الفنان ماجد المصري يؤكد: مهرجان الجونة السينمائي يعزز مكانة السينما المصرية والصناعة هي الأساس لا النجوم
في تصريحات صحفية أدلى بها مؤخرًا، سلط الفنان ماجد المصري الضوء على الدور المحوري لمهرجان الجونة السينمائي، واصفًا إياه بـ "المهرجان المُشرف" الذي يعزز من مكانة السينما المصرية على المستويين الإقليمي والدولي. وقد جاءت هذه التصريحات في سياق الحديث عن الدورة الثامنة للمهرجان، والتي من المتوقع أن تشهد فعاليات وأنشطة تهدف إلى دعم المواهب الصاعدة وتقديم محتوى سينمائي ذي جودة عالية.

أهمية مهرجان الجونة السينمائي
يُعد مهرجان الجونة السينمائي، منذ انطلاقته، منصةً حيويةً للتبادل الثقافي والفكري في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وقد نجح المهرجان في ترسيخ مكانته كواحد من أبرز الفعاليات السينمائية التي تجذب صناع الأفلام والنقاد والجمهور على حد سواء. وتتجلى أهميته في عدة جوانب:
- دعم المواهب الشابة: على غرار ما أكده الفنان ماجد المصري، لا يقتصر دعم المهرجان على مجال التمثيل فحسب، بل يمتد ليشمل كافة التخصصات السينمائية مثل الإخراج، كتابة السيناريو، التصوير، والمونتاج. يوفر المهرجان ورش عمل ومختبرات تهدف إلى صقل مهارات المبدعين الجدد وربطهم بشبكة واسعة من الخبراء في الصناعة.
- نافذة على السينما العالمية: يقدم المهرجان برنامجًا غنيًا من الأفلام الدولية والعربية، مما يتيح للجمهور وصناع السينما المصرية فرصة للاطلاع على أحدث التوجهات الفنية والتقنيات المستخدمة عالميًا، ويحفز على إنتاج أعمال تنافسية.
- تعزيز الاقتصاد الثقافي: يسهم المهرجان في تنشيط الحركة السياحية والثقافية في مدينة الجونة ومصر بشكل عام، ويخلق فرص عمل مؤقتة ودائمة، مما يعكس بعده الاقتصادي الهام.
- بناء سمعة دولية: من خلال استقطاب شخصيات سينمائية عالمية واستضافة عروض أولى لأفلام كبرى، يعزز المهرجان من صورة مصر كمركز إشعاع ثقافي وفني على الخريطة العالمية.
رؤية ماجد المصري لصناعة السينما المصرية
أوضح الفنان ماجد المصري رؤيته الفلسفية حول مستقبل السينما المصرية، مشددًا على أن قوة السينما لا تكمن في الاعتماد المطلق على أسماء النجوم اللامعة، بل في بنية الصناعة ككل. وهذه الرؤية تعكس تحولًا في الفكر السائد، حيث يتم التركيز على أسس الإنتاج المستدام والجودة الشاملة.
وتابع المصري حديثه، مشيرًا إلى أن الصناعة بمعناها الشامل تتضمن تطوير البنية التحتية، وتوفير التمويل اللازم، والاستثمار في التقنيات الحديثة، وتدريب الكوادر الفنية والإدارية، وتطوير آليات التوزيع والتسويق. ويرى أن النجوم هم جزء لا يتجزأ من هذه الصناعة، لكنهم ليسوا كل الصناعة. الاعتماد الكلي على نجم واحد قد يجعل الصناعة عرضة للتقلبات، بينما بناء صناعة قوية ومتكاملة يضمن استمراريتها وتطورها بغض النظر عن الأفراد.
الدورة الثامنة للمهرجان وتوقعات المستقبل
تستعد الدورة الثامنة من مهرجان الجونة السينمائي لتقديم برنامج استثنائي يتماشى مع هذه الرؤية الطموحة. فبالإضافة إلى العروض السينمائية المتنوعة، ستشمل الدورة فعاليات تعليمية وتثقيفية مكثفة تستهدف الجيل الجديد من السينمائيين. ويتوقع أن تركز هذه الدورة بشكل خاص على الأفلام التي تتناول قضايا مجتمعية هامة، وتشجع على التفكير النقدي والإبداع.
إن تصريحات الفنان ماجد المصري تأتي لتؤكد على وعي عميق بالتحديات والفرص التي تواجه السينما المصرية. فالمهرجانات مثل الجونة ليست مجرد احتفالات فنية، بل هي محركات للتنمية الثقافية والاقتصادية، وعاكسة لتطلعات الأمة نحو صناعة سينمائية قوية ومستقلة تترك بصمتها في العالم.





