تكريم فني للرئيس السيسي في افتتاح مدينة الثقافة والفنون: فنانون يشيدون بدوره ودعمه للفن والقضايا الوطنية

مؤخراً، شهدت العاصمة الإدارية الجديدة حدثاً ثقافياً وفنياً بارزاً تمثل في افتتاح مدينة الثقافة والفنون، بالتزامن مع احتفالية كبرى بعنوان "وطن السلام". وقد حظي هذا الحدث بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي ولفيف من كبار نجوم الفن المصري والعربي، الذين عبروا عن تقديرهم العميق لدور الرئيس في دعم الفن والثقافة. وقد مثلت هذه الاحتفالية نقطة تحول في المشهد الثقافي المصري، مؤكدة على التوجه نحو تعزيز القوة الناعمة للدولة وترسيخ مكانة الفن كركيزة أساسية للتقدم والازدهار المجتمعي.

خلفية المشروع وأهدافه

تعتبر مدينة الثقافة والفنون مشروعاً قومياً ضخماً يندرج ضمن رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة والشاملة. تقع هذه المدينة المتكاملة في قلب العاصمة الإدارية الجديدة، وهي مصممة لتكون مركزاً إقليمياً وعالمياً للإبداع الفني والثقافي. تهدف المدينة إلى توفير بنية تحتية متطورة للفنون بشتى أنواعها، بما في ذلك المسارح الحديثة المجهزة بأحدث التقنيات، وقاعات العروض المتعددة الأغراض، المتاحف الفنية المتخصصة، المكتبات الضخمة التي تضم آلاف المجلدات والمراجع، واستوديوهات الإنتاج الفني الاحترافية. من خلال هذا المشروع، تسعى الدولة إلى دعم المواهب الشابة، وتوفير بيئة خصبة للإبداع والابتكار، واستقطاب الاستثمارات في قطاع الثقافة، فضلاً عن تعزيز مكانة مصر كمنارة ثقافية وحضارية في المنطقة. يأتي افتتاح المدينة كخطوة عملية نحو تحقيق أحد أهم أبعاد التنمية الشاملة، وهو البعد الثقافي الذي يُعد أساساً لبناء الوعي وتشكيل الهوية الوطنية والحفاظ على التراث.

تجسد احتفالية "وطن السلام" المصاحبة لافتتاح المدينة رسالة محورية تعكس تطلعات مصر نحو الاستقرار والتنمية والرخاء. وقد تم تصميم الحفل ليعرض الفنون المصرية الأصيلة والمعاصرة، ويبرز التنوع الثقافي الفريد للبلاد، مع التأكيد على قيم السلام والتعايش والتآلف بين جميع أطياف المجتمع. وتمثل هذه الاحتفالية فرصة لإبراز الإنجازات الوطنية في مختلف المجالات، وربطها بالبعد الثقافي الذي يشكل عماد الحضارة والتاريخ المصري العريق، ويؤكد على قدرة الفن على توحيد الصفوف وبناء المستقبل.

تصريحات الفنانين وتأثيرها

شهدت الاحتفالية إقبالاً كبيراً من نجوم الصف الأول في الساحة الفنية المصرية والعربية، الذين لم يفوتوا فرصة التعبير عن شكرهم وامتنانهم للقيادة السياسية على دعمها غير المحدود للفن والفنانين. كان أبرز المتحدثين الفنان الكبير محمد منير، الذي أشاد علناً بدور الرئيس السيسي في دعم القضية الفلسطينية بشكل خاص. وأشار منير إلى أن موقف مصر الثابت والداعم للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة يعكس التزام الدولة بقيم العدالة والإنسانية على الصعيد الإقليمي والدولي، وهو ما يُعد فخراً لكل مصري وعربي. هذه التصريحات تحمل دلالات سياسية مهمة، حيث تربط بين الإنجازات الثقافية المحلية والدور الإقليمي لمصر في دعم القضايا العربية المحورية.

من جانبها، أعربت الفنانة القديرة يسرا عن سعادتها البالغة بهذا الحفل الذي وصفته بـ"المميز"، مشيرة إلى جودة التنظيم الرائعة وروعة العروض الفنية التي قدمت خلال الاحتفالية. وأكدت يسرا أن افتتاح مثل هذه الصروح الثقافية يعزز مكانة الفن في المجتمع ويمنح الفنانين مساحات أوسع للإبداع والابتكار، ويفتح آفاقاً جديدة للمواهب الواعدة. كما شددت على أن الاستثمار في الثقافة والفنون هو استثمار في مستقبل الأجيال القادمة وفي وعي الأمة، مما يضمن بناء مجتمع مستنير ومتطور.

كما أضاف الفنان هاني شاكر، نقيب الموسيقيين، أن الاحتفالية كانت "مبهرة" بكل المقاييس، من حيث المستوى الفني الرفيع للفقرات الفنية والتجهيزات الضخمة التي صاحبتها، والتي تعكس اهتماماً غير مسبوق. ورأى شاكر أن هذا الإنجاز يعكس التقدير الكبير الذي توليه الدولة للفنانين والمبدعين، ويؤكد على أن مصر ماضية بخطى ثابتة نحو استعادة دورها الريادي في المشهد الثقافي العربي والعالمي، وأنها ستظل قبلة للفن والإبداع. وقد اتفقت آراء الفنانين الحاضرين على أن هذا اليوم يمثل علامة فارقة في تاريخ الثقافة المصرية الحديثة ويعد انطلاقة نحو مستقبل ثقافي مشرق.

أهمية الحدث ودلالاته

لا يقتصر تأثير افتتاح مدينة الثقافة والفنون واحتفالية "وطن السلام" على الجانب الثقافي والفني فحسب، بل يمتد ليشمل أبعاداً استراتيجية أوسع وأعمق. فعلى المستوى الوطني، يعزز المشروع مكانة العاصمة الإدارية الجديدة كمركز حضاري متكامل، وليس مجرد مركز إداري، مما يجعلها نقطة جذب للثقافة والسياحة الفنية. كما يبعث برسالة قوية حول التزام الدولة ببناء الإنسان المصري وتطوير قدراته الإبداعية والفكرية، من خلال توفير بيئة محفزة للنمو المعرفي. يُعد هذا الاستثمار في البنية التحتية الثقافية دليلاً على رؤية شاملة للتنمية لا تقتصر على الجوانب الاقتصادية أو العمرانية، بل تضع الثقافة في صميم النهضة الشاملة.

على الصعيد الإقليمي والدولي، يساهم هذا الإنجاز في ترسيخ دور مصر كقوة ثقافية رائدة، وقادرة على المساهمة بفاعلية في الحوار الحضاري العالمي وتبادل الخبرات الفنية. ويعتبر هذا المشروع خطوة نوعية نحو تعزيز القوة الناعمة لمصر، مما يمكنها من التأثير الإيجابي على المحيط الإقليمي والدولي من خلال الفن والثقافة، وتعزيز مكانتها كجسر للتواصل بين الحضارات. كما يعكس الحدث ثقة القيادة السياسية في قدرة الفن على تشكيل الوعي المجتمعي وبناء جسور التواصل بين الشعوب، وترسيخ قيم السلام والمحبة.

بشكل عام، تمثل هذه الاحتفالية وإطلاق المشروع الثقافي الضخم تأكيداً على التزام مصر بمسار التنمية الشاملة، الذي يولي اهتماماً خاصاً للجوانب الثقافية والفنية كركائز أساسية لبناء مستقبل مشرق ومستقر. وتجسد تصريحات الفنانين دعمهم لهذه الرؤية، وتأكيدهم على أن الفن يظل جزءاً لا يتجزأ من النسيج الوطني ودعامة أساسية للتقدم الحضاري، ويساهم في بناء أمة قوية مزدهرة.