الفنانة ليلى علوي تكشف عن شغفها بالطهي وتعتبر الطعام متعة حياتية
شاركت الفنانة المصرية ليلى علوي مؤخرًا، ضمن فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان الجونة السينمائي، في جلسة نقاشية لافتة جمعت بين عالم الفن وعالم الطهو. وقد أدلت علوي بتصريحات عكست جانبًا شخصيًا من حياتها، حيث أكدت حبها للطبخ ورؤيتها للطعام كواحد من أهم مصادر السعادة والمتعة في الحياة، ما لاقى اهتمامًا واسعًا من الحضور ووسائل الإعلام.

أقيمت الجلسة تحت عنوان "السينما ومذاق الحياة: الطعام، الفن، والمسؤولية الاجتماعية"، وشهدت حضورًا كبيرًا من صناع الأفلام، الطهاة، النقاد، والجمهور المهتم بالتقاطعات بين الفنون المختلفة والجوانب الحياتية الأساسية. وقد شكلت تصريحات ليلى علوي حول شغفها بالطهي جزءًا محوريًا من هذا الحوار الشامل، مسلطة الضوء على البعد الإنساني والثقافي للعلاقة بين الإنسان والطعام.
خلفية الجلسة ومحورها
تهدف جلسة "السينما ومذاق الحياة" إلى استكشاف الروابط العميقة بين الفن السينمائي وفن الطهي، وكيف يمكن لكل منهما أن يعكس ويؤثر في الآخر. وقد جاء اختيار هذا المحور في مهرجان الجونة ليؤكد على الرؤية الشاملة للمهرجان، التي تتعدى مجرد عرض الأفلام لتشمل مناقشة القضايا الثقافية والاجتماعية المتنوعة. تناولت الجلسة عدة محاور رئيسية، منها:
- الطعام كعنصر سردي في السينما: كيفية استخدام المأكولات والمشروبات لتعميق الشخصيات، بناء الأجواء، أو دفع الأحداث في الأفلام.
- التأثير الثقافي والاجتماعي للطعام: دور المطبخ في حفظ الهوية الثقافية، الاحتفالات، والتجمعات الاجتماعية.
- المسؤولية الاجتماعية تجاه الطعام: مناقشة قضايا الاستدامة، الأمن الغذائي، التغذية الصحية، وتقليل هدر الطعام، وكيف يمكن للفن أن يساهم في رفع الوعي بهذه القضايا.
وقد أشار المنظمون إلى أن الفن والطهي كلاهما يتطلب الإبداع، الدقة، الشغف، والقدرة على إثارة الحواس، مما يجعل الربط بينهما أمرًا طبيعيًا ومثريًا للحوار.
ليلى علوي: الشغف الشخصي والحياة المهنية
تُعد الفنانة ليلى علوي من أبرز نجمات السينما المصرية والعربية، بمسيرة فنية امتدت لعقود. وقد اعتاد الجمهور رؤيتها في أدوار متنوعة على الشاشة، لكن مشاركتها في هذه الجلسة كشفت عن جانب آخر من شخصيتها لا يعرفه الكثيرون. أكدت علوي أن الطبخ بالنسبة لها ليس مجرد ضرورة، بل هو هواية وشغف حقيقي يمنحها إحساسًا عميقًا بالمتعة والراحة. ووصفت عملية إعداد الطعام بأنها شكل من أشكال التأمل والإبداع، حيث تستطيع من خلالها التعبير عن نفسها وتجربة نكهات ومكونات مختلفة.
وأشارت علوي إلى أن الحياة المهنية للفنان غالبًا ما تكون مليئة بالضغوط والسفر والتصوير لساعات طويلة، مما يجعل البحث عن مصادر شخصية للسعادة أمرًا حيويًا. وبالنسبة لها، فإن قضاء الوقت في المطبخ، إعداد وجبة لعائلتها وأصدقائها، أو حتى اكتشاف وصفات جديدة، يمثل متنفسًا مهمًا يساعدها على استعادة طاقتها وتوازنها. هذه التصريحات تلقي الضوء على أهمية الحفاظ على التوازن بين الحياة المهنية والشخصية، حتى بالنسبة للشخصيات العامة التي غالبًا ما تُرى فقط من منظور أدوارها الفنية.
تأثير الفن على الطعام والمسؤولية الاجتماعية
لم تقتصر تصريحات ليلى علوي على شغفها الشخصي، بل امتد النقاش في الجلسة ليشمل الدور الأوسع للفن في تشكيل علاقتنا بالطعام. ناقش المشاركون كيف يمكن للسينما أن تعرض قضايا مهمة تتعلق بالغذاء، من تحديات الأمن الغذائي في بعض المجتمعات إلى أهمية التغذية السليمة وأنماط الحياة الصحية. كما تطرقوا إلى كيفية تأثير الفن في تغيير المفاهيم السائدة حول الطعام وتشجيع الممارسات المستدامة في الزراعة والطهي.
أكد المتحدثون أن المهرجانات السينمائية، مثل مهرجان الجونة، توفر منصة مثالية لإثارة هذه المناقشات وربط جمهور واسع بقضايا قد تبدو بعيدة عن عالم الفن. فالفنانون، بشهرتهم وتأثيرهم، يمكن أن يكونوا سفراء فعالين لرسائل تتعلق بالوعي البيئي والاجتماعي، بما في ذلك الدعوة إلى تبني خيارات غذائية مسؤولة تدعم المجتمعات المحلية وتحافظ على الموارد الطبيعية.
الأهمية الأوسع للحدث
تكمن أهمية هذه الجلسة ومشاركة ليلى علوي فيها في عدة أبعاد. أولًا، أنها تضفي طابعًا إنسانيًا وعمقًا على شخصية الفنانة، مما يجعلها أكثر قربًا وتأثيرًا على جمهورها. ثانيًا، تساهم في إلقاء الضوء على فكرة أن المهرجانات الفنية ليست مجرد مناسبات للاحتفاء بالأفلام، بل هي مساحات للتفكير والنقاش حول جوانب الحياة المختلفة وتحدياتها. ثالثًا، تعزز فكرة أن الطعام ليس مجرد وقود للجسم، بل هو جزء لا يتجزأ من الثقافة، الفن، والنسيج الاجتماعي، ويحمل في طياته أبعادًا عميقة تتطلب الاهتمام والوعي.
باختصار، قدمت الجلسة في مهرجان الجونة السينمائي، بتصريحات ليلى علوي الملهمة، رؤية متكاملة للعلاقة بين الفن، الطعام، والمسؤولية الاجتماعية، مؤكدة أن متعة الحياة قد تكمن في أبسط التفاصيل، مثل طبق طعام أُعد بحب وشغف.





