الكشف عن استياء الخطيب من نشر صورة ثلاثي الزمالك بمجلة الأهلي
كشف إعلامي مصري بارز، أحمد شوبير، مؤخرًا عن رد فعل رئيس النادي الأهلي، الكابتن محمود الخطيب، تجاه واقعة نشر صورة لثلاثة من لاعبي فريق الزمالك المنافس التقليدي في المجلة الرسمية للنادي الأهلي. أثارت هذه الواقعة جدلاً واسعًا في الأوساط الرياضية وبين جماهير الناديين، ما دفع الخطيب للتعبير عن استيائه الداخلي من هذا القرار التحريري غير المعتاد، وذلك في تطور يعكس حساسية العلاقة بين قطبي الكرة المصرية.

خلفية الواقعة وسياقها الرياضي
تعود تفاصيل الواقعة إلى عدد صدر حديثًا من مجلة الأهلي الرسمية، والتي تُعد المنبر الإعلامي الأول للنادي وجماهيره. تضمنت المجلة، على نحو أثار الدهشة والاستغراب في أوساط المتابعين، صورة جماعية لثلاثة من أبرز لاعبي نادي الزمالك. تأتي هذه الخطوة على غير المألوف في سياق المنافسة التاريخية والشرسة بين القطبين، الأهلي والزمالك، والتي غالبًا ما تشهد حساسية شديدة تجاه أي تفاصيل تتعلق بالطرف الآخر، خاصة في وسائل الإعلام الرسمية التابعة لأحد الناديين. تُعتبر المجلات والصحف الرسمية للأندية بمثابة مرآة تعكس هوية النادي وتوجهاته، وعادة ما تلتزم بالتركيز على أخبار الفريق وإنجازاته ولاعبيه، مع تجنب إبراز لاعبي المنافسين إلا في سياقات المنافسة المباشرة كالمباريات أو لتحليل فني محدد. هذا الانحراف عن النمط المعتاد هو ما جعل الواقعة محط أنظار ومناقشات.
موقف الخطيب من الواقعة
وفقًا لما كشفه أحمد شوبير في برنامجه، فإن محمود الخطيب، فور علمه بالصورة المنشورة، أبدى استياءً كبيرًا وعدم رضا عن القرار التحريري. الخطيب، المعروف بحرصه الشديد على صورة النادي الأهلي وقيمه الراسخة، وبكونه شخصية قيادية تولي اهتمامًا بالغًا لكل ما يخص النادي، نقل هذا الاستياء إلى الدوائر الداخلية بالنادي. أشارت المصادر إلى أن الخطيب يرى أن مثل هذه القرارات التحريرية قد تُفهم بشكل خاطئ، وقد تُحدث لبسًا لدى الجماهير أو تضر بالعلاقات بين الناديين، حتى لو كان القصد منها غير ذلك. وقد شدد رئيس الأهلي على ضرورة التزام جميع المنابر الإعلامية للنادي بالخط التحريري الذي يصب في مصلحة الأهلي ويعكس احترامًا لتاريخه وجماهيره، مؤكدًا على أهمية التركيز على شؤون النادي الداخلية ونجاحاته دون المساس بالخصوصية أو البروتوكولات غير المعلنة للمنافسة الرياضية، وذلك لضمان عدم تأجيج التوترات الجماهيرية غير الضرورية.
تداعيات وأهمية الخبر
أثار الكشف عن رد فعل الخطيب عدة تساؤلات وتداعيات مهمة في المشهد الرياضي المصري:
- أخلاقيات الإعلام الرياضي: سلطت الواقعة الضوء مجددًا على المعايير الأخلاقية والمهنية للإعلام الرياضي الخاص بالأندية، ومدى التوازن المطلوب بين إظهار الروح الرياضية واحترام الخصوم، وبين الحفاظ على هوية النادي وتركيزه على شؤونه الداخلية ومصالحه.
- تأثير على صورة النادي: قد يؤدي نشر صور المنافسين في مجلة رسمية إلى ردود فعل متباينة بين الجماهير. بينما قد يعتبرها البعض لفتة للروح الرياضية، يراها آخرون، خاصةً من مشجعي الأهلي، تجاوزًا للتقاليد أو ضعفًا في الموقف، مما يبرز أهمية استياء الخطيب الذي يعكس حساسية هذه المسألة في نظر الإدارة العليا للنادي.
- رسالة للإدارات الإعلامية: يُعتبر رد فعل الخطيب بمثابة رسالة واضحة وحاسمة للإدارات الإعلامية داخل النادي الأهلي بضرورة توخي الحذر الشديد والالتزام بالضوابط والسياسات التحريرية الصارمة، والتشديد على أن كل محتوى يُنشر باسم النادي يجب أن يمر بمراجعة دقيقة ليتوافق مع رؤية النادي وقيمه العريقة.
- علاقة القطبين: في ظل التنافس الشديد، يمكن لمثل هذه التفاصيل الصغيرة أن تؤثر على العلاقات بين إدارتي الناديين، أو حتى تزيد من حدة التوتر بين جماهيرهما. يُظهر هذا الموقف مدى أهمية إدارة كل التفاصيل المتعلقة بالعلاقة بين الناديين لضمان عدم تصاعد أي خلافات عرضية.
سياق المنافسة الأزلية وتأثيرها
تُعرف المنافسة بين الأهلي والزمالك بأنها من الأقدم والأكثر حدة في كرة القدم المصرية والعربية والإفريقية. تتجاوز هذه المنافسة حدود المستطيل الأخضر لتشمل الجوانب الإعلامية والجماهيرية والإدارية، وتؤثر على الحياة اليومية لملايين المشجعين. كل تصريح أو قرار، مهما بدا بسيطًا، يُحلل ويُفسر بعناية فائقة من قبل الجماهير والإعلاميين. لهذا السبب، فإن أي خروج عن المألوف في وسائل الإعلام الرسمية للناديين يُنظر إليه بجدية بالغة ويُعامل بحذر شديد. يُعد اهتمام محمود الخطيب بهذه التفاصيل دليلًا على إدراكه العميق لحساسية العلاقة مع المنافس التقليدي، وحرصه على عدم إعطاء أي فرصة لسوء الفهم أو لتصعيد غير ضروري للتوترات التي قد تضر بالجو العام للرياضة. إن الحفاظ على خط إعلامي واضح ومحدد يُعد جزءًا لا يتجزأ من استراتيجية النادي للحفاظ على مكانته وهيبته، وتأكيدًا على قيم الانضباط والاحترافية.
التطورات اللاحقة
بعد كشف أحمد شوبير عن رد فعل الخطيب، والذي تم بتاريخ 26 أكتوبر 2023، يُعتقد أنه تم إصدار توجيهات داخلية فورية لفريق التحرير في مجلة الأهلي. تهدف هذه التوجيهات إلى تعزيز الالتزام الصارم بالخطوط التحريرية والسياسات الإعلامية للنادي، لضمان توافق جميع المحتويات المستقبلية مع الأهداف الاتصالية الاستراتيجية للنادي، وتجنب أي لغط محتمل. ورغم عدم صدور بيان رسمي أو اعتذار علني من النادي الأهلي بخصوص الصورة المحددة، إلا أن الاستجابة الداخلية التي أشار إليها شوبير تُظهر أن المسألة أُخذت على محمل الجد في أعلى مستويات الإدارة بالنادي. ينصب التركيز الآن على منع تكرار مثل هذه الحوادث والحفاظ على وجود إعلامي احترافي ومتسق يعكس صورة النادي الأهلي وتطلعاته، ويعزز من قيمه ومبادئه الرياضية.





