الفنان أحمد جمال في حوار: الفن الوطني شرف ومسؤولية تجاه الوطن

في تصريحات مؤثرة أدلى بها الفنان المصري أحمد جمال لبرنامج "ستوديو إكسترا" في الآونة الأخيرة، شدد على أن مشاركته في الفعاليات الوطنية، وبالأخص الندوات التثقيفية التي تُقام بمناسبات مثل ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة، تعد شرفاً لا يضاهى وواجباً وطنياً رفيعاً. أكد جمال أن ارتباطه العميق بالغناء الوطني ليس وليد الصدفة، بل هو تعبير عن التزام راسخ وشعور عميق بالانتماء للوطن وتاريخه العظيم.

الخلفية وأهمية المشاركة الفنية في المناسبات الوطنية

يُعرف الفنان أحمد جمال، الذي اكتسب شهرة واسعة بعد مشاركته في برنامج اكتشاف المواهب "أراب آيدول"، بتقديمه للعديد من الأغاني الوطنية التي لاقت استحساناً جماهيرياً كبيراً. تكرار ظهوره في المحافل الوطنية الكبرى، مثل الندوات التثقيفية بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، يعكس الدور المتزايد الذي يلعبه الفنانون في تشكيل الوعي الجمعي وتعزيز الهوية الوطنية.

تعتبر هذه المشاركات بمثابة فرصة للفنان للتعبير عن انتمائه وتقديره لتضحيات الوطن، وفي الوقت نفسه، تتيح للمؤسسات الرسمية الاستفادة من قوة الفن في إيصال الرسائل الوطنية الهامة للجمهور. فالفنان، بفضل تأثيره الواسع، يمكنه أن يلامس قلوب الملايين ويثير فيهم مشاعر الفخر والولاء، وهو ما يعكس الأهمية القصوى لمقولة جمال بأن "الفن الوطني شرف ومسؤولية".

الفن الوطني ودوره المجتمعي

الفن الوطني هو ركيزة أساسية في بناء وتدعيم الروح المعنوية للأمة، فهو يتجاوز مجرد الترفيه ليصبح وسيلة للتوثيق التاريخي، وحفظ الذاكرة الجمعية، وتخليد البطولات. عبر الأغاني والأعمال الفنية، يتم تناقل القيم الوطنية من جيل إلى جيل، مما يسهم في ترسيخ مفهوم الهوية والانتماء.

تشمل مسؤولية الفنان الوطني عدة جوانب، منها:

• تعزيز الوحدة الوطنية: من خلال أعمال فنية تبرز قيم التعاون والتكاتف بين أبناء الوطن الواحد.
• إلهام الأجيال الجديدة: بتقديم نماذج وقدوات وطنية، وحث الشباب على حب الوطن والتضحية من أجله.
• حفظ التراث والتاريخ: بتسليط الضوء على الأحداث التاريخية الهامة والبطولات التي شكلت وجدان الأمة.
• تمثيل الهوية الثقافية: إظهار الفن كمرآة تعكس القيم والتقاليد والعادات التي تميز الشعب.

وقد أشار أحمد جمال بوضوح إلى هذا الجانب من خلال تأكيده أن ارتباطه بالغناء الوطني ليس مصادفة، بل هو نابع من قناعة راسخة بأهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه الفن في خدمة قضايا الوطن.

سياق ذكرى انتصارات أكتوبر

تأتي تصريحات أحمد جمال في سياق الاحتفال بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة عام 1973، وهي مناسبة وطنية عظيمة تحمل في طياتها دروساً في الفداء والتضحية والعزيمة. تُنظم في هذه المناسبة العديد من الفعاليات لتذكير الأجيال الجديدة بأهمية هذا النصر التاريخي الذي أعاد الكرامة للأمة.

مشاركة فنان بحجم أحمد جمال في ندوة تثقيفية بحضور الرئيس السيسي تضفي بعداً ثقافياً وفنياً على الاحتفالات، وتؤكد أن جميع أطياف المجتمع، بمن فيهم المبدعون، يشاركون في تخليد هذه الذكرى الغالية. وهذا يعكس اعتراف الدولة بأهمية الفن كقوة ناعمة مؤثرة، قادرة على تعزيز الروح الوطنية وتوحيد الصفوف.

إن حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي لمثل هذه الندوات، واهتمامه بمشاركة الفنانين، يبرز التقدير الرسمي لدور الثقافة والفن في بناء الوعي الوطني وتعميق الانتماء، ويؤكد على أن رسالة الفن الوطني لا تقتصر على المتعة الجمالية، بل تمتد لتشمل البعد القيمي والأخلاقي والوطني.

خاتمة

تؤكد تصريحات أحمد جمال لبرنامج "ستوديو إكسترا" على الدور الحيوي الذي يلعبه الفن الوطني في تشكيل الوجدان الجمعي ودعم قضايا الأمة. فكما ذكر، هو ليس مجرد شرف، بل هو مسؤولية تقع على عاتق الفنانين ليكونوا جزءاً فعالاً من مسيرة الوطن ونهضته، مستغلين مواهبهم في خدمة أهداف أمتهم العليا.