الكشف عن وثائق قضية جيفري إبستين: تفاصيل وأسماء بارزة تظهر للعلن
في تطور قضائي بارز، بدأت محكمة فيدرالية في نيويورك في أوائل يناير 2024 برفع السرية عن مئات الوثائق المتعلقة بالقضية الشائكة للراحل جيفري إبستين، الممول الأمريكي الذي أدين بجرائم جنسية. جاء هذا الإجراء تنفيذًا لأمر صادر عن القاضية لوريتا بريسكا، ويكشف عن أسماء العديد من الشخصيات العامة والبارزة التي ارتبطت بإبستين، سواء كشركاء أو موظفين أو ضحايا محتملين. وتجدر الإشارة إلى أن ورود اسم شخص في هذه الملفات لا يعني بالضرورة إدانته أو تورطه في أي مخالفات جنائية.

خلفية القضية
تعود هذه الوثائق إلى دعوى تشهير أقامتها عام 2015 فيرجينيا جوفري، إحدى أبرز ضحايا إبستين، ضد شريكته المقربة غيلين ماكسويل، التي تقضي حاليًا عقوبة بالسجن لمدة 20 عامًا لدورها في المساعدة على استغلال الفتيات القاصرات. تم تسوية تلك الدعوى في عام 2017، لكن الوثائق المرتبطة بها ظلت سرية إلى حد كبير. ويأتي قرار المحكمة الأخير بالكشف عنها استجابةً لمطالب الشفافية وحق الجمهور في المعرفة، حيث رأت القاضية أن الكثير من المعلومات الواردة فيها أصبحت معروفة بالفعل أو أن المصلحة العامة تفوق حق الأفراد المذكورين في الخصوصية.
أبرز ما كشفته الوثائق
من المهم التوضيح أن الملفات التي تم الكشف عنها ليست "قائمة عملاء" كما أشيع، بل هي عبارة عن مجموعة واسعة من السجلات القضائية تشمل شهادات وادعاءات ورسائل بريد إلكتروني ومستندات قانونية أخرى. وقد وردت فيها أسماء أكثر من 150 شخصًا كانوا يُعرفون سابقًا بأسماء مستعارة مثل "جون دو" أو "جين دو". السياق الذي وردت فيه الأسماء يختلف بشكل كبير:
- بيل كلينتون: ورد اسم الرئيس الأمريكي الأسبق في عدة مواضع، لا سيما في سياق رحلاته على متن طائرة إبستين الخاصة. ومع ذلك، نفت إحدى الضحايا في شهادتها رؤية أي سلوك غير لائق من جانبه.
- الأمير أندرو: تحتوي الوثائق على تفاصيل إضافية حول مزاعم سابقة تتهمه بالاعتداء على قاصر، وهي الادعاءات التي أدت إلى تسوية مدنية باهظة في السابق وأجبرته على التخلي عن واجباته الملكية.
- دونالد ترامب: ذُكر اسم الرئيس السابق كأحد معارف إبستين، ولكن لم تتضمن الدفعة الحالية من الوثائق أي اتهامات بارتكاب مخالفات من جانبه.
- شخصيات أخرى: ظهرت أسماء شخصيات عامة أخرى مثل عالم الفيزياء الراحل ستيفن هوكينغ والمغني مايكل جاكسون، ولكن في سياقات لا تحمل اتهامات مباشرة بارتكاب جرائم. على سبيل المثال، ورد اسم هوكينغ في رسالة بريد إلكتروني سعى فيها إبستين إلى دحض شائعات تتعلق به.
الأهمية والتأثير
يكمن التأثير الأكبر لعملية الكشف هذه في تحقيق قدر أكبر من الشفافية حول شبكة العلاقات الواسعة التي بناها إبستين مع النخبة العالمية في مجالات السياسة والمال والأعمال. ورغم أن هذه الوثائق قد لا تؤدي بالضرورة إلى توجيه اتهامات جنائية جديدة، إلا أنها تعيد تسليط الضوء على القضية وتضع العديد من الشخصيات المؤثرة تحت مجهر الرأي العام مجددًا. كما أنها توفر مادة غنية للباحثين والصحفيين لفهم أعمق لأساليب عمل إبستين وشبكة المتواطئين معه. وقد حرصت المحكمة على حجب أسماء الضحايا القصر الذين لم يكشفوا عن هوياتهم علنًا، وذلك في محاولة لحماية خصوصيتهم.





