الطريق إلى المتحف الكبير: معرض فني مفتوح بمجسمات لنجوم الفن المصري
تحول الطريق الرئيسي المؤدي إلى المتحف المصري الكبير في الجيزة مؤخرًا إلى معرض فني مفتوح ومبهر، وذلك في إطار جهود الدولة المستمرة لتجميل وتطوير المحاور المرورية المحيطة بالمشروعات القومية الكبرى. يشهد هذا المحور تركيب عدد كبير من المجسمات الفنية التي تجسد قامات بارزة في المشهد الفني المصري، مما يوفر تجربة ثقافية فريدة للزوار قبل وصولهم إلى صرح المتحف الأثري العالمي.

خلفية المشروع وأهدافه
يأتي هذا المشروع ضمن رؤية أوسع لتطوير المنطقة المحيطة بالمتحف المصري الكبير، والذي يعد أحد أكبر متاحف العالم المخصصة لحضارة واحدة. تهدف هذه الخطوة إلى تعزيز الجاذبية البصرية للمنطقة وخلق بيئة ترحيبية وفنية تليق بمكانة المتحف. ومن الأهداف الرئيسية:
- إثراء التجربة الثقافية: تقديم لمحة عن الإرث الفني الحديث والمعاصر لمصر بالتوازي مع كنوزها الأثرية القديمة.
- الاحتفاء بالرموز الوطنية: تكريم فنانين ومبدعين تركوا بصمة واضحة في الوعي الجمعي المصري والعربي.
- تجميل الفراغات الحضرية: تحويل المساحات العامة إلى قاعات عرض فنية في الهواء الطلق، مما يساهم في تحسين المظهر العام للمنطقة.
- ربط الأجيال: تعريف الأجيال الجديدة بقامات فنية سابقة عبر مجسمات تفاعلية في بيئة غير تقليدية.
المجسمات الفنية ونجوم الفن
تشمل المجسمات المنصوبة على طول "طريق المتحف الكبير" تماثيل لفنانين مصريين كبار، من بينهم أعضاء ثلاثي أضواء المسرح، الذي يضم الفنانين الراحلين جورج سيدهم، سمير غانم، والضيف أحمد. هؤلاء الفنانون، الذين أثروا الحياة الفنية المصرية بأعمالهم الكوميدية والمسرحية والسينمائية الخالدة، يحظون بتكريم خاص يعكس مكانتهم في قلوب الجماهير.
إلى جانب ثلاثي أضواء المسرح، تُعرض مجسمات أخرى لعدد من نجوم الفن المصري البارزين، ممن سطروا أسماءهم بحروف من نور في مجالات السينما والمسرح والموسيقى. تهدف هذه الأعمال النحتية إلى إبراز التنوع الفني والثقافي الذي يميز مصر، وتقديم بانوراما مصغرة لتاريخها الفني الحديث.
الأهمية والتأثير
إن تحويل الطريق المؤدي إلى المتحف المصري الكبير إلى معرض فني مفتوح يحمل أبعادًا متعددة الأهمية:
- دعم السياحة: يضيف هذا المعرض بُعدًا جديدًا لتجربة الزوار والسياح، مما يجعل الرحلة إلى المتحف جزءًا لا يتجزأ من الاستمتاع بالثقافة المصرية الحديثة قبل الغوص في تاريخها العريق.
- تعزيز الهوية الثقافية: يؤكد على استمرارية الإبداع المصري من الفراعنة حتى العصر الحديث، ويجسد اعتزاز الدولة بفنانيها ومبدعيها.
- الوعي الفني: يساهم في نشر الوعي بالفن والنحت بين عامة الجمهور، ويشجع على التفاعل مع الأعمال الفنية في بيئة غير رسمية.
- التطوير الحضري: يعكس التزام الدولة بتطوير البنية التحتية والمساحات العامة، ودمج الفن كجزء أساسي من التصميم الحضري.
لقد لاقى هذا المشروع اهتمامًا واسعًا من قبل الجمهور ووسائل الإعلام، حيث اعتبره الكثيرون مبادرة إيجابية تضيف قيمة جمالية وثقافية للمنطقة، وتكرم رموزًا فنية أحبها المصريون والعرب، وذلك في فترة تتسم بالتحضيرات النهائية لافتتاح المتحف المصري الكبير بشكل كامل.





