الزمالك يواجه أزمة إيقاف القيد مجدداً بقرار نهائي من 'فيفا'
تلقى نادي الزمالك المصري، خلال الأيام القليلة الماضية، إخطاراً رسمياً من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بفرض عقوبة جديدة تتمثل في إيقاف القيد لفترات انتقالات متتالية. وجاء هذا القرار ليشكل تحدياً إدارياً ورياضياً جديداً لمجلس الإدارة الحالي، خاصة وأن الحكم الصادر يعتبر نهائياً وغير قابل للاستئناف، مما يعني أن الحل الوحيد لرفع الإيقاف يكمن في سداد المستحقات المالية المتأخرة التي كانت سبباً في الأزمة.

تفاصيل وأسباب القرار
تعود جذور هذه العقوبة إلى شكوى قدمها المساعدون الأجانب في الجهاز الفني للمدرب البرتغالي الأسبق جوزفالدو فيريرا، الذي تولى قيادة الفريق في فترة سابقة. طالب المساعدون بالحصول على مستحقاتهم المالية المتأخرة بعد رحيلهم عن النادي، ومع عدم استجابة الإدارات السابقة، لجأوا إلى القنوات القانونية عبر الفيفا. وبعد تداول القضية في اللجان المختصة بالاتحاد الدولي، صدر حكم لصالحهم يلزم الزمالك بدفع المبالغ المستحقة. ونظراً لكون الحكم قد مر بجميع مراحل التقاضي وأصبح باتاً، أكدت مصادر مسؤولة داخل النادي أن فرصة الطعن أو الاستئناف على القرار لم تعد متاحة، مما يضع النادي أمام مسؤولية حتمية وهي السداد الفوري لإنهاء الأزمة.
خلفية تاريخية لأزمات متكررة
لا تعد أزمة إيقاف القيد الحالية حدثاً معزولاً في تاريخ نادي الزمالك الحديث، بل هي حلقة جديدة في سلسلة من القضايا المماثلة التي واجهها النادي على مدار السنوات الماضية بسبب نزاعات مالية مع لاعبين ومدربين سابقين. ولعل أبرز هذه القضايا:
- قضية خالد بوطيب: تكبد النادي غرامة مالية ضخمة لصالح المهاجم المغربي خالد بوطيب، تجاوزت المليوني يورو، وأدت أيضاً إلى إيقاف القيد حتى تم تسوية المبلغ بالكامل.
- قضية سبورتنج لشبونة: استمر نزاع النادي مع سبورتنج لشبونة البرتغالي لسنوات بخصوص مستحقات صفقة انتقال اللاعب محمود عبد الرازق "شيكابالا"، مما أدى إلى عقوبات متتالية.
- قضايا أخرى: واجه النادي أيضاً نزاعات مع لاعبين مثل الغاني بنيامين أشيمبونج والمدرب السابق كريستيان جروس، وكلها تطلبت جهوداً كبيرة لتسويتها مالياً لرفع عقوبات إيقاف القيد.
هذا النمط المتكرر يعكس تحديات إدارية ومالية ورثها مجلس الإدارة الحالي برئاسة حسين لبيب، الذي يسعى جاهداً لتصفية جميع الديون والقضايا الدولية لضمان استقرار النادي على المدى الطويل.
التأثير على مستقبل الفريق وخطط الانتقالات
يأتي قرار إيقاف القيد في توقيت حرج للغاية، حيث يستعد الفريق للدخول في فترة الانتقالات الصيفية بهدف تدعيم صفوفه استعداداً للموسم الجديد والمنافسة على الألقاب المحلية والقارية. ويضع هذا القرار الجهاز الفني الحالي بقيادة البرتغالي جوزيه جوميز في موقف صعب، حيث يعرقل خططه لضم عناصر جديدة قادرة على سد الثغرات وتعزيز قوة الفريق. ويعني الإيقاف أن النادي لن يتمكن من تسجيل أي لاعب جديد سواء كان محلياً أو أجنبياً حتى يتم رفع العقوبة رسمياً من قبل الفيفا، وهو الأمر المرتبط حصراً بتسديد المستحقات.
تحركات الإدارة لحل الأزمة
فور وصول الإخطار الرسمي، بدأ مجلس إدارة نادي الزمالك في اتخاذ خطوات عملية وعاجلة لإنهاء الأزمة. وأكدت الإدارة التزامها بحل جميع القضايا الموروثة لضمان عدم تكرار مثل هذه العقوبات مستقبلاً. وتتركز الجهود الحالية على تدبير الموارد المالية اللازمة لسداد ديون مساعدي فيريرا في أسرع وقت ممكن. وتهدف الإدارة إلى إنهاء الملف بالكامل قبل بدء فترة الانتقالات الصيفية رسمياً، وذلك للسماح للنادي بإبرام تعاقداته الجديدة والمضي قدماً في خطة بناء الفريق للموسم المقبل دون أي عوائق إدارية.





