الكنيسة القبطية تودع المصور الشاب كيرلس صلاح في جنازة مهيبة ببرقاش
في أجواء غلب عليها الحزن والأسى، شيعت الأوساط القبطية في مطلع شهر يونيو 2024، جثمان المصور الشاب والخادم الكنسي كيرلس صلاح، الذي وافته المنية بشكل مفاجئ. أقيمت صلوات الجنازة في كنيسة الأنبا موسى الأسود بقرية برقاش، التابعة لمركز منشأة القناطر بمحافظة الجيزة، وسط حضور كثيف من الكهنة والشمامسة وأبناء الكنيسة وأصدقاء الراحل وعائلته، الذين توافدوا لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على شاب عُرف بخدمته ومحبته.

من هو كيرلس صلاح؟
لم يكن كيرلس صلاح مجرد مصور فوتوغرافي، بل كان شخصية محبوبة ومعروفة في الأوساط الكنسية، خاصة في إيبارشية الجيزة. وُلد ونشأ في قرية برقاش، وارتبط اسمه بالكنيسة منذ صغره، حيث انخرط في الأنشطة الخدمية والروحية. عُرف عنه تفانيه في خدمة الكنيسة، حيث كان يوثق بعدسته اللحظات الهامة والقداسات والفعاليات الروحية، ليس فقط في كنيسته المحلية بل في العديد من الكنائس الأخرى. ووصفه الكثيرون بأنه كان "خادمًا أمينًا"، يجمع بين موهبته في التصوير ورغبته الصادقة في الخدمة، ودائمًا ما كان يُرى مبتسمًا ومستعدًا للمساعدة، مما ترك أثرًا طيبًا في نفوس كل من عرفه.
تفاصيل الوفاة المفاجئة ومراسم الجنازة
شكلت وفاة كيرلس صلاح صدمة كبيرة لمجتمعه، حيث جاءت مفاجئة وغير متوقعة. فقد تعرض لأزمة صحية طارئة أدت إلى وفاته في سن مبكرة، وهو ما ضاعف من حالة الحزن بين محبيه. فور إعلان الخبر، سادت حالة من الصدمة في الأوساط القبطية وعلى منصات التواصل الاجتماعي.
أقيمت مراسم الجنازة في كنيسة الأنبا موسى الأسود ببرقاش، وترأس الصلوات لفيف من الآباء الكهنة بحضور شعبي كبير. عكست المراسم المهيبة مدى الحب والتقدير الذي كان يحظى به الراحل، حيث امتلأت الكنيسة بالمصلين الذين أتوا من مناطق مختلفة للمشاركة في وداعه. وقد عبّرت الكلمات التأبينية عن الخسارة الكبيرة التي لحقت بالكنيسة بفقدان أحد أبنائها الشباب المخلصين.
أصداء واسعة وحالة حزن عامة
امتدت أصداء وفاة كيرلس صلاح إلى ما هو أبعد من قريته، حيث تحولت صفحات التواصل الاجتماعي إلى دفتر عزاء كبير. تناقل الآلاف من المستخدمين صوره، مرفقة بعبارات الرثاء والدعاء، مستذكرين مواقفه الإنسانية وابتسامته الدائمة وخدمته المتفانية. نعته العديد من الصفحات الرسمية التابعة للكنائس والإيبارشيات القبطية، التي اعتبرت رحيله خسارة لخدمة التوثيق والتصوير في الكنيسة.
يمكن تلخيص ردود الفعل في النقاط التالية:
- حزن مجتمعي: عبّر أهالي قرية برقاش وأصدقاء الراحل عن حزنهم العميق لفقدان شاب كان يمثل نموذجًا في الأخلاق والالتزام.
- تقدير كنسي: أظهرت مشاركة عدد كبير من الكهنة في الجنازة تقدير الكنيسة لخدمة الراحل ودوره الفعال.
- تأثير رقمي: عكس التفاعل الواسع على وسائل التواصل الاجتماعي الأثر الكبير الذي تركه كيرلس في حياة الكثيرين، حتى أولئك الذين لم يلتقوا به شخصيًا ولكنهم عرفوه من خلال أعماله وسمعته الطيبة.
دلالة الحدث وأهميته
تكمن أهمية هذا الخبر في أنه يسلط الضوء على تماسك النسيج الاجتماعي داخل المجتمعات المحلية، خاصة في الأوساط الدينية في مصر. إن حالة الحزن الجماعي على وفاة شاب ليس من الشخصيات العامة المعروفة إعلاميًا، تعكس تقدير المجتمع للأفراد الذين يكرسون حياتهم لخدمة الآخرين بهدوء وإخلاص. كما يُظهر الحدث أهمية دور الشباب الفاعل في الكنيسة، وكيف يمكن لمواهبهم، مثل التصوير، أن تتحول إلى خدمة روحية مؤثرة تترك بصمة لا تُمحى بعد رحيلهم.