الفنانة المصرية شيرين طارق: مسيرة فنية من برودواي إلى المحافل المصرية الكبرى
لفتت السوبرانو المصرية العالمية، شيرين طارق أحمد، الأنظار بشكل واسع بعد مشاركتها البارزة في الفعالية الثقافية الضخمة "موكب المومياوات الذهبية" التي أقيمت في القاهرة. وقد سلط أداؤها، الذي حظي بإشادة واسعة، الضوء على مسيرتها الفنية المتميزة التي امتدت من أعرق المسارح العالمية في برودواي إلى المشاركة في أحد أبرز الأحداث الوطنية في تاريخ مصر الحديث، مما أثار اهتمامًا كبيرًا بقصتها المهنية ورحلتها الفنية.

من هي شيرين طارق؟
شيرين طارق هي فنانة أوبرالية مصرية بدأت رحلتها الفنية في سن مبكرة، حيث التحقت بمعهد الكونسرفتوار بالقاهرة لصقل موهبتها. لم تكتفِ بالدراسة الأكاديمية في مصر، بل دفعتها طموحاتها إلى السفر للولايات المتحدة الأمريكية، حيث حصلت على درجة الماجستير من كلية مانز للموسيقى في نيويورك، وهي إحدى المؤسسات الموسيقية المرموقة عالميًا.
تُعد أبرز محطات مسيرتها المهنية هي مشاركتها في عروض مسارح برودواي الشهيرة، وهو إنجاز لم يحققه سوى عدد قليل من الفنانين المصريين والعرب. برز اسمها بشكل خاص من خلال مشاركتها في النسخة العالمية من المسرحية الغنائية الشهيرة "شبح الأوبرا" (The Phantom of the Opera)، حيث أتاحت لها هذه التجربة فرصة العمل مع كبار المحترفين في عالم المسرح الغنائي واكتساب خبرة دولية واسعة عززت من مكانتها كفنانة ذات مستوى عالمي.
أداء أيقوني في موكب المومياوات الذهبية
كانت المشاركة الأبرز لشيرين طارق على الساحة المصرية خلال فعاليات "موكب المومياوات الذهبية" التي جرت في 3 أبريل 2021. هدف هذا الحدث التاريخي، الذي تابعه الملايين حول العالم، إلى نقل 22 مومياء لملوك وملكات مصر القديمة من المتحف المصري بالتحرير إلى مكان عرضها الدائم في المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط.
ضمن هذا الاحتفال المهيب، قدمت شيرين فقرة غنائية ضمن المقطوعة الموسيقية التي ألفها الموسيقار المصري هشام نزيه. تميز أداؤها بتقديم ترانيم مستوحاة من اللغة المصرية القديمة، حيث أضفى صوتها الأوبرالي القوي لمسة من الرهبة والجمال على الأجواء، مما جعل فقرتها من أكثر اللحظات تأثيرًا في الحفل. وقد ارتدت زيًا مستوحى من الطراز المصري القديم، مما أكمل المشهد البصري والسمعي للحدث.
الأصداء وأهمية المشاركة
فور انتهاء الحفل، ضجت وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الإعلام بالإشادات بأداء شيرين طارق. أثنى الجمهور والنقاد على قوة صوتها وحضورها المسرحي، معتبرين مشاركتها إضافة نوعية للحدث ورمزًا مشرفًا للمرأة المصرية وقدرتها على تحقيق النجاح العالمي. كما أبرزت مشاركتها قيمة المواهب المصرية التي تتألق في الخارج وتعود للمساهمة في الفعاليات الوطنية الكبرى.
تكمن أهمية هذه المشاركة في كونها جسرًا يربط بين التراث المصري العريق والمواهب الفنية المعاصرة. لقد أظهرت للعالم وجه مصر الحديث الذي يعتز بتاريخه ويقدم في الوقت نفسه فنًا راقيًا بمعايير عالمية. كما ألهمت قصة نجاحها، من القاهرة إلى برودواي ثم إلى قلب أهم حدث ثقافي مصري، العديد من الفنانين الشباب في المنطقة العربية.





