكوى، من المتوقع أن يبدأ المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في دراستها بعناية فائقة. يتضمن الإجراء المعتاد في مثل هذه الحالات عدة خطوات:
- مراجعة الشكوى والمستندات المرفقة بها، بما في ذلك النسخة المعنية من مجلة الأهلي.
- تشكيل لجنة تحقيق أو تكليف الإدارة المختصة بالمجلس بتقصي الحقائق.
- دعوة الأطراف المعنية (ممثلين عن نادي الزمالك ومسؤولين من مجلة الأهلي) لسماع أقوالهم وتقديم دفاعاتهم.
- تقييم المحتوى المنشور في ضوء مدونة السلوك المهني والمعايير الإعلامية المعتمدة من المجلس.
يؤكد المهندس خالد عبدالعزيز، رئيس المجلس، دائماً على التزام المجلس بتطبيق القانون على الجميع دون استثناء، مشدداً على أن حرية الرأي والتعبير يجب أن تكون مسؤولة ولا تتعدى على حقوق الآخرين أو تثير الفتن. هذه القضية تعتبر اختباراً جديداً للمجلس في قدرته على فرض الانضباط الإعلامي في ظل حساسية المنافسة الرياضية.
التداعيات المحتملة وأهمية القضية
تحمل هذه الشكوى أهمية بالغة تتجاوز مجرد نزاع بين ناديين. إنها تسلط الضوء على:
- أخلاقيات الإعلام الرياضي: تثير القضية تساؤلات حول الحدود الفاصلة بين النقد البناء والهجوم الشخصي، وأهمية الالتزام بالمصداقية والموضوعية.
- دور الهيئات الرقابية: تعزز القضية دور المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام كجهة محايدة لفض النزاعات وتطبيق المعايير، مما يعكس جدية الدولة في تنظيم المشهد الإعلامي.
- تأثير على الروح الرياضية: قد تساهم نتيجة هذه الشكوى في وضع سوابق مستقبلية تحد من التجاوزات الإعلامية وتهدئ من حدة التعصب الجماهيري، أو على العكس، قد تزيد من التوتر إذا لم يتم التعامل معها بحكمة.
- التعايش بين الكيانات الكبرى: كيفية إدارة هذه الأندية الكبيرة لمنصاتها الإعلامية يؤثر بشكل مباشر على المناخ الرياضي العام في البلاد.
من المتوقع أن يواجه الطرف المخطئ، في حال ثبوت التجاوزات، إحدى العقوبات التي قد تتراوح بين توبيخ رسمي، فرض غرامة مالية، إلزام بنشر اعتذار، أو حتى إيقاف النشر لفترة محددة. لا يزال الوقت مبكراً لتحديد المسار الذي ستتخذه القضية، ولكن من المؤكد أنها ستكون محل متابعة دقيقة من قبل الأوساط الرياضية والإعلامية.
في الختام، تمثل شكوى نادي الزمالك ضد مجلة الأهلي أمام المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام محطة هامة في مسيرة تنظيم الإعلام الرياضي المصري. إنها تذكير بأن المنصات الإعلامية، حتى تلك التابعة للكيانات الرياضية العملاقة، تخضع لمعايير مهنية وأخلاقية يجب احترامها. ويبقى الفصل الأخير في هذه القضية مرهوناً بقرار المجلس الأعلى للإعلام، الذي سيحدد مدى تأثيره على مستقبل العلاقة بين الأندية ومنصاتها الإعلامية، وعلى طبيعة الخطاب الرياضي ككل.





